"حنفي.. تنزل المرة دي".. من منا لم يضحك على شخصية حنفي في الفيلم الشهير ابن حميدو، والتي أداها باقتدار النجم عبد الفتاح القصري الذي ضحى بحياة الترف من أجل حبه للفن، لينتهي به الحال ويتوفى وحيدا في المستشفى بعد أن سلبت آخر زوجاته كل أمواله، ويسير في جنازته 6 أشخاص فقط من بينهم شقيقته، مسيرته الفنية وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية..
ولد القصري في 15 أبريل عام 1905، في منطقة حي الحسين بالقاهرة، كان والده ثريا فكان يعمل بتجارة الذهب، نتيجة لثراء العائلة درس "القصري" بمدرسة الفرير الفرنسية.
طلب منه والده العمل معه وعدم استكمال الدراسة، فترك المدرسة ولكن لم يحقق رغبة والده، وبدلا من العمل معهم تعلق قلبه بالمسرح مع أقرانه، وأصبح دائم السهر، فكان دائم التردد على فرقة فؤاد الجزايرلي.
قرر القصري العمل بالتمثيل، ولكن والده عارض وهدده بالحرمان من الميراث فصمم على موقفه، بدأ بالالتحاق بفرقة عبد الرحمن رشدي، وانتقل إلى فرقة نجيب الريحاني، ومنها إلى فرقة إسماعيل ياسين.
تزوج القصري 4 مرات، غير معروف أي بيانات عن أي منهم، غير أن زيجته الرابعة والأخيرة، كانت من سيدة تصغره بعشرين عاما استغلت ذلك وجعلته يكتب لها كل ثروته، سواء عن والده أو أموال جمعها من التمثيل.
وذلك بعد أن طلبت منه الطلاق خوفا من أن تدخل في صراعات مع عائلته بعد وفاته، لعدم موافقة عائلته على الزيجة، ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فبعد أن كتب لها كل ثروته بدأت تسيء معاملته.
ولم ينجب القصري أولاد، ولكنه كان متكفل بطفل يدعى مسعود، منذ أن كان في الثانية عشر من عمره، رعاه حتى أصبح في ريعان الشباب، ولكن بدأ يشك القصري في أن أمرا بين زوجته وابنه بالتبني.
حتى ارتفع الضغط والسكر وهو على خشبة المسرح أمام الفنانة تحية كاريوكا والفنان إسماعيل ياسين، وأصيب بالعمى، ومكث في المستشفى ثلاثة أيام رافقته فيهم شقيقته بهية، ولم تسأل عنه زوجته.
كان العمى مؤقتاً، وطالبه الأطباء بالبعد عن أي انفعالات ولكن زوجته سهام أهملت علاجه، وبدأ يسمع ضحكاتها مع الشاب الذي رعاه، فأثر ذلك على سمعه أيضا، ونقلته الفنانة ماري منيب والفنانة نجوى سالم إلى مستشفى القصر العيني بعدما ذهبا لزيارته ووجدا حالته ساءت حتى إنه فقد الذاكرة.
بعد أن تم نقله للمستشفى قامت الفنانة الجميلة هند رستم بحملة تبرعات لنفقات علاجه من النجوم، واستطاعت نقابة الممثلين أن تحصل له على شقة من محافظ القاهرة في منطقة الشرابية.
وخصصت له النقابة معاشا بقيمة 10 جنيهات في الشهر، وكانت شقيقته بهية هي من تسهر على رعايته، حتى توفي في 2 مارس عام 1965.
توفي القصري في المستشفى قهرا، على الظلم الذي تعرض له من السيدة التي أحبها، والطفل الذي رعاه، ورغم أنه أضحك الملايين في الوطن العربي، فإن جنازته لم يسير فيها إلى 6 أشخاص من بينهم شقيقته بهية، والفنانة نجوى سالم، التي أنهت إجراءات الدفن، والجنازة.
في بداية حياته عمل القصري داخل فرقة جورج أبيض، وكان يؤدي مشهد تراجيدي فبدلا من أن يتأثر الجمهور ويبكي ضحك، فبعد العرض اتهمه جورج أبيض بالفشل وصفعه على وجهه وطرده من فرقته.
وأخبره "القصري" أنه يحب أن يضحك الناس عن أن يبكيهم، وصلت الواقعة إلى الصحف التي تداولت الموضوع، ليقرر نجيب الريحاني البحث عن هذا النجم الموهوب وضمه إلى فرقته.
وفي عام 1926 انضم القصري لفرقة الريحاني، وأصبح واحد من النجوم اللامعين في الفرقة بعدد من العروض المميزة منها البونديرة ومسرحية الجنيه المصري.
أما عن بدايته في السينما فكان أول فيلم له هو المعلم بحبح عام 1935 مع الفنان فؤاد الجزايرلي، والفنانة سامية جمال، وفي العام التالي شارك في فيلم بسلامته عايز يتجوز.
وفي عام 1937 شارك في فيلم مبروك، وفي عام 1938 شارك في فيلم شيء من لا شيء، وفي عام 1940 شارك مع محسن سرحان والمخرج أحمد بدرخان في فيلم حياة الظلام.
في عام 1941 شارك في ثلاثة أفلام، مع النجم نجيب الريحاني في فيلم سي عمر والمخرج نيازي مصطفى، وفيلم مصنع الزوجات مع أنور وجدي وكوكا وأيضا المخرج نيازي مصطفى.
وفي نفس العام شارك النجم فريد الأطرش وشقيقته النجمة أسمهان في فيلم انتصار الشباب، وفي العام التالي 1942 شارك أيضا في ثلاثة أفلام وهي لو كنت غني مع المخرج هنري بركات، وفيلم المتهمة مع آسيا وذكي رستم، وفيلم أحلام الشباب مع فريد الأطرش وتحية كاريوكا.
وفي عام 1943 شارك في ثلاثة أفلام وهي نداء القلب، وفيلم من فات قديمه مع سامية جمال، وفيلم نداء الدم مع المخرج إبراهيم لاما. أما في عام 1944 فقدم ثلاثة أفلام وهي شهداء الغرام مع ليلى مراد، وفيلم حنان، وأيضا فيلم أما جنان.
وفي عام 1945 شارك في خمسة أفلام وهي ليلة الجمعة، أميرة الأحلام، السوق السوداء، الجنس اللطيف، وأحب البلدي.
بدأت مرحلة التألق من أخر الأربعينات بمشاركته في مجموعة من الأفلام الناجحة ففي عام 1946 شارك في مجموعة من الأفلام حوالي 7 أفلام من أشهرهم فيلم لعبة الست مع الفنان نجيب الريحاني والفنانة تحية كاريوكا.
وفي عام 1947 قدم ثلاثة أفلام وهي فاطمة، عروسة البحر، وزهرة السوق، أما في عام 1948 فقدم 4 أفلام وهي سكة السلامة مع محسن سرحان، طلاق سعاد هانم، الصيت ولا الغنى، وأحب الرقص.
وفي عام 1949 قدم أفلام الستات كده، بنت المعلم، عقبال البكاري، حدوة الحصان، كلام الناس، وليلة لعيد، أما في عام 1950 فقدم 8 أفلام وهي أسمر وحميل والعقل زينة.
وقدم أيضا دموع الفرح، معلش يا زهر، وفيلم مكتب الغرام، وفي عام 1951 تألق في مجموعة من الأفلام فشارك في 11 فيلماً من أشهرهم فيلم حماتي قنبلة ذرية، الصبر جميل، وفيلم ليلة الحنة.
في عام 1952 شارك في خمسة أفلام من أشهرها الأستاذة فاطمة مع فاتن حمامة، عنتر ولبلب مع شكوكو، على كيفك، وعشرة بلدي، أما في عام 1953 فشارك في 4 أفلام نساء بلا رجال، الدنيا لما تضحك، حرام عليك، مليون جنيه.
وفي عام 1954 بدأ في مشاركة إسماعيل ياسين في مجموعة من الأفلام التي ترج فيها بصمة كانت أولها فيلم الآنسة حنفي، وفي هذا العام شارك في 10 أفلام.
وفي العام التالي 1955 شارك إسماعيل ياسين في فيلم إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، وفي عام 1956 شاركه فيلم إسماعيل ياسين في متحف الشمع، إلى جانب مشاركته في فيلم القلب له أحكام في نفس العام.
وفي عام 1957 شارك في واحد من أنجح الشخصيات التي قدمها على مدار مسيرته المهنية وهي فيلم ابن حميدو مع إسماعيل ياسين وأحمد رمزي ولعب شخصية "حنفي"، كما شارك إسماعيل ياسين في نفس العام فيلم إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات.
في عام 1958 شارك في ثلاثة أفلام من أبرزها إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين، وفي عام 1960 تألق في 4 أفلام من أشهرها مشاركته في فيلم سكر هانم، أما آخر مشاركته في السينما فكانت في عام 1962 بالمشاركة في فيلم إنسي الدنيا.
