إيلي ماروني: الجميّل ونصرالله وجعجع رجال مواقف

  • تاريخ النشر: الأحد، 01 يونيو 2014 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 فبراير 2022
إيلي ماروني

غريب كيف تأخذ الأمور منحى آخر عندما تحاور رجلاً يتعاطى الشأن العام بعيداً عن السياسة والمواقف والآراء المبنية على خلفية حزبية أو عقائدية معينة. نعم غريب لأنك تلاحظ في نبرته شيئاً مختلفاً أكثر واقعية وأكثر حميمية. خلال هذا الحوار الذي أجريته مع النائب والوزير السابق إيلي ماروني المعروف بمواقفه الجريئة لاحظت هذا الأمر وخصوصاً عندما تحدّث عن استشهاد شقيقه وخانته الكلمات، وعندما تحدّث عن أحلامه وطموحه ورغبته في بناء عائلة.

وزير سابق نائب حالي ومحامي باختصار من هو إيلي ماروني؟

مواطن لبناني، مولود في مدينة زحلة ومقيم هناك أيضاً، نائب عن زحلة في كل لبنان. مارست تدريس اللغة العربية في عدة مدارس. أمارس مهنة المحاماة منذ فترة طويلة. منتسب إلى حزب الكتائب منذ فترة طويلة وتبوأت مراكز عدة ضمن صفوفه من رئاسة الإقليم إلى عضوية المكتب السياسي. كنت وزيراً للسياحة. اليوم نائب وغداً لا أعرف ما الذي يخفيه لي، لكن ما أعرفه أن الطموح موجود وكذلك الإرادة وهناك حلم أن يرى إيلي ماروني لبنان وطن الدولة والمؤسسات والقانون ووطن العدالة والمساواة.

بعيداً عن الشأن العام والسياسة ما هو حلمك؟

كوني ولدت وعشت في مدينة محرومة إلى حدّ ما من التطوّر الإنمائي، حلمي أن يستعيد نهر البردوني مياهه ورونقه كي يعود ويستحقّ كل كلمة كتبها عنه شعراء لبنان الكبار. حلمي أن أبني عائلة وأعيش بهدوء بعيداً عن الضجيج الذي عشته في حياتي حتى هذه اللحظة. حلمي أن أطبع من جديد كتب والدي المعروف بالأديب نبيل كرامي ولديه 52 كتاباً بين مؤلف وكتب مترجمة من الأدب الروسي. حلمي أن أحقق العدالة في قضية مقتل شقيقي. حلمي أن أحقق أحلام العديد ممَّن يتّكلون عليّ لتحقيق أحلامهم. الأحلام عديدة لكنني أسعى جاهداً من خلال الأعمال التي أقوم بها لتحويلها إلى حقيقة.

ما الذي يمنعك وأنت في مركز القرار من تحقيق هذه الأحلام أو حتى بعضها؟

العوائق كثيرة، ما كلّ ما يتمنى المرء يدركه. لقد حققت الكثير من الأمور والأحلام وهناك الكثير من الأمور التي أسعى إلى تحقيقها. انتخبت نائباً عن زحلة عام 2009 وما زالت المسيرة طويلة لتحقيق الأحلام والأهداف التي تبنيتها.

ما هو الإنجاز الذي تفتخر  بأنك حققته؟

على صعيد مهنة المحاماة أفتخر بأنني كنت وما زلت محامي الفقراء وبالتالي تجد في مكتبي اليوم حوالى الألفي ملف معظم أصحابها من محدودي الدخل ولم أتقاض منهم سوى نفقات هذه الملفات. أما على صعيد الوزارة، فأصحاب المؤسسات السياحية وعدد السياح الذين زاروا لبنان بين الـ 2008 والـ 2009 هم من يوفوني حقي، إضافة إلى توقيع أكثر من 15 إتفاقية دولية حول الإعلام والترويج السياحي، ما دفع منظمة السياحة العربية إلى تعييني رئيساً لمجلس الشرق الأوسط للإعلام والترويج السياحي. الإنجاز الذي انتصرت به لمبادئي هو أنني كنت في الوزارة وبشهادة الجميع لكلّ لبنان ولكلّ اللبنانيين.

من السياسيين المثيرين للجدل فالبعض يصفك بالجريء والاستفزازي هل توافقهم الرأي؟

عاهدت نفسي وأهلي والناخبين بقول الحقيقة دائماً مهما كان الثمن، وأنا أنتمي إلى مدرسة علّمتني أن أقول الحقيقة مهما كانت صعبة، لذلك وأينما وجدت أقول الحقيقة كما هي وكما أراها، لأن الناس ملّوا من التدجيل والرياء والدبلوماسية.

بتنا نعيش في عصر يخشى معظم ناسه من قول الحقيقة أو حتى سماعها هل لذلك يخشون إيلي ماروني بحسب رأيك؟

الذي يخشى الحقيقة هو المرتكب والكاذب، فدائماً كنت أقول وما زلت أن من يخاف من القضاء والمحاكمات هو مرتكب الجرم. وأنا على يقين أن كل إنسان صفحته بيضاء وشفاف لم ولن يخاف من الحقيقة مهما كانت صعبة.

هل تعتقد أن كلمة جرأة مرادفة للرجولة؟ وما هي الصفات التي تجعل من الرجل رجلاً بكل ما للكلمة من معنى؟

مفهوم الرجولة يختلف باختلاف العادات والتقاليد وأسلوب التربية المتّبع. بعض الشباب يعتقد أن مفهوم الرجولة هو أن يشرب الرجل الكثير من الخمرة فكنت أقول لهم أن جارتنا تشرب كل يوم زجاجتين من الخمر وما زالت امرأة لم تتحوّل بعد إلى رجل. إذاً الرجل هو الموقف، الرجل هو القادر على إثبات وجوده وقول الحقيقة وعندما تناديه الظروف يكون موجوداً. اليوم لم يعد يقاس الرجل بالقوة الجسدية فقط وبقدرته على القيام بالمعاصي، بل يقاس بمواقفه وبنبله وشجاعته. 

ما هو الموقف أو الرأي الذي تندم وتتمنى لو أنك لم تقله أو تتخذه؟

الإنسان ليس معصوماً عن الخطأ وهناك مرات عدة نرتكب الأخطاء إن في مواقفنا وإن في آرائنا لكن الندم بعد ذلك لا ينفع، بل محاولة وضع الأمور بنصابها الصحيح هو ما ينفع. هناك أمور أساسية طبعاً لا أندم عليها كانتمائي الوطني وانتمائي إلى خط السيادة والاستقلال وعائلتي ومدينتي فهي قرارات نهائية، إضافة إلى احترامي للعادات والتقاليد اللبنانية. كرهي للخمرة على سبيل المثال موقف نهائي وحبي للاطلاع والقراءة كذلك الأمر موقف نهائي. شفافيتي في التعاطي مع الناس وحرصي على صداقاتي وحريتي موقف نهائي.

الرجل هو الموقف والشجاعة والنبل حسب قولك من هو الرجل الذي تليق به هذه العبارة؟

هنالك رجال كثر من أصحاب المواقف. فالرئيس أمين الجميّل رجل موقف. فرغم استشهاد شقيقه وابنه وتعرّضه شخصياً لعدة محاولات اغتيال لم يغادر وبقي مثابراً على مواقفه ونهجه السياسي. الدكتور سمير جعجع رجل موقف فرغم سجنه لمدة 11 عاماً لم يغيّر قناعاته ومواقفه. السيد حسن نصرالله، رغم أننا لا نوافقه الرأي سياسياً فلا يمكنني سوى القول بأنه رجل موقف، فرغم أن حياته بخطر وحزبه بخطر ورغم معارضتنا له فهو ثابت بمواقفه. بدوره الشهيد بيار الجميّل كان خليّة حركة دائمة وأنشأ الكتائب الجديدة، وسوف يبقى دائماً أمثولة عن العطاء والعنفوان والمواقف الجريئة.

أحد أصعب المواقف التي واجهتك وكيف عالجته؟

لحظة استشهاد شقيقي نصري عالجتها بالصمود أمام الجميع، ولكنني كدت أنهار لوحدي في غرفتي. صمدت وصمَّمت أن من يريد من خلال مقتل شقيقي أن يهزم قضيتنا وانتماءنا وحزبنا وأن يهزمني شخصياً بمسيرتي السياسية، صممت أنني لن أسمح له بذلك ولن أدعه ينجح بمسعاه. استمدّيت قوتي من شقيقي نصري وبالتالي واجهت وصمدت ونجحت في المواجهة.

إلى جانب إنجازاتك ومواقفك ومسيرتك الطويلة في حزب الكتائب والشأن العام فلشقيقك نصري رحمه الله فضل كبير عليك وخصوصاً في مسيرتك السياسية. إلى أي مدى مقاربتي صحيحة؟

لي كلّ الفخر أن يكون لشقيقي وهو في حياته وبعد استشهاده فضل كبير عليّ في كلّ حياتي وفي كلّ إنجاز قمت به وسوف أقوم به في المستقبل، فهذا بكلّ تأكيد مصدر فخر كبير بالنسبة لي.

ما هو دور المرأة في حياتك وهل تعتقد أن المجتمع اللبناني منحها حقّها كما هو مفترض؟

المرأة هي نصف الحياة، تحتاجها لتولد، تحتاجها لترعاك، تحتاجها كأم، كشقيقة، كصديقة، كحبيبة وزوجة. المرأة هي نصف الحياة في جميع الميادين، لذلك لا يمكن تقييمها أو تقزيم دورها. في بعض المناطق في لبنان حصلت المرأة على حقوقها وأكثر وفي بعض المناطق الأخرى لم تحصل عليها، لذلك تحتاج إلى المزيد من التوجيه والترشيد لتعي مدى أهمية دورها ولكي تتمكن من لعب هذا الدور. أما على الصعيد السياسي فأنا شخصياً ضد "الكوتا" النسائية لأنها تحد من طموح المرأة. أنا مع حق المرأة أن تترشح عن 128 مقعداً وأن تكون في كل الوزارات.

إلى أي مدى تستطيع أن تحقّق توازناً بين عملك وحياتك الاجتماعية؟

من الصعب التوفيق بين العمل والحياة الاجتماعية، خصوصاً أن عمل النائب يتطلب مواكبة دائمة من ساعات الصباح الأولى حتى آخر ساعات الليل وأنا من الأشخاص الذين يواظبون على إتمام جميع واجباتهم على أكمل وجه. فما بين مجلس النواب والحزب والمراجعات والزيارات الدورية للمسؤولين وما بين الواجبات الاجتماعية لا يبقى إلا القليل القليل للحياة الخاصة. لكن بنهاية الأمر هذا هو خياري الذي ناضلت من أجله وأعتقد ان تصل وتترك بصمات حتى لو على حسابك الخاص أفضل بكثير من أن تصل وتمرّ ولا يشعر أحد بوجودك.

 هل حقّق إيلي ماروني كل ما يطمح إليه؟

الأحلام كبيرة كما سبق وقلت، حقّقت الكثير من الأمور وما زلت أطمح لتحقيق الكثير إذا سمحت لي الظروف وسمح لي العمر. بالشأن العام أطمح أن أحقق البرنامج الذي ترشّحت على أساسه للنيابة. أما أكثر ما أتمناه هو الحصول ولو على بضع ساعات من الفراغ لأكتب خلالها كلّ ما يخطر على بالي.

 السيرة الذاتية

الإسم: إيلي ميشال ماروني

مكان وتاريخ الولادة: زحلة 9/2/1964

الجنسية: لبناني

المستوى العلمي: إجازة في الحقوق والعلوم السياسية

اللغات: العربية، الفرنسية، الإنجليزية.

المهنة: محام بالاستئناف منذ أكثر من إحدى عشرة سنة.

نائب عن المقعد الماروني - دائرة زحلة، ووزير سابق.

عضو لجنة الحريات وحقوق الإنسان في نقابة المحامين - بيروت.

مارس تدريس اللغة العربية وآدابها في مدارس عدة قبل انتسابه إلى نقابة المحامين في بيروت.

مستشار قانوني لعدد من الشركات والمجلات السياسية في لبنان ودول عربية أخرى.

محاضر في منتديات ثقافية عدة.

انتسب إلى حزب الكتائب سنة 1981 وتبوأ مراكز حزبية عدة واستمر حتى الساعة رئيساً لإقليم زحلة منذ 1995.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة