ذاكرة الرياض: مشروع ضخم يوثق تاريخ العاصمة عبر نصف قرن

ذاكرة الرياض: الأمير فيصل بن عيّاف يدشن مشروعاً نوعياً لحفظ العمارة التاريخية

  • تاريخ النشر: منذ يومين زمن القراءة: 3 دقائق قراءة آخر تحديث: منذ يومين
ذاكرة الرياض: مشروع ضخم يوثق تاريخ العاصمة عبر نصف قرن

قام الأمير الدكتور فيصل بن عيّاف، أمين منطقة الرياض، بتدشين مشروع ذاكرة الرياض، الذي يمثل مبادرة رائدة تهدف إلى توثيق العمارة والمعالم العمرانية التي شكلت ملامح العاصمة خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

ذاكرة الرياض: الأمير فيصل بن عيّاف يدشن مشروعاً نوعياً لحفظ العمارة التاريخية

وبحسب ما ذكرته تقارير محلية، يأتي هذا المشروع ضمن جهود الأمانة للمحافظة على الإرث المعماري، وتعزيز الهوية الثقافية للمدينة، بما يعكس مسيرة تطورها الاجتماعي والعمراني عبر أكثر من 50 عاماً.

ويهدف المشروع إلى حفظ الذاكرة الحضرية للرياض، من خلال منهجية علمية دقيقة تجمع بين المسح الميداني والدراسات التاريخية والاجتماعية والتحليل المعماري.

وتساهم هذه المنهجية في بناء قاعدة معرفية شاملة، والتي ترصد تطور النسيج العمراني للعاصمة خلال فترة التحول التي شهدتها، منذ خمسينيات القرن الماضي حتى بداية الألفية.

وأوضحت التقارير أن المشروع شمل تنفيذ حصر ميداني واسع غطى 112 حياً سكنياً و1155 موقعاً متنوعاً، تضمن أكثر من ألف مبنى بين حكومية وخدمية وسكنية، إضافة إلى مبان ذات أهمية اجتماعية وتاريخية.

وجرى تصنيف 100 مبنى ضمن مباني ذاكرة الرياض، و55 مبنى ذات قيمة تاريخية واجتماعية، و70 مبنى مهجوراً، و35 مبنى تمت إزالته لاحقاً، كما تم توثيق 70 تصميماً لمبان لم تنفذ.

وقد أعدت الفرق المتخصصة استمارات تحليل وتقييم شملت الجوانب الإنشائية والمعمارية والتاريخية، إلى جانب تطوير بطاقات تعريفية رقمية تحتوي على بيانات تفصيلية وصور لكل مبنى.

ولفتت التقارير إلى أنه في الجانب البحثي، فقد وثق المشروع الأهمية التاريخية والاجتماعية للعديد من المباني البارزة، مثل القصر الأحمر، برج مياه الرياض، ملعب الأمير فيصل بن فهد، مركز الخزان السكني التجاري وغيرها من المعالم التي ارتبطت بذاكرة سكان العاصمة.

وتضمنت الجهود الفنية إعادة رسم أكثر من 150 مبنى بتقنيات ثنائية وثلاثية الأبعاد، لإبراز عناصرها التصميمية والمعمارية بدقة عالية، وعرضها ضمن المعارض والمجسمات التي تقدمها الأمانة.

كما أضاف المشروع بعداً بصرياً ومعرفياً من خلال إنتاج 5 أفلام وثائقية تغطي المراحل الزمنية من الخمسينيات حتى التسعينيات، إلى جانب الفيلم الرئيسي الممتد لمدة 75 دقيقة بعنوان ذاكرة الرياض، والذي يوثق رحلة التحول العمراني بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمعماريين السعوديين والعرب.

أما على مستوى الإثراء الأكاديمي، فقد نشر المشروع ورقتين علميتين في مجلات دولية محكمة، تعالج الأولى منهجيته في توثيق التراث المعماري الحديث، بينما تستعرض الثانية تحولات العمارة في الرياض خلال خمسينيات القرن الماضي.

وشملت المخرجات كذلك إصدار كتاب موسع بعنوان ذاكرة الرياض، والذي يوثق السرد التاريخي والتحليل المعماري مدعوماً بصور نادرة لمعالم العاصمة، إضافة إلى مشاهد تاريخية تبرز دور خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في قيادة النهضة العمرانية خلال فترة إمارته للرياض.

ونوهت التقارير إلى أنه من أجل تعزيز الوصول إلى مخرجات المشروع، فقد أطلقت الأمانة الموقع الإلكتروني الرسمي لذاكرة الرياض، والذي يوفر وسائط تفاعلية تسمح باستكشاف المعالم العمرانية بين عامي 1950 و2000، مع دعوة سكان المدينة لمشاركة ذكرياتهم المرتبطة بالمباني التاريخية، لتعميق البعد الإنساني والاجتماعي للمحتوى العمراني.

وتعمل الأمانة على ضمان استدامة المشروع، عبر تنظيم معارض تفاعلية ومتجر تراثي وورش عمل وبرامج تثقيفية ترفع الوعي بأهمية التراث العمراني، إضافة إلى مشاركة المشروع في فعاليات ثقافية ووطنية، كمعرض الرياض الدولي للكتاب والمؤتمرات والندوات المعمارية.

وأضافت التقارير أن مشروع ذاكرة الرياض يمثل امتداداً لالتزام أمانة منطقة الرياض بتحقيق تنمية حضرية مستدامة تواكب رؤية المملكة 2030، من خلال الحفاظ على الإرث المعماري ودمجه في التخطيط العصري لمدينة نابضة بالحياة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة