ميناء طرطوس يستقبل أول شحنة قمح منذ سقوط الأسد

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 28 مايو 2025
ميناء طرطوس يستقبل أول شحنة قمح منذ سقوط الأسد

استقبل ميناء طرطوس السوري أول سفينة تحمل شحنة قمة تبلغ 28.500 طن، وهي السفينة الأولى التي ترسو في الميناء منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وهو ما يعكس عودة النشاط التجاري إلى الميناء بعد سنوات من التراجع بسبب الحرب.

وتزامن الحدث مع إعلان الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا عن توقيع مذكرة تفاهم ضخمة مع شركة "موانئ دبي العالمية" بقيمة 800 مليون دولار، تهدف إلى تطوير وإدارة وتشغيل محطة متعددة الأغراض في ميناء طرطوس.

وبحسب "سانا"، فإن هذا الاستثمار يعد خطوة استراتيجية لتعزيز كفاءة الميناء وزيادة طاقته التشغيلية، مما يعزز دوره كمحور أساسي لحركة التجارة الإقليمية والدولية.

الاتفاقية، التي وُقعت خلال الشهر الجاري، لا تقتصر على تطوير ميناء طرطوس وحده، بل تشمل أيضًا التعاون في إنشاء مناطق صناعية ومناطق حرة، إضافة إلى موانئ جافة ومحطات عبور للبضائع في عدد من المواقع الاستراتيجية داخل سوريا.

هذه الخطوة تعكس التزام الطرفين بدعم التنمية الاقتصادية وتسهيل حركة التجارة والنقل، وفتح آفاق جديدة أمام الاقتصاد السوري المنهك بعد أكثر من 13 عامًا من الصراع.

وفي تطور لافت، يأتي هذا التعاون بعد إلغاء عقد سابق مع شركة روسية لإدارة ميناء طرطوس، كان قد وُقع في عهد الرئيس السابق بشار الأسد، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" في يناير الماضي عن ثلاثة رجال أعمال سوريين ومصادر إعلامية.

وفي سياق متصل، وقّعت سوريا مطلع الشهر الجاري عقدًا طويل الأمد مع شركة الشحن الفرنسية العملاقة CMA CGM يمتد لـ 30 عامًا، لتطوير وإدارة ميناء اللاذقية، باستثمار يُقدر بـ 230 مليون يورو، أي ما يعادل 260 مليون دولار.

هذه الخطوة تأتي ضمن جهود دمشق لإعادة تأهيل موانئها الحيوية وتحويلها إلى مراكز لوجستية تخدم حركة التجارة الإقليمية والدولية.

اقرأ أيضًا:  تطوير ميناء اللاذقية في سوريا بشراكة مع شركة فرنسية

رهان اقتصادي جديد وسط تغيّرات دولية

الاستثمار الإماراتي في ميناء طرطوس، إلى جانب الصفقة الفرنسية في ميناء اللاذقية، يُعدان بمثابة تحول استراتيجي في المشهد الاقتصادي السوري، خاصة مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، في قرار وصفه المحللون بأنه قد يفتح الباب أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية، خصوصًا من الدول العربية.

الحكومة السورية ترى في هذه التحركات فرصة ذهبية لتسريع عملية إعادة الإعمار، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية، وتعزيز قطاع النقل واللوجستيات، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي، وتحقيق طموحها في تحويل سوريا إلى مركز إقليمي لحركة الشحن والتجارة في المنطقة.

اقرأ أيضًا:  موانئ دبي تستثمر 800 مليون دولار لتطوير ميناء طرطوس السوري

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة