الصادرات الصينية تقفز لأعلى مستوى في 6 أشهر رغم تصاعد التوتر مع أمريكا

الاقتصاد الصيني يحقق نموًا لافتًا رغم التصعيد التجاري مع الولايات المتحدة

  • تاريخ النشر: منذ يوم زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
الصادرات الصينية تقفز لأعلى مستوى في 6 أشهر رغم تصاعد التوتر مع أمريكا

سجل الاقتصاد الصيني أداءً لافتًا في سبتمبر، حيث قفزت الصادرات بأعلى وتيرة في ستة أشهر، وحققت الواردات أقوى نمو منذ أبريل 2024، في مؤشر على متانة النشاط التجاري للصين رغم تصاعد الخلافات الاقتصادية مع الولايات المتحدة.

ووفق بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية الصادرة اليوم الاثنين، ارتفعت الصادرات بنسبة 8.3% على أساس سنوي بالدولار الأمريكي، متجاوزة توقعات المحللين الذين رجحوا زيادة لا تتجاوز 7.1%.

أما الواردات، فسجلت نموًا قويًا بنسبة 7.4% مقارنة بالعام الماضي، لتتفوق على جميع التقديرات وتحقق أفضل أداء منذ أكثر من عام.

تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن

تأتي هذه الأرقام في وقت تشهد فيه العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة توترًا متجددًا، بعد تبادل الطرفين للانتقادات وفرض قيود جديدة تهدد بإعادة إشعال الحرب التجارية.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صعّد من لهجته مؤخرًا، ملوحًا بفرض رسوم جمركية إضافية تصل إلى 100% على السلع الصينية، إلى جانب قيود أكثر صرامة على صادرات البرمجيات الأمريكية.

وفي المقابل، أعلنت بكين توسيع قيودها على صادرات المعادن النادرة، التي تعد حيوية لصناعة التكنولوجيا، كما أضافت شركة TechInsights إلى قائمتها السوداء، وفتحت تحقيقًا جديدًا ضد عملاق أشباه الموصلات الأمريكي "كوالكوم" بتهمة الاحتكار.

حرب الموانئ ورسوم السفن

في خطوة أخرى تهدد بزيادة التوتر، أعلن الجانبان فرض رسوم متبادلة على السفن التجارية التي ترسو في موانئ الطرف الآخر اعتبارًا من 14 أكتوبر، حيث ستفرض الصين رسومًا قدرها 400 يوان (56 دولارًا) للطن، وهي نفس القيمة التي فرضتها واشنطن.

ويشير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) إلى أن الولايات المتحدة تمثل 0.1% فقط من صناعة بناء السفن العالمية، مقابل 53.3% لصالح الصين، ما يمنح بكين ميزة واضحة في هذا المجال.

قال المتحدث باسم الجمارك الصينية ليو داليانغ في مؤتمر صحفي إن بلاده تأمل أن تدرك واشنطن خطأ نهجها التصعيدي، داعيًا إلى العودة للحوار والتفاوض لحماية استقرار الاقتصاد العالمي.

وأكد أن الرسوم الجمركية التي فرضتها عدة دول هذا العام ألحقت أضرارًا بسلاسل الإمداد العالمية وأثرت سلبًا على حركة التجارة، مشددًا على التزام الصين بدعم التجارة متعددة الأطراف.

ملف فول الصويا يعقّد المفاوضات

يستمر ملف فول الصويا الأمريكي في تعقيد المفاوضات التجارية، إذ تتجنب الصين — أكبر مستورد عالمي للمحصول — استئناف شراء المحاصيل الأمريكية، ما يقلل من فرص التوصل إلى اتفاق قريب.

وكان ترامب قد أعرب عن أمله في إقناع الرئيس الصيني خلال لقائهما المقرر في نهاية أكتوبر بإنهاء الحظر المفروض على واردات فول الصويا الأمريكي.

وفي المقابل، أصدرت وزارة التجارة الصينية بيانًا أكدت فيه أن "التهديد بالرسوم المرتفعة ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين"، مشددة على أن بكين سترد بإجراءات حاسمة لحماية مصالحها إذا واصلت واشنطن نهجها التصعيدي.
توقعات الربع الرابع: تحديات مع استمرار الضغوط

من جانبه، حذر نائب وزير الجمارك وانغ جون من أن تحقيق استقرار في التجارة خلال الربع الرابع سيكون صعبًا، نظرًا لتعقيد المشهد الدولي وارتفاع المقارنة مع الأداء القوي للعام الماضي.

ورغم هذه التحديات، يرى محللون أن تحسن الصادرات والواردات في سبتمبر يمنح الاقتصاد الصيني دفعة معنوية قوية، ويدعم التوقعات بنمو مستقر خلال نهاية عام 2025، خاصة إذا نجحت بكين في احتواء الخلافات التجارية واستعادة الثقة في أسواقها.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة