استمطار السحب: السعودية تبدأ أولى الورش خلال أيام وهكذا تتم العملية

أعلن المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية، عن اعتزامه إقامة ورشة العمل الأولى الخاصة باستمطار السحب، وذلك يوم الأحد المقبل.

السعودية تستعد لبدء أولى ورش استمطار السحب يوم الأحد القادم

وبحسب ما ذكرته تقارير محلية، فإن الورشة التي يعتزم المركز الوطني للأرصاد إقامتها، ستأتي تحت عنوان "عمليات الطيران للبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب"، حيث ستقام في مدينة جدة، بمشاركة الجهات المعنية بعمليات الاستمطار في المملكة.

ونشر المركز مقطع فيديو تعريفي لعملية استمطار السحب، حيث أوضح من خلاله كيف تساعد هذه العملية في تعديل الطقس، بهدف تغيير كمية الأمطار المتساقطة من السحب أو نوعيتها، وذلك عن طريق نشر بعض المواد في الهواء، التي تعمل على تكاثف السحب.

وتحدث في الفيديو المنشور الدكتور ياسر الخلاف، مدير عام إدارة البحث والتطوير والابتكار بالمركز الوطني للأرصاد، حيث قال: "يساعد الاستمطار الصناعي في تعديل الطقس بهدف تغيير كمية الأمطار المتساقطة من السحب أو عن نوعيتها، وذلك عن طريق نثر بعض المواد في الهواء لتعمل على تكاثف السحب، أو اعتبارها نواه جليدية لتكوين بلورة ثلجية في الغلاف الجوي، مما يُغير العمليات الفيزيائية الدقيقة داخل السحب نفسها."

وتابع قائلاً: "يهدف البرنامج الإقليمي للاستمطار الصناعي إلى تعزيز الدراسات العلمية المتعلقة بفيزيائية السحب، والاستفادة من التقنيات الحديثة لزيادة هطول الأمطار."

وأضاف الخلاف أنه يمكن تلخيص أثر هذه المبادرة على مناخ المملكة العربية السعودية في 5 نقاط رئيسية، وهي: "أولاً: زيادة هطول الأمطار، تحقيق الاستدامة البيئية وبناء القدرات البشرية. ثانياً: تخفيف آثار العواصف الترابية، زيادة رقعة المساحات الخضراء. ثالثاً: البحث عن مصادر مائية جديدة تٌسهم في تخفيف الجفاف وتحسين الصحة العامة. رابعاً: التخفيف من المخاطر الناجمة عن تأثيرات التغير المناخي. خامساً: تهيئة الموارد الطبيعية والبيئية للتكيف مع التغير المناخي وتقليل تدهورها، وتعزيز الأداء البيئي للمملكة."

كما أشار إلى أن هذه المبادرة تساعد في تحقيق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وذلك من خلال زيادة هطول الأمطار من 10- 20% من النسبة الأصلية.

وكان مدير عام إدارة البحث والتطوير والابتكار بمركز الأرصاد الوطني، قد تحدث في وقت سابق عن تقنية الاستمطار، حيث قال إنها تعتبر واحدة من تقنيات تعديل الطقس، حيث يتم ذلك عن طريق نثر المواد العضوية الصديقة للبيئة، مثل الثلج المجفف أو كلوريد الصوديوم.

وأردف قائلاً إن المواد التي تُستخدم في هذه التقنية تعتمد على أنواع السحب المستهدفة، حيث إنها تستهدف الأماكن التي تتكون فيها السحب الدافئة أو الباردة، لافتاً إلى أن هذه التقنية تتميز بانخفاض التكلفة، ومن خلالها ستتمكن المملكة العربية السعودية من زيادة المخزون المائي في السدود وزيادة المخزون الجوفي كذلك، ليعزز هذا من أمنها المائي.

وكان مجلس الوزراء السعودي قد وافق في شهر فبراير 2020 على مشروع الاستمطار الصناعي، الذي يهدف إلى زيادة معدل الهطول المطري بنسبة تصل إلى 20%، عن المعدل الحالي الذي لا يتجاوز 100 ملم سنوياً.

ونقلت وقتها تقارير محلية تصريحات منسوبة إلى أيمن غلام، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد السعودي، قال فيها إن مشروع الاستمطار الصناعي سيبدأ في المناطق الجنوبية الغربية، خاصة في عسير، وذلك بسبب وجود سحب كثيرة فيها.

وأوضح قائلاً إن مشروع الاستمطار الصناعي يخضع لضوابط علمية، ترتكز على إجراء محاولات إسقاط الأمطار من سحب معينة فوق مناطق محددة مسبقاً، وفق خطة علمية مدروسة تعتمد على احتياجات المناطق، حيث يشمل الاستمطار بهذه الطريقة محاولات تشكيل السحب وتنمية مكوناتها.

وفيما يتعلق بالهدف الرئيسي من هذا المشروع، قال علام إن مشروع الاستمطار يهدف إلى تلبية حاجة السعودية، المتنامية اقتصادياً وسكانياً، إلى المياه، خاصة أنها لا تمتلك مصادر غير مياه البحر، لافتاً إلى أن هناك عدة أهداف فرعية، من ضمنها التعرف على سحب المملكة وخصائصها.

وأضاف أن المركز يعمل على تكوين قاعدة بحثية قوية، وكذلك نقل التقنية إلى السعودية بكوادر وطنية، خاصة أن عمليات الاستمطار تحتاج إلى طائرات مجهزة بتقنيات وآليات متخصصة في الاستمطار، بالإضافة إلى طيارين مدربين في هذا المجال.

جدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية قد بدأت مشروع الاستمطار الصناعي في عام 1976، بالاتفاق مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية؛ وذلك بهدف إطلاق التجارب في حقول الاستمطار في المملكة، وقد تم توقيع اتفاقية مع جامعة وايومنج الأمريكية لإجراء أول تجربة في منطقة عسير، والتي بدأت في عام 1990، ثم توالت بعدها التجارب في مناطق مختلفة في المملكة، مثل الرياض، القصيم، حائل، وبعض المناطق شمال غربي السعودية وجنوبها.