فورد إكسبيديشن 2025: تجربة فخامة وذكاء لا تُنسى

أحياناً، تأتيك سيارة لا لتقودها فحسب، بل لتغيّر نظرتك إلى القيادة نفسها. هذا ما حدث معي مع فورد إكسبيديشن 2025 الجديدة كلياً.
من اللحظة الأولى التي جلست فيها خلف المقود، شعرت أنني على موعد مع تجربة مختلفة تماماً — تجربة لا تشبه أي SUV أخرى جربتها سابقاً.
هذه ليست مجرد سيارة عائلية كبيرة، بل هي تحفة هندسية متكاملة تجمع بين الراحة المطلقة، التكنولوجيا المتقدمة، والفخامة الراقية التي تليق باسم فورد العريق.

تصميم يفرض احترامه

أول ما يلفت انتباهك في فورد إكسبيديشن الجديدة هو حضورها الطاغي على الطريق.
من النظرة الأولى، تدرك أنك أمام سيارة فخمة، قوية، ومصمّمة بعناية لتخطف الأنظار. الشبك الأمامي الكبير المزيّن بعناصر الكروم، المصابيح الأمامية LED الممتدة على عرض الواجهة، وخطوط الهيكل الانسيابية تمنحها طابعاً من الهيبة والقوة في آنٍ واحد.

قدت السيارة في أحد أيام الصيف بدبي، وكان كل توقف عند إشارة مرور كافياً لجذب الأنظار.
إنها تلك النوعية من السيارات التي تفرض وجودها دون ضجيج، فقط بثقتها العالية.
حتى تفاصيل التصميم الصغيرة — مثل الإضاءة المحيطية الممتدة من طرف إلى طرف — تضفي إحساساً بالفخامة الحقيقية التي تعكس فلسفة فورد الجديدة في المزج بين الجمال الهندسي والعملانية المتطورة.

فخامة المقصورة: حين تمتزج الراحة بالتكنولوجيا

بمجرد أن تفتح الباب وتجلس داخل المقصورة، تعرف أنك في عالم مختلف.
مقصورة فورد إكسبيديشن ليست فقط واسعة، بل تُشعرك أنك دخلت جناحاً فندقياً متنقلاً.
الجلد الفاخر الذي يغلف المقاعد، التطريز المتقن، الخشب المصقول في لوحة القيادة، والإضاءة الداخلية الهادئة تجعل كل رحلة تجربة حسية مريحة.

المقاعد الأمامية قابلة للتدفئة والتبريد وتتميز بدعم قطني مثالي يجعل القيادة الطويلة بلا أي إجهاد.
أما الصف الثاني والثالث، فهما مفاجأة بحد ذاتهما — مساحة كافية للأرجل حتى للركاب طوال القامة، مع سهولة في الدخول والخروج بفضل تصميم الأبواب الذكي.

ولأنني جربت السيارة مع العائلة، كان الانطباع العام أننا في غرفة معيشة فاخرة على عجلات.
الأطفال انشغلوا بالشاشات الخلفية ونظام الصوت B&O الذي يقدّم تجربة صوتية غامرة.
حتى درجة الحرارة داخل المقصورة كانت مثالية بفضل نظام التحكم بالمناخ متعدد المناطق — كل راكب يختار درجة حرارته المفضلة، وكأننا في طائرة خاصة.

تكنولوجيا تفكر قبلك

عندما تتحدث عن فورد الحديثة، فأنت تتحدث عن ذكاء حقيقي على الطريق.
نظام Co-Pilot360 Assist+ جعل القيادة اليومية أكثر أماناً ومتعة.
من نظام تثبيت السرعة التكيفي الذي يحافظ على المسافة بينك وبين السيارة الأمامية، إلى نظام التحذير من النقطة العمياء والكبح التلقائي في الطوارئ، كلها تعمل بتناغم لتجعل السيارة شريكاً واعياً لا مجرد وسيلة نقل.

شاشة المعلومات والترفيه العملاقة بقياس 24 بوصة على لوحة العدادات هي الأفضل في فئتها بلا منازع.
تعمل بسلاسة مذهلة، وتُظهر المعلومات بوضوح لا يضاهى — سواء كنت تستخدم الملاحة، أو تراقب استهلاك الوقود، أو حتى تدير الوسائط المتعددة.
نظام SYNC من فورد يجعل التواصل مع السيارة سهلاً: أوامر صوتية بسيطة كـ "وجّهني إلى أقرب محطة وقود" أو "شغّل موسيقى الجاز" تُنفّذ فوراً.

أحببت أيضاً وجود البرّاد المدمج بين المقاعد الأمامية — تفصيل عملي جداً، خاصة في أجواء الصيف الإماراتي. قهوة باردة ومياه مثلجة جاهزة دائماً في متناول اليد!

الأداء: عندما تتكلم القوة بلغة الفخامة

كل ما في هذه السيارة يوحي بالقوة، لكنها ليست القوة الصاخبة بل القوة الراقية.
المحرك EcoBoost V6 سعة 3.5 لتر ينتج 400 إلى 440 حصاناً (حسب الفئة) مع عزم دوران يصل إلى 691 نيوتن متر.
وعندما تضغط على دواسة الوقود، تشعر بالاستجابة الفورية، وكأن السيارة تعرف بالضبط ما تريده.
ناقل الحركة الأوتوماتيكي ذو 10 سرعات يبدّل بسلاسة تكاد لا تُشعر بها، ليمنحك قيادة متوازنة بين السرعة والراحة.

على الطريق السريع بين دبي وأبوظبي، أثبتت إكسبيديشن جدارتها.
الثبات رائع، حتى عند السرعات العالية، والمقصورة تبقى صامتة بشكل مدهش.
أما على الطرق الرملية في الخوانيج، ففئة تريمور Tremor كانت نجمة الأداء بلا منازع. نظام التعليق المخصص للطرق الوعرة وارتفاع السيارة عن الأرض جعلاها تتعامل مع الكثبان بسهولة، دون أن تفقد سلاسة القيادة على الطرق المعبّدة.

التحكم بالسيارة عبر أوضاع القيادة المتعددة — من العادي إلى الرياضي، إلى وضع القيادة على الرمال — يجعلها جاهزة لأي تحدٍ.
هي سيارة تشجعك على الاكتشاف، على الانطلاق خارج الحدود، دون أن تتخلى عن الرفاهية في أدق تفاصيلها.

هندسة ذكية لتجربة مثالية

ما أثار إعجابي هو كيف صُمّمت إكسبيديشن بعقلية هندسية دقيقة تضع السائق والعائلة في قلب كل تفصيل.
حتى الباب الخلفي مقسوم إلى جزأين — علوي وسفلي — لتسهيل تحميل الأمتعة سواء كنت في موقف ضيق أو في رحلة تخييم.
هذه اللمسة المبتكرة مستوحاة من فلسفة فورد في الجمع بين روح سيارات الدفع الرباعي ومتعة شاحنات البيك أب.

أما نظام التحكّم بالحمولة القابل للتعديل، فهو عبقري بحق: يمكن تحويل منطقة التخزين إلى منصة جلوس، أو طاولة صغيرة، أو مساحة تخزين مزدوجة.
هذه التفاصيل البسيطة، لكنها العملية، تجعل السيارة مثالية لكل السيناريوهات — من الرحلات العائلية إلى مغامرات البر.

الاهتمام بالراحة يمتد إلى الإضاءة الخارجية المحيطة بالسيارة، التي تمنحك رؤية ممتازة أثناء التخييم أو عند الوقوف ليلاً، لتخلق أجواءً آمنة ومريحة.
هي ليست مجرد سيارة تنقلك، بل مساحة حياة متنقلة.

عائلية بامتياز

في فورد إكسبيديشن، لا تشعر أنك تقود SUV فقط، بل منزل متنقل يجمع العائلة بأمان وراحة.
خلال إحدى الرحلات إلى جبل جيس، لاحظت أن الأطفال مستمتعون تماماً، لا شكاوى ولا ضجر.
المقاعد الخلفية مزودة بمخارج USB ومقاعد مريحة قابلة للانزلاق والإمالة، فيما كان نظام الترفيه الخلفي يعرض أفلامهم المفضلة.
حتى أثناء القيادة الصعبة في الطرق الجبلية، ظل الجميع مرتاحين بفضل نظام التعليق النشط.

ما أحببته فعلاً هو التوازن بين الفخامة والوظيفة.
هي ليست سيارة “مدللة” تخشى من الأتربة أو المغامرات، بل قوية بما يكفي للطرق الوعرة، وفي الوقت نفسه أنيقة بما يكفي لتقف أمام فندق خمس نجوم دون أن تشعر بالغربة.

فئات تناسب كل سائق وكل أسلوب حياة

إكسبيديشن تأتي بعدة فئات، ولكل منها شخصية مميزة:

• فئة Active: تجمع بين الفخامة العملية والراحة اليومية. مثالية للعائلات الباحثة عن SUV مريحة للمدينة والرحلات.

• فئة Tremor: مصمّمة لعشّاق البر والمغامرات، مزوّدة بأداء قوي، نظام تعليق خاص، وإطارات جاهزة لأي تضاريس.

كل فئة تمثل فلسفة مختلفة لكنها تشترك في الأساس ذاته: الجودة، الأداء، والراحة التي لا تنازل عنها.

الابتكار في التفاصيل

من التفاصيل الصغيرة التي جعلتني أقدّر عبقرية فورد، الكونسول المركزي القابل للتعديل — مساحة تخزين مرنة، أنيقة، وسهلة الاستخدام.
تصميمه مستوحى من أسلوب الحياة العصري الذي يحتاج فيه السائق إلى تنظيم مثالي لكل شيء: مفاتيح، أكواب، أجهزة، وحتى مستندات العمل.

أما النظام الداخلي فيعتمد مواد ناعمة الملمس ومقاعد عريضة تمنح شعوراً بالاحتواء والراحة.
كل زر، كل مقبض، كل شاشة موضوعة في مكانها الصحيح بعناية.
تشعر أن السيارة تفكّر بك، وتعرف احتياجاتك قبل أن تنطق بها.

الأمان: الثقة المطلقة

لا يمكن الحديث عن فورد دون التطرق إلى معايير الأمان الصارمة التي تضعها في سياراتها.
تجهيزات السلامة النشطة في إكسبيديشن تجعلها واحدة من أكثر السيارات أماناً في فئتها.
إلى جانب Co-Pilot360، هناك نظام مراقبة ضغط الإطارات، نظام الثبات الإلكتروني، والكبح التلقائي عند الاصطدام الوشيك.
بل حتى عند التوقف المفاجئ، تبقى السيارة مستقرة بفضل توزيع متوازن للوزن ونظام فرامل ذكي يتعامل مع كل موقف بحكمة.

اختبار حقيقي في الشرق الأوسط

واحدة من النقاط التي أفتخر بها فعلاً هي أن فورد لم تكتفِ بتصميم السيارة في أمريكا، بل اختبرتها ميدانياً في مناخ الشرق الأوسط القاسي.
كل عنصر من السيارة — من نظام التبريد إلى مواد المقصورة — تم اختباره في درجات حرارة تتجاوز الخمسين، لتضمن أداءً مثالياً في أصعب الظروف.
ولذلك، عندما تقودها في صيف دبي أو رمال السعودية أو طرقات مصر الوعرة، فهي ببساطة جاهزة لذلك.

في البرّ، وعلى الطريق، وفي المدينة… إكسبيديشن لا تعرف الحدود

خلال تجربتي الطويلة معها، تنقّلت بالسيارة في كل بيئة ممكنة.
في المدينة، كانت ناعمة كسيارة صالون فخمة؛ في الصحراء، كانت صلبة وواثقة؛ وعلى الطرق الجبلية، شعرت بالتحكم المطلق.
هي ليست مجرد سيارة متعددة الاستخدامات، بل تجسيد حقيقي لمعنى كلمة Expedition — أي “الرحلة الاستكشافية.”

الانطباع الأخير

بعد أسابيع من التجربة، أستطيع أن أقول بكل ثقة إن فورد إكسبيديشن 2025 ليست فقط سيارة ناجحة، بل تحفة هندسية فاخرة صُمّمت بذكاء لتناسب منطقتنا وحياتنا اليومية.
هي مزيج مثالي من الأداء القوي، الفخامة العصرية، والتكنولوجيا الذكية التي تجعل القيادة متعة بحد ذاتها.
كل تفصيل فيها — من الباب الخلفي المبتكر إلى نظام القيادة الذكي — يروي قصة تصميم مخلصة للإنسان قبل الآلة.

فورد لم تبنِ سيارة فحسب؛ بل بنت تجربة حياة متنقلة، سيارة تشجعك على الاستكشاف، وتمنحك الثقة لتعيش مغامرتك الخاصة كل يوم.

متوفّرة الآن

يمكن تجربة فورد إكسبيديشن الجديدة لدى وكلاء فورد المعتمدين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ولحجز تجربة قيادة أو الاطلاع على المواصفات الكاملة، يمكن زيارة الموقع الرسمي: me.ford.com.

ورأينا:
فورد إكسبيديشن ليست فقط SUV عائلية — إنها رمز للقيادة العصرية التي تجمع بين القوة، الذكاء، والراحة.
هي السيارة التي تعيد تعريف المغامرة وتثبت أن الفخامة يمكن أن تكون عملية، وأن التكنولوجيا يمكن أن تكون إنسانية.
ولذلك، عندما يسألني أحد: ما هي السيارة التي تجمع كل شيء؟
أبتسم وأقول ببساطة:
جرب فورد إكسبيديشن… وستفهم تماماً ما أعنيه.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على تيربو العرب. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا