البهاق.. تعرّف على أسبابه وطرق علاجه

البهاق هو اضطراب مناعي ذاتي مزمن، أي أنه طويل الأمد، يتسبب هذا الاضطراب في فقدان بقع الجلد للصبغة أو اللون. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على أسباب الإصابة بالبهاق وطرق علاجه.

ما هو البهاق؟

البهاق هو اضطراب مناعي ذاتي مزمن، أي أنه طويل الأمد، يتسبب هذا الاضطراب في فقدان بقع الجلد للصبغة أو اللون. عادة، يعمل الجهاز المناعي في جميع أنحاء الجسم لمحاربة والدفاع عن الجسم من الفيروسات والبكتيريا والعدوى. في حالة الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، فإن الخلايا المناعية تهاجم أنسجة الجسم السليمة عن طريق الخطأ.

يحدث فقدان لون الجلد بسبب تعرض الخلايا الصباغية، وهي خلايا الجلد التي تصنع الصبغة، للهجوم والتدمير، مما يتسبب في تحول الجلد إلى لون أبيض حليبي.

عند الإصابة بالبهاق، فإن البقع البيضاء تظهر عادةً بشكل متماثل على جانبي الجسم، مثل كلتا اليدين أو الركبتين. النوع الأقل شيوعًا من البهاق هو أن تكون البقع البيضاء على جزء أو جانب واحد فقط من الجسم، مثل الساق أو جانب واحد من الوجه أو الذراع. غالبًا ما يبدأ هذا النوع من البهاق في سن مبكرة ويتطور لمدة 6 إلى 12 شهرًا ثم يتوقف عادةً.

قد يكون لدى الشخص المصاب بالبهاق أحيانًا أفراد من العائلة مصابين أيضًا بالمرض. على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ للبهاق، إلا أن العلاجات يمكن أن تكون فعالة جدًا في إيقاف تقدمه وعكس آثاره، مما قد يساعد في ظهور لون البشرة بشكل متساوٍ.

يمكن لأي شخص أن يصاب بالبهاق، ويمكن أن يتطور في أي عمر. ومع ذلك، بالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بالبهاق، تبدأ البقع البيضاء في الظهور قبل سن العشرين، ويمكن أن تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة.

يتمثل العرض الرئيسي للبهاق في فقدان اللون الطبيعي أو الصباغ، وهو ما يسمى إزالة التصبغ. يمكن أن تظهر البقع ناقصة الصباغ في أي مكان على الجسم ويمكن أن تؤثر بشكل رئيسي على: اليدين والقدمين والذراعين والوجه. ومع ذلك، يمكن أن تظهر البقع في أي مكان آخر من الجسم.

من أعراض البهاق أيضًا أن الشعر قد يتحول إلى اللون الأبيض في المناطق التي يفقد فيها الجلد الصبغة. يمكن أن يحدث هذا على فروة الرأس والحاجب والرموش واللحية وشعر الجسم.

أسباب الإصابة بالبهاق

يسبب نقص صبغة الجلد، الميلانين، البهاق. سبب حدوث ذلك غير معروف. تشير الأبحاث إلى أن البهاق يمكن أن يكون نتيجة لأحد الأسباب التالية:

• أمراض المناعة الذاتية: خلال أمراض المناعة الذاتية يتعامل الجهاز المناعي للشخص مع الخلايا السليمة، وهي في حالة البهاق الخلايا الصباغية، على أنهم غزاة مثل البكتيريا التي يمكن أن تسبب ضررًا للجسم. هذا يجعل جهاز المناعة لدى الشخص يبالغ في رد فعله ويطور أجسامًا مضادة لتدمير الخلايا الصباغية.
• التغيرات الجينية: يمكن أن تؤثر الطفرة الجينية أو التغيير في الحمض النووي للجسم على كيفية عمل الخلايا الصباغية. يوجد أكثر من 30 جينًا يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالبهاق.
• الإجهاد والتوتر: قد تتغير كمية الصبغة التي تنتجها الخلايا الصباغية إذا واجه الشخص ضغطًا عاطفيًا متكررًا أو ضغطًا جسديًا على الجسم.
• المحفزات البيئية: يمكن أن تؤثر عوامل مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية والتعرض للمواد الكيميائية السامة على كيفية عمل الخلايا الصباغية.

علاج البهاق

تصف الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية البهاق بأنه "أكثر من مشكلة تجميلية". إنها قضية صحية تحتاج إلى عناية طبية. يمكن أن تساعد العديد من العلاجات في تقليل ظهور الحالة، من هذه العلاجات ما يلي:

• استخدام واقي الشمس: يوصي الخبراء باستخدام واقي الشمس لأن البقع الفاتحة من الجلد تكون حساسة بشكل خاص لأشعة الشمس ويمكن أن تحترق بسرعة. يمكن لطبيب الأمراض الجلدية تقديم المشورة بشأن النوع المناسب.
• المعالجة الضوئية بضوء UVB: يعد التعرض لمصابيح الأشعة فوق البنفسجية (UVB) خيارًا شائعًا للعلاج. إذا ذهب الشخص إلى عيادة لتلقي هذا النوع من العلاج، فسيحتاج إلى زيارتين إلى ثلاث زيارات في الأسبوع، وستكون فترة العلاج أطول. يمكن أن يؤثر العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية مع علاجات أخرى بشكل إيجابي على البهاق. ومع ذلك، فإن النتيجة غير مضمونة، ولا يوجد حتى الآن علاج يعيد صبغ الجلد بالكامل.
• تمويه الجلد: قد يشعر الكثير من الناس بالراحة أو يستمتعون بالشكل الذي يبدو عليه البهاق، لكن ذلك قد لا يكون مريحًا لجميع المصابين بهذه الحالة. في حالات البهاق الخفيف يمكن تمويه البقع البيضاء بكريمات التجميل الملونة والمكياج. يجب أن يختار المصابون بهذه الحالة الألوان التي تتناسب بشكل أفضل مع لون بشرتهم.
• الكورتيكوستيرويدات الموضعية: مراهم الكورتيكوستيرويد عبارة عن كريمات تحتوي على المنشطات. خلصت العديد من الدراسات إلى أن تطبيق الكورتيكوستيرويدات الموضعية على البقع البيضاء هو علاج فعال للغاية. ومع ذلك، لا ينبغي أبدًا استخدام الكورتيكوستيرويدات على الوجه بسبب الآثار الجانبية المحتملة مثل ترقق الجلد والأوردة العنكبوتية وآفات حب الشباب.