جبل على المريخ قد يكون بركاناً خفياً

في تطور مثير يعيد تشكيل فهمنا لجيولوجيا كوكب المريخ، كشفت أبحاث حديثة أن التكوين المعروف باسم جبل جيزيرو مونس، الواقع على حافة فوهة جيزيرو الشهيرة، قد لا يكون مجرد جبل عادي كما كان يعتقد، بل بركان خامد كان نشطاً في زمن سحيق.

جبل جيزيرو على المريخ ليس مجرد تكوين صخري: اكتشاف قد يغير تاريخ الكوكب الأحمر

وبحسب ما ذكرته تقاريثر علمية، فإن هذا الكشف المفاجئ قد جاء نتيجة تحليلات متعمقة لبيانات جمعها مسبار بيرسيفيرانس التابع لوكالة ناسا، إلى جانب معلومات من 3 بعثات مدارية أخرى، في إطار الجهود المتواصلة للبحث عن آثار الحياة على الكوكب الأحمر.

وكانت الشكوك الأولى حول الطبيعة البركانية لهذا الجبل قد ظهرت في عام 2007، حين لفت شكله المميز أنظار العلماء.

لكن الأمر تطلب أكثر من 15 عاماً من الرصد والتحليل الجيوفيزيائي، لتأكيد أن جبل جيزيرو يمتلك خصائص تتطابق مع براكين شهيرة، مثل زيفيريا وأبوليناروس ثولي على المريخ، وسيدلي في القارة القطبية الجنوبية على الأرض.

وقالت التقارير إن أحد أبرز الأدلة على الأصل البركاني لهذا الجبل، هو غياب الفوهات النيزكية الصغيرة على سطحه، وهي علامة تشير إلى حداثة السطح نسبياً أو تغطيته بطبقات من الرماد البركاني.

كما كشفت الصور والتحاليل الطيفية عن آثار تدفقات حمم منحدرة من الجهة الشمالية الغربية، مما يفسر العثور على صخور نارية في أرضية الفوهة من قبل مسبار بيرسيفيرانس.

واللافت أن هذا الاكتشاف لا يقتصر على البعد الجيولوجي فقط، بل له تداعيات كبيرة على البحث عن الحياة الميكروبية القديمة.

وأوضحت التقارير أن وجود بركان بجوار بحيرة قديمة محتملة داخل فوهة جيزيرو، يعزز فرضية وجود بيئة حرارية مائية غنية، مشيرة إلى أن هذه ظروف مواتية تماماً لنشوء وتطور كائنات دقيقة، حسبما تشير العديد من النماذج الحيوية.

وهذا الاكتشاف يفتح الباب أمام إعادة تقييم شاملة للتكوينات الجبلية الأخرى على الكوكب، ويطرح احتمالًا مثيراً للاهتمام بأن النشاط البركاني على المريخ قد كان أكثر انتشاراً مما كنا نتصور، ما قد يؤدي إلى مراجعة كاملة لتاريخ المريخ الجيولوجي.