0.75 طفل لكل امرأة.. انهيار معدل المواليد يهدد اقتصاد كوريا الجنوبية

معدل الخصوبة في كوريا الجنوبية يسجل أدنى مستوى عالميًا

  • تاريخ النشر: السبت، 27 سبتمبر 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة
0.75 طفل لكل امرأة.. انهيار معدل المواليد يهدد اقتصاد كوريا الجنوبية

تواجه كوريا الجنوبية أزمة سكانية خطيرة تُنذر بتهديد إنجازاتها الاقتصادية التي حققتها على مدى عقود، بعد أن سجّلت أدنى معدل مواليد في العالم. 

ويُحذّر خبراء من أن هذا التراجع قد يقود البلاد إلى تباطؤ اقتصادي طويل الأمد وربما انكماش خلال العقدين المقبلين.

أزمة ديموغرافية تهدد النمو

بحسب تقرير بنك كوريا لعام 2024، فإن معدل الخصوبة المتدني سيكون من بين الأسباب الرئيسية التي ستدفع الاقتصاد إلى ركود بحلول أربعينيات هذا القرن.

كما توقّع المعهد الكوري للتنمية في دراسة حديثة أن يتراجع النمو المحتمل للاقتصاد تدريجيًا حتى يقترب من الصفر بحلول 2040، مع احتمال حدوث انكماش فعلي للاقتصاد بحلول 2047 أو حتى 2041 في السيناريوهات المتشائمة.

أرقام صادمة لمعدل المواليد

بلغ معدل الخصوبة في كوريا الجنوبية 0.748 طفل لكل امرأة عام 2024، مقارنة بـ 0.721 في 2023، وهو رقم بعيد جدًا عن معدل الإحلال السكاني البالغ 2.1 المطلوب للحفاظ على استقرار عدد السكان. 

وللمقارنة، وصل متوسط الخصوبة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى 1.43 فقط.

ويعني ذلك أن كل 100 كوري سينجبون نحو 36 طفلًا فقط، ما يضع مستقبل سوق العمل والإنتاجية على المحك.
محاولات حكومية لم تُجدِ نفعًا

أنفقت الحكومة أكثر من 270 مليار دولار خلال 16 عامًا على برامج دعم وتحفيز الإنجاب، شملت مكافآت مالية، وحوافز للأسر، وحتى مقترحات لإعفاء الآباء الذين ينجبون ثلاثة أطفال من الخدمة العسكرية.

ورغم ذلك، لم تحقق هذه الجهود تأثيرًا ملموسًا على رفع معدلات المواليد.

الأزمة الديموغرافية تضغط كذلك على أنظمة التقاعد، حيث أقرّت الحكومة في مارس الماضي أول إصلاح لصندوق المعاشات منذ 18 عامًا، ما أدى إلى تمديد استمرارية الصندوق حتى 2071. 

ومع ذلك، سيُطلب من الأجيال الشابة دفع أقساط أعلى مقابل مزايا أقل.

أما الجيش الكوري، فقد انخفضت أعداد جنوده بنسبة 20% منذ 2019 ليصل إلى نحو 450 ألف جندي، في وقت لا تزال فيه البلاد رسميًا في حالة حرب مع كوريا الشمالية التي تملك أكثر من 1.2 مليون جندي.

هل تنجح كوريا في تجاوز التحدي؟

رغم التوقعات القاتمة، يرى خبراء أن كوريا الجنوبية قادرة على التكيّف مع هذه الأزمة عبر الابتكار التكنولوجي، وفتح المجال لسياسات هجرة جديدة، وتغيير الوعي المجتمعي تجاه الأسرة.

ويؤكد محللون أن التجربة التاريخية للبلاد، التي تحوّلت من الفقر بعد الحرب الكورية عام 1953 إلى قوة اقتصادية عظمى، دليل على قدرتها على مواجهة هذا التحدي الجديد.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة