ما سبب الاستيقاظ من النوم متعبا؟6 أسباب تعرف عليها

هل تنم أكثر من 8 ساعات وعلى الرغم من ذلك تستيقظ وأنت تشعر بالتعب الشديد ولا تعرف السبب وراء ذلك؟ ما سبب الاستيقاظ من النوم متعبا؟ وكيف تحل هذه المشكلة التي تؤرق الكثيرين وتعكر صفو يومهم، وهل هناك أسباب خطيرة يمكن أن تكون وراء هذا الأمر؟ بالتأكيد هناك سبب وجيه وراء ما يحدث لك لكنك لا تعرفه.

لماذا أستيقظ متعبا كل صباح؟

يعتبر الاستيقاظ متعبا من النوم من الأمور الطبيعية التي تحدث للكثيرين فبالتأكيد مررنا ببعض الأوقات التي ننام جيدًا وتكون النتيجة التعب المستمر طوال اليوم، فلماذا يحدث ذلك ولماذا لا نشعر بالانتعاش الكامل الذي ننتظره، بل قد يتطور الأمر إلى الترنح هنا وهناك دون أي ثبات وتستمر المشكلة إلى حين العودة مرة أخرى إلى النوم.

إليك مجموعة من الأسباب التي تقف خلف شعورك بعدم الراحة بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة وهي:

الإصابة باضطرابات النوم

إذا كنت تعاني من اضطرابات النوم، فستقل جودة نومك مما يجعلك تعاني في الصباح الباكر على الرغم من نومك ليلًا، فحتى إن لم تعاني من القلق فمن الممكن أن تتأثر نوعية نومك باضطرابات القلق مثل انقطاع النفس خلال النوم وتعطل دورة النوم مما يمنع الهواء المتجدد من الوصول إلى رئتيك وتشعر بناء على هذا بالتعب في الصباح.

التوتر والقلق

يعيق الشعور بالتوتر والقلق النوم ليلًا فلن تتمكن من النوم بشكل جيد إذا كنت تعاني منهما بسبب انشغال العقل بأمور أخرى خاصة ليلا قبل الخلود إلى النوم لأن الجسد يكون في حالة راحة تامة واستعداد للنوم، وهنا تنشط الدماغ وتبدأ في إطلاق الأفكار.

تغير جدول النوم

قد يعاني جدول النوم الخاص بك من عدم التناسق وهو ما يصيب الساعة البيولوجية المسؤولة عن النوم بالارتباك ويؤدي إلى عدم قدرة الجسم على استيعاب أنه سينشط في الساعة التي تستيقظ فيها لأنها مخالفة للساعة التي استخدمها في اليوم السابق.

الشاشات

إذا كنت تقضي وقتًا طويلًا في مشاهدة الشاشات قبل النوم فأنت تعرض نفسك إلى خطر المعاناة من الأرق وعدم النوم وذلك لأن الشاشات تطلق ضوءً أزرق يثبط هرمونات النوم مما يصيبك بما يعرف بصعوبات النوم.

بيئة النوم

إذا كانت بيئة النوم التي حولك من البيئات الصاخبة التي تتميز بالضوضاء والصخب أو الإضاءة القوية، سيمنعك ذلك من الدخول في النوم العميق وتجديد دورات النوم وهو ما يتركك تشعر بالتعب الشديد في الصباح.

ومن أشكال بيئات النوم غير الصحية، النوم مع الأطفال أو النوم مع حيوان أليف أو النوم مع شريك مزعج، وكذلك التواجد في مكان يعج بالضوضاء ليلًا.

النظام الغذائي

اهتم بالنظام الغذائي الخاص بك حتى تنعم بنوم هادئ من خلال تناول الطعام الصحي الذي لا يعطل دورة النوم أو يؤدي إلى الإصابة بالأرق بسبب اضطرابات الجهاز الهضمي.

علاج التعب عند الاستيقاظ من النوم

يعتبر النوم من الأمور المهمة للعناية بصحتنا ورفاهيتنا، حيث أن النوم العميق يؤثر على كافة أنسجة الجسم وأنظمته بداية من الدماغ والرئتين والقلب وحتى عملية التمثيل الغذائي تحتاج إليه لدعم مناعة الجسم بالكامل.

وإذا استطعت أن تدرك مدى أهمية النوم في حياتك ستكون الخطوة الأولى في علاج المشكلة التي تمر بها، حيث أنه عندما ننام يحصل الجسد على الاستشفاء والتعافي مما مر به طوال اليوم فيصلح الأنسجة التالفة ويكون العظام والعضلات ويثبت الهرمونات في أماكنها الصحيحة، وإن صح القول يمكنك أن تشبه جسدك بسيارة السباق التي تتوقف في مكان ما للحصول على الصيانة اللازمة لها.

