مخاطر الإنترنت على المراهقين: واقع مقلق يتطلب تدخلًا عاجلًا

  • Ola Ibrahembronzeبواسطة: Ola Ibrahem تاريخ النشر: الأربعاء، 04 يونيو 2025
مخاطر الإنترنت على المراهقين: واقع مقلق يتطلب تدخلًا عاجلًا

حين نقول إن أطفالنا يعيشون في عالم مختلف عن الذي نشأنا فيه، فنحن لا نبالغ. الهواتف الذكية باتت امتدادًا لأيديهم، والإنترنت أصبح ملعبهم الأول. لكن في ظل كل هذا الانفتاح، يبرز سؤال ملحّ: هل البيئة الرقمية التي ندفع أبناءنا للانخراط فيها آمنة أصلًا؟

أرقام يجب أن تدق ناقوس الخطر

دراسة عالمية حديثة أطلقتها شركة “HMD Global” تكشف أن 51% من الأطفال حول العالم تعرضوا لمحاولات تواصل من غرباء عبر الإنترنت، بينما واجه 40% محتوى صريحًا أو ضارًا. هذه ليست مجرد أرقام عابرة، بل مؤشرات إلى أن طفولتنا الرقمية تُسرق أمام أعيننا، ونحن نكتفي بالمراقبة.

شاهد أيضاً: تنويم الطفل

الآباء في مواجهة مع خيارات صعبة

الآباء اليوم في مواجهة يومية مع أسئلة لا يملكون لها إجابات سهلة: هل أسمح لابني باستخدام الهاتف؟ هل أراقبه؟ هل أمنعه؟ ما هو الخيار الأقل ضررًا؟ كثيرون يعترفون بأنهم منحوا أبناءهم هواتف مبكرًا، ثم ندموا لاحقًا، بعدما اصطدموا بحقائق لم يكونوا مستعدين لها.

الرقابة ليست الحل الوحيد

الرد التقليدي غالبًا ما يكون عبر الرقابة الصارمة، أو من خلال تطبيقات تحدّ من المحتوى أو الاستخدام. لكن الواقع أثبت أن هذه الوسائل إما قابلة للتحايل، أو تخلق بيئة من التوتر والشك بين الأهل والأبناء. ما نحتاجه ليس أدوات رقابة، بل تفكير جديد في تصميم الهواتف والخدمات الرقمية أساسًا، بشكل يأخذ خصوصية الفئات العمرية الصغيرة بعين الاعتبار.

تحرك بطيء… لكنه بدأ

بعض الشركات بدأت أخيرًا تدرك أن السوق لا يحتاج فقط إلى هواتف أسرع وكاميرات أفضل، بل إلى أجهزة مصممة لحماية المستخدمين الصغار من المخاطر الرقمية. هناك مبادرات بدأت تظهر، تتعاون فيها شركات التكنولوجيا مع خبراء نفسيين وتربويين، لتطوير هواتف وتطبيقات تراعي سن المستخدم، وتقدّم تجربة رقمية آمنة دون أن تكون قمعية.

نحتاج إلى حلول تبدأ من التصميم

في هذا السياق، قال سانميت سينغ كوشار، سانميت سينغ كوشار، نائب رئيس HMD لمنطقة أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا: “العالم الذي يكبر فيه أطفالنا مختلف تمامًا عن عالمنا. نحتاج إلى حلول تُصمم من البداية لتكون آمنة، لا مجرد رقابة تضاف لاحقًا”. هذا التصريح يُلخّص المعضلة: لا يكفي أن نضيف الحماية على منتج لم يُصمم أصلًا للأطفال، بل علينا أن نعيد التفكير فيه من الأساس.

دعوة مفتوحة للمسؤولية

الحديث عن “الهاتف الأنسب” أو “الأداة الأذكى” ليس ترفًا ولا مزايدة. إنه ضرورة أخلاقية وتقنية في آن. التقنية ليست شرًا بذاتها، لكنها قد تتحول إلى سلاح في يد الأطفال إذا تُركوا بلا توجيه أو حماية. المسؤولية هنا لا تقع على الأهل وحدهم، بل على الشركات، وصنّاع القرار، والمجتمع بأسره.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على ليالينا. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة
  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    Ola Ibrahem bronze

    الكاتب Ola Ibrahem

    خريجة كلية الإعلام – جامعة دمشق، وحاصلة على درجة الماجستير في الإعلام الرقمي من الجامعة الأوروبية – باريس. عملت كمحررة صحفية مع عدد من المواقع والمنصات العربية، ولدي خبرة واسعة في إعداد المحتوى الإعلامي والتحرير الصحفي. أسعى دائمًا لتقديم محتوى إبداعي يعكس القضايا الاجتماعية والتقنية والاقتصادية بدقة وموضوعية عالية ومهنية.

    image UGC

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!