صاحبة ملامح مصرية أصيلة وصوت دافئ وقوي في الوقت نفسه اشتهرت بفضل أغنية "من حبي فيك يا جاري"، تمكنت الفنانة حورية حسن من أن ترسم الابتسامة على كل من يسمعها أو يشاهدها، لتصبح واحدة من أبرز الأصوات النسائية في جيلها، وصنعت نجوميتها وسط العمالقة، تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها في السطور التالية.
حياة حورية حسن ونشأته
هي ممثلة ومغنية مصرية ولدت في مدينة طنطا في 9 أغسطس عام 1932، وبدأت ملامح موهبتها تظهر من الصغر، فتمنت أن تغني في الإذاعة.
اكتشفها المطرب محمد الكحلاوي خلال حضور أحد عروض أفلامه في طنطا، وأعجب بصوتها كثيرًا ونصحها بالسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمها في الشهرة.
استمعت حورية لنصيحة الكحلاوي وسافرت إلى القاهرة عام 1948 وكانت وقتها في السادسة عشرة من عمرها، وكانت أمنيتها الوحيدة الغناء في الإذاعة المصرية.
بدأت حورية مشوارها الفني من خلال الإذاعة المصرية من خلال أوبريت "معروف الإسكافي" عام 1948، وبعدها تم قبولها كمطربة في الإذاعة المصرية بشكل رسمي لتواصل تقديم عدة أوبريتات غنائية ثم تتجه إلى السينما.
تزوجت الفنانة حورية من الفنان الراحل زين العشماوي، وأنجبت منه ابنتها حنان، ولكنها انفصلت عنه بعدما دبت الخلافات بينهما.
لم تنتهي زيجتها الأولى بسلام، فبعد انفصالها عن عشماوي زارها في منزلها بعد منتصف الليل في محاول للعودة إليها ويقر بندمه على تطليقها، ولكنها انزعجت من تصرفها واقتحامه منزلها وحررت له محضرا بعدم التعرض في قسم قصر النيل.
بعد انفصالها من عشماوي وانتهاء الخلافات بينهما تزوجت من تيسير المراوي. توفيت حورية في 8 يونيو عام 1994 عن عمر 61 عامًا.
غنت لجارها ثم ضربته بالرصاص
في حوار نادر كشفت الفنانة حورية حسن واقعة حدثت لها وهي صغير، حيث قالت إنه بعد طلاق والدتها عاشا في بيت مستقل في طنطا، وانتقلت رعايتهم إلى أحد الشيوخ من عائلة أمي، وكانت العادة أن يختار الرجال العريس لكل فتاة من العائلة.
تابعت حورية حديثها حيث قالت "فوجئت في أحد الأيام مجيء شاب يرتدي جلبابًا وتقدم لخطبتي وإلى جواره شيخ عائلتنا، فصرخت ورفضت الزواج منه، فصفعني الشيخ على وجهي للقبول بالعريس".
أضافت: "قضيت أيامًا أفكر في مخرج من هذا المأزق، ووجدت الحل في مسدس والدي، حيث أخفيته في ملابسي وفي ليلة الزفاف أطلقت الرصاص على العريس وصرخ الجميع وسادت الفوضى، ثم هربت بعدها إلى القاهرة".
وتابعت حورية: "بعد هربي لحقت بي والدتي بعد 10 سنوات وفوجئت وقتها بأقاربي يحيطون بي وأصابتني الدهشة حينما وجدت القتيل بينهم، حيث لم تصب الرصاصة العريس، واعتذرت عائلتي عن خطئهم في حقي وسامحتهم وعادت علاقتي بعائلتي".
اتهامها لفايزة أحمد بمحاولة قتلها
في عام 1961 اتهمت الفنانة حورية الفنانة الكبيرة فايزة أحمد بمحاولة قتلها، ففي أحد الأيام دعت فايزة حورية للغداء عندها، ودخلت حورية المستشفى بعد تناولها طبقاً بامية في بيت فايزة واتهتمها بمحاولة قتلها.
نفت فايزة هذا الاتهام قائلة إن حورية كانت جائعة كثيرًا وفتحت الثلاجة وتناولت طبق البامية التي احتفظت به للقطط.
محاولة معجب التهجم على منزلها
نشرت صحيفة الأخبار تعرض الفنانة حورية إلى موقف غريب، ففي أحد الأيام أخبرها حارس العقار الذي تعيش فيه بأن أحد الأشخاص يريد مقابلتها، وقبل أن يكمل حديثه فوجئت بشخص يقتحم عليها المنزل ويحمل في يده حقيبة ملابسه وطلب الإقامة معها.
حاولت حورية تهدئته، وهرول الحارس مسرعًا إلى قسم شرطة الدقي لمحاولة حماية حورية، وفي القسم قالت حورية: "تعرفت على هذا الشخص منذ 9 أعوام وكنت أعطف عليه وأبحث له عن عمل وأساعده بالنقود من وقت إلى آخر".
وتابعت: "في الآونة الأخيرة لاحظت مطاردته لي في كل مكان، وبعدها طلب مني الزواج فاعتقدت أنه يمزح ولم أهتم بالأمر، ثم فوجئت باقتحامه منزلي طالبًا الإقامة معي".
وفي التحقيقات تبين أن المتهم عاطل وبدموع منهمرة طلب من المحقق أن يساعده في إقناع حورية بالزواج منه، ووجهت إليه النيابة تهمة اقتحام منزل حورية بالقوة".
مشوارها الفني
بعد انتقال الفنانة حورية حسن إلى القاهرة انضمت إلى الإذاعة المصرية عام 1948 وكانت تبلغ من العمر 16 عامًا فقط، وغنت أول أوبريت لها وهي "معروف الإسكافي" لتصبح مغنية في الإذاعة بشكل رسمي.
غنّت حورية بعدها أوبريتات مختلفة منها "البيرق النبوي"، و"شهرزاد"، و"يوم القيامة"، و"البروكة"، وآخر أوبريت غنائي شاركت فيه كان أوبريت "حمدان وبهانة" وذلك عام 1964، وبسبب الأوبريتات التي قامت بغنائها حصلت حورية على لقب "مطربة الأوبريت الأولى".
شاركت حورية كذلك في أداء نشيد "بسم الله" من أشعار هارون هشام رشيد، وألحان كنعان وصفي، وهي من أناشيد الثورة الفلسطينية، وبسبب نجاحها حصلت على لقب "المطربة الطائرة" حيث كانت دائمة السفر إلى الدول العربية لإحياء الحفلات، وقدمت أكثر من 400 أغنية.
حورية في السينما
لم تتوقف موهبتها الفنية على الغناء فقط، وإنما اشتهرت حورية حسن بموهبتها في التمثيل، حيث شاركت في 6 أفلام سينمائية فقط حققت فيها شهرة كبيرة، وغنت في كل هذه الأفلام أشهر أغانيها التي لا تزال خالدة حتى يومنا هذا.
أول أفلامها السينمائية كان فيلم "الصبر جميل" عام 1951 مع محمد الكحلاوي، وشادية، وتحية كاريوكا، ومحمود المليجي، وشكوكو، وعبد الفتاح القصري، وسعاد أحمد وغيرهم.
قبل مشاركتها التمثيل في هذا الفيلم شاركت حورية كمغنية في عدة أفلام، أولها فيلم "فاطمة وماريكا وراشيل" من بطولة محمد فوزي، ومديحة يسري، ولولا صدقي، ونيللي مظلوم، وإسماعيل يس.
في عام 1950 شاركت في فيلم "ليلة الدخلة"، وفيلم "بابا عريس" واقتصرت مشاركتها على الغناء في هذين الفيلمين فقط، وكررت الأمر في فيلم "ضحيت غرامي" عام 1951.
شاركت بعد ذلك في فيلم "ابن النيل" من بطولة شكري سرحان، وفاتن حمام، وفي العام التالي شاركت في فيلم "شمشمون ولبلب" من بطولتها بجانب سراج منير، وشكوكو، وتألقت في دور "لوزة" وقدمت أغنية "يا معزلين من حينا".
في عام 1954 غنت في فيلم "الوحش"، وفي عام 1955 شاركت في فيلم "في صحتك"، و"ثورة المدينة"، وفي عام 1958 شاركت في فيلم "بنت البادية"، وفيلم "أحبك يا حسن" التي غنت فيها أغنيتين من أجمل أغانيها، وهما "من حبي فيك يا جاري"، و"يا أبو الطاقية الشبيكة".
في العام التالي شاركت في فيلم "حياة امرأة" مع تحية كاريوكا، وأحمد رمزي، وفي عام 1965 شاركت في فيلم "العلمين" للمخرج عبد العليم خطاب، وكانت آخر أعمالها السينمائية.
