في اليوم العالمي للتوحد إليك ما تحتاج إلى معرفته عن اضطراب طيف التوحد

  • تاريخ النشر: الجمعة، 02 أبريل 2021
في اليوم العالمي للتوحد إليك ما تحتاج إلى معرفته عن اضطراب طيف التوحد

الثاني من أبريل عام 2021 هو اليوم العالمي الرابع عشر للتوعية بالتوحد، تُقام الفعّاليات والأنشطة التعليمية الخاصة بالتوحد طوال الشهر، تهدف هذه الأنشطة إلى زيادة فهم وقبول الأشخاص المصابين بالتوحد، وتعزيز الدعم العالمي لهم، تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على مرض التوحد.

ما هو التوحد؟

اضطراب طيف التوحد (ASD) هو مصطلح واسع يستخدم لوصف مجموعة من اضطرابات النمو العصبي، التي تتميز بمشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي. غالباً ما يُظهر الأشخاص المصابون بالتوحد اهتمامات أو أنماط سلوك نمطية ومتكررة.

التوحد هو مرض عالمي، يمكن أن يُصيب الأفراد في مختلف أنحاء العالم، بغض النظر عن عرقهم أو انتمائهم الاجتماعي والثقافي أو خلفيتهم الاقتصادية. وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، فإن التوحد يحدث في كثير من الأحيان في الأولاد أكثر من الفتيات، تصل نسبة الإصابة به لـ 4 من الذكور إلى 1 من الإناث.

في عام 2014 قدّرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن هناك طفل واحد من بين 59 طفلاً مصاب بالتوحد. وهناك مؤشرات على أن حالات التوحد آخذة في الارتفاع.

ما هي أنواع التوحد المختلفة؟

وفقاً للإصدار الخامس والأحدث من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الذي وضعته الجمعية الأمريكية للطب النفسي، هناك نحو خمسة أنواع فرعية أو محددات مختلفة للتوحد. هم:

  1.  مع أو بدون الإعاقة الذهنية المصاحبة.
  2. مع أو بدون ضعف اللغة المصاحب.
  3. ارتباط التوحد بحالة طبية أو وراثية أو عامل بيئي معروف.
  4.  ارتباطه باضطراب عصبي أو عقلي أو سلوكي آخر.
  5. مع أو بدون كاتاتونيا أو ما يُعرف بشذوذ الحركة.

ما هي أعراض مرض التوحد؟

عادة ما تظهر أعراض التوحد بوضوح خلال مرحلة الطفولة المبكرة، تقريباً بين 12 و 24 شهراً من العمر. ومع ذلك، قد تظهر الأعراض أيضاً في وقت سابق لاحق لهذا العمر، قد تشمل الأعراض المبكرة تأخراً ملحوظاً في اللغة أو التطور الاجتماعي.

يُقسم الدليل التشخيصي الخامس أعراض التوحد إلى فئتين:

1- مشاكل التواصل والتفاعل الاجتماعي:

تشمل مشاكل التواصل والتفاعل الاجتماعي ما يلي:

  • مشاكل في التواصل بما في ذلك صعوبات مشاركة العواطف أو مشاركة الاهتمامات.
  • التأخر اللغوي وصعوبة الحفاظ على محادثة.
  • مشاكل في التواصل غير اللفظي مثل صعوبة الحفاظ على التواصل البصري أو قراءة لغة الجسد.

2- أنماط السلوك أو الأنشطة النمطية المتكررة:

  • تشمل أنماط السلوك أو الأنشطة المتكررة ما يلي:
    الحركات أو أنماط الكلام المتكررة ويشمل هذا التقيد الصارم بأنماط أو سلوكيات معينة.
  • زيادة أو نقصان في الحساسية تجاه معلومات حسية معينة من محيطهم مثل رد فعل سلبي على صوت معين.
  • الاهتمامات أو الانشغالات الثابتة مثل الاستغراق في مراقبة دوران مروحة.

كيف يؤثر التوحد على الأطفال؟

قد لا يصل الأطفال المصابون بالتوحد إلى نفس مراحل التطور مثل أقرانهم، أو قد يُظهرون فقدان المهارات الاجتماعية أو اللغوية التي تم تطويرها مسبقا.

على سبيل المثال، قد يُبدي طفل يبلغ من العمر عامين غير مصاب بالتوحد اهتماماً بألعاب التخيل البسيطة. قد يستمتع الطفل البالغ من العمر 4 سنوات غير المصاب بالتوحد بممارسة الأنشطة مع الأطفال الآخرين. لكن الطفل المصاب بالتوحد قد يواجه صعوبة في التفاعل مع الآخرين أو يكره ذلك تماماً.

قد ينخرط الأطفال المصابون بالتوحد أيضاً في سلوكيات متكررة، أو يجدون صعوبة في النوم، أو يأكلون بشكل قهري عناصر غير غذائية. وقد يجدون صعوبة في الازدهار بدون بيئة منظمة أو روتين ثابت.

إذا كان طفلك مصاباً بالتوحد، فقد تضطر إلى العمل عن كثب مع معلميه لضمان نجاحهم في الفصل الدراسي.

ما الذي يُسبب التوحد؟

السبب الدقيق لاضطراب طيف التوحد غير معروف. توضح لأبحاث الحديثة أنه لا يوجد سبب واحد. تتضمن بعض عوامل الخطر ما يلي:

  • وجود أحد أفراد الأسرة المباشرين مصاب بالتوحد.
  • الطفرات الجينية والاضطرابات الوراثية الأخرى.
  • الولادة لأبوين كبار في السن.
  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • التعرّض للمعادن الثقيلة والسموم البيئية.

تشخيص الإصابة بمرض التوحد

لكي يتم تشخيص الإصابة بمرض التوحد، يجب على الشخص إظهار جميع الأعراض الثلاثة في الفئة الأولى من الأعراض السابق ذكرها وعرضين على الأقل في الفئة الثانية.

كما سبق الذكر، يشخص الأطباء عادة اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة. ومع ذلك، نظراً لاختلاف الأعراض والشدّة اختلافاً كبيراً، فقد يصعب في بعض الأحيان تشخيص التوحد في بعض الأفراد حتى سن الرشد.

إذا كنت قلقاً بشأن نمو طفلك، فقد يحيلك طبيبك إلى أخصائي، خاصة إذا كان أحد الأشقاء أو أحد أفراد الأسرة مصاباً بالتوحد، سيجري الأخصائي اختبارات مثل اختبار السمع لتقييم الصمم / صعوبة السمع لتحديد ما إذا كان هناك سبب مادي للسلوكيات الملحوظة.

سيستخدمون أيضاً أدوات فحص أخرى مثل قائمة المراجعة وهي أداة فحص مُحدثة يقوم الآباء بملئها، تساعد في تحديد كون إحتمالية إصابة الطفل بالتوحد منخفضة أو متوسطة أو عالية. تتكون القائمة من 20 سؤالاً، إذا أشار الاختبار إلى أن طفلك لديه إحتمالية عالية للإصابة باضطراب طيف التوحد، فسيتلقى تقييماً تشخيصياً أكثر شمولاً، إذا كانت إحتمالية إصابة طفلك متوسطة، فقد تكون أسئلة المتابعة ضرورية للمساعدة في تصنيف النتائج بشكل نهائي.

تتمثل الخطوة التالية في التقييم السلوكي الشامل وتتمثل في الفحص البدني والعصبي الكامل. يقوم بهذه الخطوة: أطباء الأطفال، علماء نفس الأطفال، أطباء أعصاب الأطفال، أخصائيي أمراض النطق واللغة.

ما الفرق بين التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

أحياناً يتم الخلط بين التوحد و تضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يُعاني الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه باستمرار من مشاكل في السكون والتركيز والحفاظ على التواصل البصري مع الآخرين. تظهر هذه الأعراض أيضاً لدى بعض الأشخاص المُصابين بطيف التوحد.

لكن، على الرغم من بعض أوجه التشابه، لا يعتبر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه اضطراباً طيفياً. أحد الاختلافات الرئيسية بين الاثنين هو أن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا ينقصهم مهارات التواصل الاجتماعي.

إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني من أعراض فرط النشاط، فتحدث إلى طبيبه بشأن اختبار هذا الاضطراب. يُعدّ الحصول على تشخيص واضح أمراً ضرورياً لضمان حصول طفلك على العلاج الصحيح.

كيف يتم علاج التوحد؟

لا توجد علاجات للقضاء على مرض التوحد، لكن العلاجات المُتاحة  يمكن أن تساعد الأشخاص على الشعور بالتحسن أو التخفيف من أعراضهم. تتضمن طرق العلاج علاجات مثل:

  • العلاج السلوكي
  • العلاج باللعب
  • العلاج بالممارسة
  • العلاج البدني
  • علاج النطق

قد يستجيب بعض الأشخاص المُصابين بطيف التوحد بشكل جيد لبعض الأساليب، بينما قد لا يستجيب آخرون.

العلاجات البديلة للتوحد

قد تشمل العلاجات البديلة لإدارة التوحد ما يلي:

  • حمية التوحد:

يوصي بعض الأطباء باتباع نظام غذائي خاص بالتوحد. وهذا يعني تقليل أو إزالة الغلوتين والكازين من النظام الغذائي، الغلوتين هو بروتين موجود في بذور القمح والحبوب الأخرى، مثل الشعير والجاودار. يوجد الغلوتين أيضاً في العديد من المنتجات الغذائية ويمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي.

أما الكازين فهو بروتين موجود في منتجات الألبان، قد يكون سبباً شائعاً آخر لمشاكل الجهاز الهضمي. وفقًا لقسم طب الأطفال بجامعة فلوريدا، فإن كون الغلوتين والكازين ضارين يعود إلى الببتيدات الموجودة فيهما ترتبط بمستقبلات المواد الأفيونية في الدماغ. ويمكن أن يحاكي هذا تأثيرات العقاقير غير المشروعة، يتسبب في: النعاس، الدوخة، عدم الانتباه، العدوان، السلوك المؤذي للذات.

يُعتقد أن تقليل كلاً من الغلوتين والكازين من النظام الغذائي يمكن أن يساعد في الصحة العامة والسلوك لدى المصابين بالتوحد. يمكن رؤية التحسينات في أقل من شهر إلى ثلاثة أشهر.

عليك فقط محاولة التخلص من مادة واحدة تلو الأخرى، تحقق مما إذا كانت إزالة عنصر واحد فقط تُحدث تأثيراً دون التخلص من كلتا المادتين.

من المهم كذلك التأكد من حصول طفلك على التغذية التي يحتاجها، قد يحتاج الأطفال الذين يتبعون نظاماً غذائياً خالٍ من منتجات الألبان إلى تناول مكملات الكالسيوم أو قد تحتاج إلى زيادة كمية الأطعمة غير الألبان الغنية بالكالسيوم في نظامهم الغذائي.

قد يُركز النظام الغذائي للتوحد على الأطعمة الكاملة، مثل:

الفواكه والخضروات الطازجة، الدواجن الخالية من الدهون، السمك، الدهون غير المُشبعة، الكثير من الماء.

  • الأحماض الدهنية أوميغا -3:

الأحماض الدهنية أوميغا 3 هي نوع من الدهون الجيدة في زيوت السمك، هذه الحماض تُساعد في نمو الدماغ وتعزيز وظيفته. وفقًا لمجلة Biological PsychiatryTrusted Source ، أظهرت بعض الدراسات المبكرة الصغيرة أن إضافة أوميغا 3 إلى نظام الطفل الغذائي يمكن أن يُحسّن السلوك المفرط والمتكرر لدى المصابين بالتوحد.

تُشير دراسات أخرى نُشرت في مجلة علم الأدوية النفسية للأطفال والمراهقين إلى أن أوميغا 3 يمكن أن يساعد في تحسين المهارات الاجتماعية لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.

تحدث مع طبيبك أو اختصاصي تغذية متخصص لمناقشة أفضل طريقة لإضافة هذه الدهون الصحية إلى نظام طفلك الغذائي.

  • الميلاتونين والنوم:

يُعاني العديد من الأطفال المصابين بالتوحد من مشكلات مستمرة في النوم، مثل: وجود صعوبة في النوم، الاستيقاظ مبكراً، ضعف جودة النوم، الأرق. الأرق بإمكانه وحده أن يؤدي إلى تفاقم العديد من أعراض التوحد.

وجدت دراسة تجريبية حديثة نُشرت في مجلة التوحد والاضطرابات التنموية أن مكمل الميلاتونين الطبيعي يساعد الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد على النوم بشكل أفضل ويُقلل الأعراض خلال النهار. مع ذلك، تُشير الدراسة إلى أنه لا ينبغي استخدام الميلاتونين إلا إذا كان التوحد يُسبب مشاكل النوم. إذا كان هناك شيء آخر يُسبب هذه المشكلة، فيجب عليك معالجة المشكلة الأساسية.

تشمل العلاجات الأخرى التي يمكن أن تساعد طفلك على النوم أكثر:

  1. تجنب المنشطات، مثل الكافيين أو السكر، قبل النوم.
  2. إنشاء روتين ثابت للنوم كل ليلة وفي ميعاد مُحدد.
  3. إيقاف تشغيل التلفزيون أو ألعاب الفيديو قبل ساعة على الأقل من موعد النوم والعمل على تهدئة الطفل من خلال تشغيل الموسيقى الهادئة أو قراءة كتاب.
  4. إضافة ستائر عازلة للضوء إلى غرفة طفلك للمساعدة في منع المحفزات الخارجية من تعطيل نومهم.
  • تقنيات الاسترخاء:

تُعتبر مشاكل السلوك مشكلة شائعة لدى الأشخاص المصابين بالتوحد. قد تؤدي تقنيات التهدئة، مثل التدليك بالضغط العميق إلى تهدئة الانفعالات لدى الأشخاص المصابين بالتوحد.

كذلك يمكن الاستعانة بالتنفس العميق والذي يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر.

  • التوحد وممارسة الرياضة:

قد يجد الأطفال المصابون بالتوحد أن بعض التمارين يمكن أن تلعب دوراً في تخفيف الإحباط وتعزيز الرفاهية العامة. يمكن أن يكون أي نوع من التمارين التي يستمتع بها طفلك مفيداً. يعتبر المشي والاستمتاع في الملعب أمراً مثالياً.

كذلك، يمكن أن تكون السباحة والوجود في الماء بمثابة تمرين ونشاط لعب حسي.