وبدون المرور بكل ما سبق يشعر الجسد بالضعف والخذلان وتنخفض مناعته كليًا، كما تتأثر الصحة البدنية كليًا لأنه يتحكم في هرمونات الجوع والعطش، فتتأثر صحتك الغذائية وروتينك اليومي، وتجد أن كمية الأنسولين الموجودة ليست كما تريد بسبب قلة النوم مما يؤثر على مستويات السكر في الدم.

النوم الجيد يمكنه دعم جسدك لمقاومة الالتهابات أما النوم المتقطع فستحصل بسببه على زيادة في الوزن ومشكلات صحية متكررة، وإذا قمت بالنوم المتصل بشكل مريح ومتكامل ليلًا ستتمتع بذاكرة منتعشة وعقل أكثر استيعابًا والابتعاد بالتأكيد عن القلق والتوتر والاكتئاب.

ولعلاج مشكلات التعب عند الاستيقاظ عليك الالتزام بما يلي:

• استشارة الطبيب المعالج للتخلص من اضطرابات النوم سواء من خلال التدريبات المختلفة أو عن طريق العلاج الفموي الدوائي.
• إذا كان التوتر هو السبب وراء ما تعانيه فيجب أن تتخلص من التفكير الزائد عن طريق ممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق قبل النوم.
• لا تنسى القيام بترتيب نومك وعمل روتين خاص للنوم في ساعة محددة والاستيقاظ في أخرى محددة أيضًا ثم حافظ على هذا الوضع لتضمن نوم جيد وساعات طويلة من النوم العميق، وينصح بالإبقاء على هذا الجدول حتى في أيام الإجازة والراحة، مما يساعد الساعة البيولوجية على الاتساق مع ذاتها وتنظيم نومك وفقًا للروتين الموضوع.
• ضع روتين ما قبل النوم لتسهيل الدخول إلى النوم مثل قراءة شيء محدد أو الاستحمام أو تبديل الملابس وارتداء ملابس النوم وهكذا.
• لا تحضر هاتفك معط إلى غرفة النوم بل اتركه بعيدًا حتى لا يؤثر على فرصة خلودك أسرع إلى النوم فهذا المصدر الكبير من الإلهاء يجعل الوقت يمر بشكل كبير دون الاستفادة منه لا في النوم أو في الاستيقاظ للقيام بشيء مفيد.
• كما أنه يقلل من احتمالية استيقاظك وأنت تشعر بالراحة، لذلك تجنب مشاهدة الشاشات لساعة واحدة على الأقل قبل النوم ويمكنك استبداله بقراءة كتاب أو ممارسة تمارين التمدد اللطيفة.
• احرص على خلق بيئة نوم هانئة من خلال جعل غرفة النوم هادئة وباردة ومظلمة للحصول على أفضل تجربة نوم كل يوم.
• بعض الأشخاص يلجأون إلى الضوضاء البيضاء لتحسين قدرتهم على النوم والتي تشبه صوت الغسالة أو مجفف الشعر خلال عملهم، وتهدف إلى خلق ضوضاء أعلى صخبًا من الضوضاء الخارجية ولكن بشكل روتيني منظم يسمح لك بالنوم.
• اعتمد على الغذاء الجيد وابتعد عن المشروبات التي تحتوي على المنبهات والطعام الغني بالسكر مع اقتراب موعد النوم، ولا تمارس أيضًا الرياضة بقوة قبل النوم حتى لا تفقد قدرتك على الاسترخاء بل يكفي بعض تمارين الاسترخاء البسيطة.

كيف تحصل على نوم صحيح

يجب أن تعلم بعض المعلومات عن النوم الصحيح وكيفية الفوز به، كي تتمكن من الوصول إلى غرضك من نوم يدعم صحتك بالكامل من خلال ما يلي:

مدة النوم

تختلف مدة النوم من فرد لآخر ولا يمكنك أن تضع عدد ساعات محددة وتطبقها على الجميع كأمر مسلم به، فقد تتغير هذه المدة وفقًا إلى العمر أو حالتك النفسية أو المرضية:

يحتاج الرضع والأطفال إلى ساعات أطول من النوم تتراوح ما بين 10 إلى 14 ساعة من النوم المتواصل لدعم عملية النمو والتطور التي يمرون بها.

يحتاج المراهقون إلى أقل من ساعات نوم الأطفال فيمكنهم الحصول على 10 ساعات من النوم المتواصل.

الكبار والبالغون يحتاجون إلى من سبع إلى تسع ساعات من النوم يوميًا.

يجب أن تعلم أن الاختلافات الفردية هي التي تجعل طفلين أو مراهقين لا ينامان نفس عدد الساعات على الرغم من مرورهما بنفس المرحلة العمرية.

جودة النوم

على الرغم من أن عدد ساعات النوم أمر مهم إلا أن جودة هذا النوم من الأشياء المهمة للغاية أيضًا، فغذا كنت قد نمت لساعات طويلة لكن يتخللها الكثير من الاستيقاظ المتكرر مع النوم المتقطع والحركة فلن يصنف هذا النوم على إنه نوم من الدرجة الأولى.

إذا أردت أن تعرف عدد ساعات النوم التي تحتاجها يجب أن تجري عدة تجارب لتعرف متى يستريح جسدك ومتى عليك التوقف عن النوم والاستيقاظ

ثقل الجسم عند الاستيقاظ

يشعر البعض بثقل الجسد عند الاستيقاظ دون أن تكون هناك أسباب وراء ذلك، ولكن هذا ما يظنونه لكن إليك بعد الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى ذلك:

خمول النوم

هو حالة طبيعية تحدث عند الاستيقاظ من النوم، وتتميز بالشعور بالثقل والتعب وضعف التركيز، ولكنها من الحالات المؤقتة التي تزول بعد 30 دقيقة من الاستيقاظ.

النوم غير الكافي

عدم الحصول على قسط يكفيك من النوم، يعرضك إلى الشعور بالثقل في الصباح خاصة إذا كانت ساعات النوم أقل من 7 ساعات، وهو ما يتركك تشعر بالإرهاق والتعب أيضًا.

النوم غير الجيد

يأتي هنا ذكر جودة النوم أيضًا لأنها تتسبب في الثقل الصباحي وهو النوم المتقطع والنهوض بآلام في الظهر وعدم القدرة على التنفس بشكل صحيح.

الجفاف

يؤدي الجفاف الخفيف إلى الشعور بالكسل والتعب ولذلك إذا لم تشرب الكثير من المياه في يومك وقبل اليوم ستكون عرضة للشعور بالجفاف، لذلك احرص على الحصول على الماء اللازم طوال اليوم.

نقص الحديد

فقر الدم الناجم عن نقص الحديد يمكن أن يسبب الشعور بالتعب والإرهاق، حتى إذا حصلت على النوم الجيد، فسيظل الأمر يؤرقك، وينصح بالخضوع إلى التحاليل والفحوصات اللازمة للتأكد من صحة الأمر.

الحمل

تشعر النساء الحوامل بالثقل في الصباح أكثر من غيرهم وقد يتكرر الأمر خاصة خلال الشهور الأولى من الحمل، لذلك إذا كنتي تشعرين بتغير في نومك يجب أن تخضعي لفحص الدم.

يمكن أن تسبب بعض الأدوية إلى الإحساس العام بالثقل والتعب كأحد الآثار الجانبية لها، كما أن بعض الحالات الطبية، مثل الاكتئاب أو قصور الغدة الدرقية يمكن أن تعطي نفس التأثير.

علاج الثقل بعد الاستيقاظ

احصل على نوم كاف في بيئة جيدة للنوم وابتعد عن الضوضاء قدر الإمكان، ولا ينصح بالتدخين أو شرب الكافيين بكثرة خاصة قبل النوم بساعات قليلة، كما يجب أن تحدد موعد ثابت للنوم والاستيقاظ.

احرص على شرب الماء الكافي خلال اليوم للحفاظ على رطوبة الجسم مع ممارسة الرياضة بشكل منتظم مع تحسن الجودة الخاصة به والتقليل من الشعور بالتعب.

لا تتناول وجبات ثقيلة قبل النوم مباشرة خاصة تلك التي تحتوي على السكر والحبوب غير الكاملة والدقيق وما إلى ذلك، بل ينصح باستبدالها بالفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والشوفان.

إذا استمر الشعور بثقل الجسم عند الاستيقاظ، من المهم استشارة الطبيب لاستبعاد أي مرض.

يجب الحصول على حمامات شمسية منتظمة ولكن في ساعات ظهور الشمس في الصباح، حيث يساعد التعرض لأشعة الشمس على تنظيم إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يساعدك على تنظيم النوم وكيفية الاستيقاظ في صحة ونشاط.

مارس بعض تمارين الراحة والتأمل حتى تتغلب على ما يقابلك من متاعب قبل وأثناء النوم وبعد الاستيقاظ.

الوقوف مباشرة بعد الاستيقاظ

يتسبب الوقوف بشكل مباشر في الشعور بالدوار لدى بعض الأفراد خاصة من يعانون من انخفاض ضغط الدم، لذلك ينصح بعدم النهوض مباشرة والوقوف من السرير لأنه من الممكن أن يتسبب في حالات إغماء مباشرة، وما يترتب عليها من إصابات.

لا يمكن تعميم تلك الحالة ولكن الحذر واجب.

ما سبب الاستيقاظ من النوم متعبا؟ تتعدد الأسباب التي تقف وراء الاستيقاظ من النوم متعبًا لكن يجب أن تعرف أن غالبيتها قابلة للعلاج والتخلص منها دون أن تترك أي آثار جانبية، كما أن نسبة كبيرة للغاية ممن يعانون من هذا العرض لا يشكل التعب بعد الاستيقاظ أي أثر سلبي عليهم أو يكون وراءه مرض غامض.