الماغنيتارات وسر نشأة الذهب في الكون

كنوز الكون: قصة تشكل العناصر الثقيلة من انفجارات النجوم المغناطيسية

  • تاريخ النشر: الخميس، 01 مايو 2025 آخر تحديث: منذ 3 أيام
الماغنيتارات وسر نشأة الذهب في الكون

توصل علماء الفيزياء الفلكية إلى اكتشاف مذهل يقدم إجابة محتملة لأحد أعقد الألغاز الكونية، وهو متعلق بمصدر العناصر الثقيلة، مثل الذهب، في الكون.

كنوز الكون: قصة تشكل العناصر الثقيلة من انفجارات النجوم المغناطيسية

وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، فإن النجوم النيوترونية فائقة المغناطيسية، المعروفة باسم الماغنيتارات، قد تكون هي المصانع السماوية التي أنتجت جزء كبيراً من هذه العناصر الثمينة.

فعندما نشأ الكون بعد الانفجار العظيم، كان يتكون أساساً من العناصر الخفيفة: الهيدروجين والهيليوم، وكميات ضئيلة من الليثيوم.

ومع مرور الوقت، بدأت النجوم في تخليق عناصر أثقل، من خلال عمليات الاندماج النووي، وصولاً إلى عنصر الحديد.

لكن السؤال الذي ظل يحير العلماء لعقود، هو: كيف تشكلت العناصر الأثقل من الحديد، وما الآلية التي أدت إلى انتشارها عبر أرجاء الكون؟

وقالت التقارير إنه من خلال تحليل بيانات أرشيفية تم جمعها على مدار 20 عاماً من تلسكوبات تابعة لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، اكتشف فريق البحث دليلاً يشير إلى دور محوري تلعبه انفجارات النجوم المغناطيسية في تكوين العناصر الثقيلة.

ووفقاً لتقديرات الفريق، يمكن لهذه الانفجارات الهائلة أن تكون مسؤولة عن إنتاج ما بين 1-10% من إجمالي العناصر الثقيلة في مجرة درب التبانة.

وبينت التقارير أن الماجنيتار هو نوع استثنائي من النجوم النيوترونية يتميز بمجال مغناطيسي هائل القوة.

وتتجاوز كثافة هذه الأجرام السماوية حدود التصور البشري، حيث أن ملعقة صغيرة من مادتها قد تزن مليار طن على كوكب الأرض.

وعلى الرغم من قوتها الهائلة، فإن الماغنيتارات تتعرض لما يشبه الهزات النجمية، التي تتسبب في تشقق قشرتها الخارجية، وإطلاق انفجارات هائلة من الإشعاعات تعرف باسم الانفجارات العملاقة.

وقد رصد العلماء حتى الآن 3 فقط من هذه الانفجارات العملاقة في مجرتنا وسحابة ماجلان الكبرى المجاورة، بالإضافة إلى 7 انفجارات أخرى في مجرات بعيدة.

ويتوقع العلماء أن الإشعاعات المنبعثة من هذه الانفجارات، تلعب دوراً محورياً في عملية التخليق النووي السريع، وهي عملية تحول النيوترونات النوى الذرية الخفيفة إلى عناصر أثقل.

ونظراً لوجود الماغنيتارات منذ العصور المبكرة للكون، يرجح الباحثون أن تكون أولى جزيئات الذهب في التاريخ الكوني قد تشكلت من خلال هذه الآلية المذهلة.

ويقدم هذا الاكتشاف المهم آفاقاً جديدة أمام علماء الفلك، لفهم أعمق لأصل المعادن الثمينة في الكون، ويسلط الضوء على الدور الاستثنائي الذي تلعبه هذه النجوم الغريبة في الكيمياء الكونية.

وأفادت التقارير أن هذه الننائج لا تقدم إجابات عن الماضي البعيد للكون فحسب، بل تثير أيضاً تساؤلات جديدة حول العمليات الفيزيائية المعقدة التي تحدث في أقصى الظروف المتطرفة للكون، كما أنها تفتح الباب أمام مزيد من الاكتشافات المستقبلية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة