الصين تسجل أضعف نمو صناعي في ستة أشهر رغم هدنة تجارية مع أمريكا

تراجع في طلبات التصدير وثقة الشركات رغم بوادر تحسن في التوظيف

  • تاريخ النشر: منذ 14 ساعة زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
الصين تسجل أضعف نمو صناعي في ستة أشهر رغم هدنة تجارية مع أمريكا

أظهر تقرير خاص أن نشاط المصانع في الصين تباطأ خلال شهر أكتوبر 2025، مسجلًا أداءً أقل من توقعات السوق، في ظل انخفاض حاد في الطلبيات الجديدة للتصدير وتزايد التوتر التجاري مع الولايات المتحدة.

تراجع في نشاط المصانع الصينية خلال أكتوبر

ووفقًا لمسح صادر عن مؤسسة S&P Global، انخفض مؤشر RatingDog للتصنيع العام إلى 50.6 نقطة في أكتوبر، مقارنة بـ 51.2 نقطة في سبتمبر، بينما كانت توقعات المحللين تشير إلى تسجيل 50.9 نقطة.

ورغم بقاء المؤشر فوق مستوى الـ50 الذي يفصل بين النمو والانكماش، فإن النتائج أظهرت تباطؤ وتيرة النشاط الصناعي مقارنة بالأشهر الماضية.

كشف المسح أن الطلبيات الجديدة للتصدير سجلت أكبر تراجع منذ مايو الماضي، مع ارتفاع حالة عدم اليقين التجاري بين الصين والولايات المتحدة.

كما تباطأ نمو الأعمال الجديدة والإنتاج، في حين انخفض مستوى الثقة بين الشركات الصناعية إلى أدنى مستوى خلال ستة أشهر.

ورغم ذلك، أظهر مؤشر التوظيف في المصانع أول زيادة منذ مارس الماضي، مسجلًا أعلى مستوى له منذ أغسطس 2023، مما يعكس تحسنًا محدودًا في فرص العمل داخل القطاع الصناعي.

نتائج المسح الخاص أفضل من الرسمي

جاءت نتائج المسح الخاص أفضل من المؤشر الرسمي الصيني الذي صدر الأسبوع الماضي وأظهر انكماش النشاط الصناعي إلى 49 نقطة، في أسوأ أداء منذ ستة أشهر.

وتتميز الدراسات الخاصة بأنها تركز على المصانع الموجهة للتصدير، وتشمل عينة من 650 شركة، مقارنة بأكثر من 3 آلاف شركة في المسح الحكومي.

تزامن تباطؤ القطاع الصناعي مع توقيع هدنة تجارية جديدة بين بكين وواشنطن، عقب لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي.

وبموجب الاتفاق، خفضت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على السلع الصينية المرتبطة بالفنتانيل إلى 10%، في مقابل تعليق الصين قيود تصدير المعادن النادرة.

كما قررت واشنطن تعليق تطبيق قاعدة الملكية بنسبة 50% ضمن قيود التصدير، وإيقاف التحقيق في قطاعات الملاحة وبناء السفن والخدمات اللوجستية الصينية.

من جانبها، أعلنت بكين وقف التحقيقات المناهضة للاحتكار والإغراق ضد شركات أمريكية، من بينها إنفيديا وكوالكوم، إلى جانب استئناف استيراد فول الصويا والمنتجات الزراعية والطاقة الأمريكية.

توقعات بانتعاش محدود في الأشهر المقبلة

توقّع محللون أن تشهد مؤشرات التصنيع تحسنًا طفيفًا في الربع الأخير من العام مع استقرار العلاقات التجارية وزيادة الطلب الخارجي.

وقال دونغمينغ شيه، مدير الأبحاث في بنك OCBC، إن "استمرار الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين سيدعم تعافي الثقة في قطاع التصنيع وعودة الطلب تدريجيًا".

كما رفعت مؤسسة غولدمان ساكس توقعاتها لنمو الاقتصاد الصيني في عام 2025 إلى 5%، مع ترجيحات بتحقيق 4.8% في عام 2026، مدفوعة بتخفيف التوتر التجاري ودعم الحكومة للقطاع الصناعي.

تنويع الصادرات يعزز مرونة الاقتصاد الصيني

في محاولة لتقليل الاعتماد على السوق الأمريكية، كثفت الصين صادراتها إلى جنوب شرق آسيا والاتحاد الأوروبي وإفريقيا خلال العام الجاري.

وارتفعت الصادرات إلى تلك المناطق بنسبة 14.7% و8.2% وأكثر من 28% على التوالي حتى سبتمبر، في حين تراجعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة مزدوجة الأرقام منذ أبريل.

وساهم ذلك في ارتفاع إجمالي الصادرات الصينية بنسبة 6.1% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، رغم انخفاض الواردات بنسبة 1.1%.

أظهرت البيانات الرسمية تباطؤ الناتج المحلي الإجمالي الصيني إلى 4.8% في الربع الثالث من 2025، وهو أبطأ معدل نمو خلال عام.

كما انكمش الاستثمار في الأصول الثابتة – بما في ذلك العقارات – بنسبة 0.5% في الأشهر التسعة الأولى، في أول تراجع منذ عام 2020.

ويرى المحلل نيو وانغ من شركة إيفركور ISI أن "تراجع تأثير حزم التحفيز الحكومية واستمرار أزمة العقارات سيواصلان الضغط على الاقتصاد خلال العام المقبل".

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة