حرائق غابات في اليونان وإسبانيا تجبر الآلاف على الإجلاء

تشهد عدة مناطق في جنوب أوروبا كارثة بيئية متصاعدة، حيث واصلت فرق الإطفاء في اليونان وإسبانيا اليوم الأربعاء معركتها لليوم الثاني على التوالي مع حرائق غابات هائلة أجبرت السلطات على إجلاء آلاف السكان والسياح، وسط موجة حر وجفاف ورياح قوية تزيد من خطورة الموقف.

حرائق اليونان… القرى مهددة والنيران تصل إلى المصانع

في اليونان، اندلعت عدة حرائق قرب مدينة باتراس غرب البلاد، بالإضافة إلى جزيرتي "خيوس" و"زاكينثوس" السياحيتين، وفي ثلاث مناطق داخلية أخرى. وأعلنت السلطات أن الحرائق دمرت منازل ومزارع ومصانع، وأجبرت أكثر من 7,000 شخص على مغادرة مناطقهم منذ الثلاثاء.

كما أصيب العشرات باختناق نتيجة استنشاق الدخان، بينهم 13 من رجال الإطفاء الذين تلقوا العلاج من حروق وإصابات مختلفة.

وشارك نحو 5,000 عنصر إطفاء مدعومين بـ33 طائرة منذ ساعات الفجر في محاولة لاحتواء النيران، بينما حذر المتحدث باسم فرق الإطفاء، فاسيليس فاثراكويانيس، من أن "اليوم سيكون صعبًا للغاية، مع بقاء خطر اندلاع حرائق جديدة في معظم أنحاء البلاد عند مستوى مرتفع جدًا"، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 34 مئوية.

في مشهد مأساوي، غطت سحب الدخان الكثيف أحد مصانع الأسمنت بعد أن اجتاحت النيران بساتين الزيتون والغابات المجاورة، ما أدى أيضًا إلى تعطيل حركة القطارات قرب باتراس.

وأكد أحد المتطوعين القادمين من أثينا أن "المشهد أشبه بيوم القيامة".

كما لجأت قوات خفر السواحل في جزيرة "خيوس" إلى إجلاء السكان والزوار بالقوارب بعد أن وصلت ألسنة اللهب إلى الشواطئ.

🚨🇬🇷 Western Greece is on fire right now.

Legacy Media will blame Climate Change again - so sad for all the people who live there & all the Wildlife whose habitats are now destroyed. pic.twitter.com/2DKWryS6cf

— Concerned Citizen (@BGatesIsaPyscho) August 13, 2025

إسبانيا… متطوع يفقد حياته وحرائق تلتهم آلاف الهكتارات

وفي إسبانيا، تواصلت الحرائق العنيفة في ظل رياح قوية وحر شديد، ما أسفر عن مصرع متطوع يبلغ من العمر 35 عامًا بعد أن حاصرته النيران أثناء محاولته إنشاء خطوط عازلة لمنع امتداد الحريق في منطقة "كاستيا إي ليون" شمال وسط البلاد.

وقالت السلطات الإقليمية إن الحريق ما زال يشتعل في جبهتين نشطتين خارج السيطرة، فيما تم إجلاء أكثر من 5,000 شخص وسط مخاوف من وصول النيران إلى بلدات صغيرة.

وأشارت وزيرة البيئة الإسبانية، سارا آغيسين، إلى أن العديد من هذه الحرائق قد تكون مفتعلة عمدًا نظرًا لشدة انتشارها، لكنها أوضحت أن الوقت لا يزال مبكرًا لتحديد ذلك بدقة.

كما شهدت العاصمة مدريد، الاثنين الماضي، وفاة رجل يعمل في إسطبل خيول بعدما امتدت النيران إلى بعض المنازل والمزارع. وفي إقليم "غاليسيا" شمال غرب البلاد، أُعلن أن الوضع "معقد" مع استمرار ستة حرائق نشطة أتت على نحو 10,000 هكتار في مقاطعة "أورينسي".

وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية استمرار خطر اندلاع حرائق "شديد للغاية" في معظم أنحاء البلاد.

وتشهد دول أخرى في جنوب أوروبا، مثل إسبانيا والبرتغال وتركيا ودول البلقان، حرائق متفرقة منذ أيام، مع وصول درجات الحرارة في بعض المناطق إلى أكثر من 40 درجة مئوية، ما يجعل السيطرة على النيران أكثر صعوبة.