كُن رئيسًا جيدًا لنفسك أولًا: نصائح يجب مراعاتها أثناء البحث عن وظيفة

  • تاريخ النشر: الخميس، 23 ديسمبر 2021 آخر تحديث: الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021
كُن رئيسًا جيدًا لنفسك أولًا: نصائح يجب مراعاتها أثناء البحث عن وظيفة

قبل أن نسمح لأي أحد أن يفرض علينا أي التزامات في الحياة، يجب أن نكون مديرين جيدين لأنفسنا، فكلُّ شيٍء يبدأ من الذات، احترم نفسك فتفرض احترامك، التزم حدودك مع الناس ولن يخترق أحدهم حدودك الشخصية. وهكذا، عندما تُطبّق هذه المعايير في حياتك، ستشعر بارتياحٍ لا مثيل له. هنا في هذا المقال، لن تكون النصائح بخصوص إدارة الذات حياتيًا بشكلٍ بحت، بل سنخصصها لمراعاة طريقة البحث عن وظيفة جديدة.

في عملية البحث عن وظيفة، إذا لم يحالفنا الحظ، نستغرقُ وقتًا طويلًا لإيجاد وظيفة الأحلام الملائمة، نستغرق وقتًا لا نملكه أحيانًا! ساعات البحث بالإضافة إلى التعقيدات الأخرى التي نواجهها في مكان العمل الجديد: كيف هي يُجرى أخذ الاحتياطات من كوفيد-19؟ هل العمل مناسب مع مهاراتي وقدراتي؟ هل أنا قادرٌ على تعلّم كل ما هو جديد؟ كم أحتاج إلى اجتماعات زوم حتى أقرر هل أنا أريد هذه الوظيفة؟ نقف عند كل تلك الأسئلة وأكثر، وهنا نتعب، وبسهولة نقرر الاستسلام عن البحث.

قررنا هنا تقديم بعض النصائح الذاتية، والتي يجب أن تراعيها حرصًا على أن تكون رئيسًا جيدًا بنفسك أولًا أثناء البحث عن وظيفة جديدة.

كُن قويًا بسيرة ذاتية ممتازة

عندما تدخل إلى أي شركة أو تقدم على أي وظيفة بسيرة ذاتية ممتازة، فستشعر كما لو أنك أسد دخل إلى غابة، متأكدٌ من نفسك، فمعكَ ملفٌ يعبّر عنك كثيرًا، سواء بمحتواه، أو حتى بتنظيمه (ما يعني أنك شخصٌ منظّم ومُهتمّ). السيرة المكتوبة اعتباطيًا أو بشكلٍ سيئ، أو حتى محسّنة بشكل سيئ، لن تثير اهتمام فريق المقابلة، لذا تأكد من حصولك على ملف ذاتي قوي.

كيف نحصل على سيرة قوية؟ يمكنك البحث عن ذلك في اليوتيوب مثلًا: "كيفية عمل سيرة ذاتية قوية"، أو هناك بدايات بسيطة لذلك، إعادة كتابة سيرة ذاتية احترافية مجانية، والاستفادة من المراجع المختلفة حول الموضوع، أو القوالب الجاهزة، أو مساعدات مهنية لتحسين السيرة الذاتية. طالما بدأت البحث عن الطريقة، وحاولت التطبيق، فعندما تتمرّس في كتابة سيرة، يصبح من السهل تحسينها لجعلها مميزة.

يمكنك أيضًا الاستعانة بمحلل لغوي للسيرة الذاتية (Automatic Resume Parser)، والذي يوضح في معظم الأحيان كيفية قراءة أجهزة الكمبيوتر في الشركة للسير الذاتية. في أسوأ الأحوال، استعن شخصٍ متخصص في كتابة السّير الذاتية! المهم أن تدخل بسيرة ذاتية ممتازة.

حدّد وقتًا للبحث عن وظيفة جديدة

لا تجعل البحث عن وظيفة أخرى غير التي تعمل بها يأخذ وقتك كاملًا، فالبحث عن وظيفة جيدة تناسبك هو بحدّ ذاته عمل! ضع جدولًا ملائمًا لمهامك اليومية، بحيث يشمل هذا الجدول وقتًا مخصصًا تتفرغ فيه للبحث عن وظيفة. الحد الجيد للساعات التي قد تستغرقها أسبوعيًا في البحث عن وظيفة هو 10-20 ساعة فقط (متضمنة كل ما يستلزم من مقابلات وظيفية واتصالات وتحضيرات للمقابلة)، وأقصاها 30 ساعة وهي ما ينجزه الأشخاص النموذجيين المنظمين، هذا هو الحد الأقصى الذي يمكن للشخص الطبيعي تحمّله في البحث عن عمل، حتى لو كان عاطلًا عن العمل ويبذل جهدًا فقط في إيجاد وظيفة، فيُفضل الالتزام بوقت مخصص للبحث، لإتمامه على أكمل وجه.

لا يمكن لأي شخص أن يُسرف 40 ساعة أسبوعيًا، وربما أكثر، في البحث عن وظيفة، سيرهق ذلك عقلك، ومع الوقت، سيقلل ذلك من طاقتك المستنزفة وحماسك. إذا أردت، يمكنك الانخراط في البحث عن وظيفة بنسبة 100% من وقتك ولكن لفترة محدودة مكثّفة، بحيث لا تجزّء قضية بحثك على مدار الأسبوع كاملًا، طبعًا يحتاج ذلك إلى إرادة وإدارة منك، مثلًا، يجب أن تخصص منطقة معينة من منزلك للعمل على هذا الأمر بلا تشتيت، وحدد وقتًا مكثّفًا، مثل يومين في الأسبوع، كل منهما 8 ساعات يومية، والتزم أيضًا بالتوقيت الذي وضعته للبحث عن الوظيفة، فعندما لا يحلّ وقتها المخصص، لا تعمل بالبحث، لأنك ستمّل وتتململ.

لا بأس في شراء هاتفٍ ثانٍ

إذا كان في وسعك تخصيص هاتفٍ ثانٍ للبحث عن وظائف، للاجتماعات والمقابلات واتصالات العمل، لا بأس في ذلك، صدّقني سترتاح كثيرًا عندما تملك هاتفًا لحياتك الاجتماعية، وآخرًا لا تفتحه إلا وقت العمل والبحث عن وظيفة، في الأوقات الأخرى، هو مغلق تمامًا، وهذا ما سيساعدك على الالتزام بقراراتك تجاه البحث عن وظيفة.

لا تعتمد فرصةً واحدة: حافظ على فُرَص مفتوحة في جميع الأوقات

عندما تريد أن تتقدّم للحصول على عمل ترى فيه مستقبلك الوظيفي كونك تملك المهارات المطلوبة، فيبدأ الأمر في أن تقدّم لهذا العمل – وتهمل إمكانية تقديمك لأي فرصة عمل أخرى - ثم يوافقون على مقابلتك، وهنا منذ تلك اللحظة وحتى وقت المقابلة، تراك تُهدر كلّ وقتك في التحضير لهذه المقابلة، تهمل كل شيٍء في سبيلها، ولا تفكّر في التقديم لأي فرصة وظيفية أخرى، وكأنك تضمن قبولك، وعندما يأتي الوقت، ببساطة، يمكن أن يتم رفضك، وأن يُعتبر كل الجهد السابق ضائعًا، وينتهي بك الأمر بدون وظيفة وبفُرَصٍ ضائعة.

من الطّرق الجيدة واللازم اتباعها أثناء عملية البحث عن وظيفة، ولراحتك النفسية والوظيفية أيضًا، عدم الاعتماد على التقدم لفرصة عمل واحدة، اجعل فُرصك مفتوحة في كل الأوقات. استكشف آلاف الوظائف الشاغرة، وتقدم إلى مئات الوظائف الملائمة لمهاراتك، فإذا لم تُقبل في إحداها، على الأقل يكون لديك اتصالات وتفاعلات هادفة، وتكون قد قدمت نفسك في أكثر من شركة أو موقع عمل، ربما يتصلون هم بك في المستقبل!

اعتمد البحث عن فُرص كثيرة، مع التركيز على هدفك النهائي ألا وهو قبولك في منصب جديد، ولا بأس في استلامك اثنين في ذات الوقت! تذكّر أن تبدأ تقديم سيرتك الذاتية للشركات التي ترغب بالعمل معها أكثر من غيرها أولًا، أي حدد أولوياتك، رتبها، وابدأ.

لا تنسَ أن تحدد أهدافك المهنيّة مسبقًا

قبل أن تبدأ في تضييع ساعاتٍ والكثير من الجهد على التقديم لوظائف وشركات مختلفة، تأكد من أن الأدوار التي تسعى لكسبها تتناسب ومهاراتك وخبراتك. يمكنك فعل ذلك ببساطة قبل أن تحدد موقفك تجاه هذه الوظيفة، من أول اتصال بينك وبين الشركة، اسأل عن معايير النجاح فيها، هل تعتمد على الخبرة في المجال؟ أم السلاسة في العمل والقدرة على التعلم؟ أم ربما العمل تحت الضغط!

إذا لم تتوافق المعايير مع قدراتك، فمن الأفضل طوي صفحة هذه الشركة من البداية، وألا تعطي نفسك فرصة فيها، ستكون فرصة مهدورة الوقت والجهد. (1)

توقف عن لومِ نفسك

حتى لو لم تسر الأمور كما خططت لها، حتى لو استغرقت وقتًا حتى تجد وظيفة، لا تلم نفسك، طالما أنك تبذل جهدًا وتفعل ما بوسعك، فلوم النفس لن يفيد شيئًا. ترقّب نجاحك ولا تنعت نفسك بالفاشل، لا أحد فاشل طالما أنه يحاول. انظر إلى نفسك كرئيس، حتى تضمن نظرة أصحاب العمل الجيدة لك.

لا تنسَ أن تعيش!

إدارة أمور الحياة والعمل والمشاغل المختلفة والضغوطات، لا يجب أن تجعلك تنسى أن تعيش. اهتم بغذائك، اخرج مع عائلتك وتناولوا الغداء سويًا، اذهب مع أصدقائك، مارس الرّياضة والقليل من التأمل، استمع إلى الموسيقى فهي دواءٌ عندما تشعر أنك لا تعرف ما تريد! اقرأ، قُم بأي نشاط يُبهجك، فالحياة لا تتوقف عند العمل أو البحث عن العمل. (2)

يقول محمود درويش:

"وأنت في طريقك تبحث عن حياة، لا تنسَ أن تعيش"

باختصار، في رحلة بحثك عن وظيفة، تعامل مع هذا الأمر وكأن ذلك بحد ذاته وظيفة، وكُن مديرًا جيدًا لنفسك، حدد وتيرة بحث مستدامة، واعطِ لنفسك وقتًا مستقطعًا للراحة والتنفيس عن الذات. بالالتزام بالنصائح السابقة، سترى أنك خلال مدة معقولة، محققًا هدفك في هذه الحياة، وربما تبدأ البحث عن هدفٍ أسمى!

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة