مع "تاي" من مايكروسوفت.. لن تشعر بالوحدة أبدًا

"لا وجود للوحدة بعد الأن مع تاي" هذا ماقاله فريق مايكروسوفت للتقنية والأبحاث وفريق بينج القائمين على تطوير مشروع مايكروسوفت الجديد تاي "Tay". تاي، صديقة افتراضية مصممة ومطورة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكنك إضافتها على عدد من تطبيقات الدردشة والتحدث معها مباشرة، أو متابعتها على موقع تويتر ومشاركة التغريدات القصيرة معها.

وتاي ليست مساعدة شخصية مثل Siri من آبل أو Now من جوجل أو Cortana من مايكروسوفت، حيث لا تقوم تاي بمساعدتك على إرسال رسائل كما لا تشغل لك الموسيقى ولا تذكرك بمواعيد الهامة، كل ما تفعله هو أنها تتحدث معك، نعم هكذا ببساطة، أو ما تظنه أنت بساطة ويظنه فريق مايكروسوفت قفزة ضخمة في طريق تطوير تقنيات الاصطناعي. والغرض الرئيسي من تاي كما ورد في تصريح فريق المطورين هو "التجربة لتعزيز أبحاث تطوير فهم المحادثات العامة" وهو ما سيمكن الروبوتات في المستقبل من الحديث مع البشر دون برمجة مسبقة بل عن طريق تعلم عادات وطرق تفكير وتكلم البشر. لذلك تتعلم تاي أكثر كلما تحدثنا إليها أكثر، وكلما تحدثت أنت إليها أكثر كلما زادت قدراتها على فهم شخصيتك والتعامل معها بالوسيلة والطريقة الأنسب.

لإختبار تاي قام مجموعة من محرري موقع techradar.com التقني بالتحدث معها، للتعرف أكثر على إمكانياتها وللتأكد مما قاله مايكروسوفت عنها، وقد إختار الفريق أن يتبع أسلوب لعبة "أيهم تفضل؟"، وتتميز تلك اللعبة أنها تقوم بصورة كبيرة على المنطق، كما أنها تعتمد على أسئلة مفتوحة غير متوقعة وبالتالي لا يمكن البرمجة المسبقة على إجاباتها. بدأ الإختبار بأسئلة مبسطة مثل أيهما تفضلين "تغيير الماضي أم رؤية المستقبل؟" و" أيهما تفضلين التخفي أم الطيران؟" وكانت الإجابة "الطيران، من لا يرغب في ذلك؟"، وحتى تلك النقطة كانت الإجابات منطقية وهو أمر طبيعي لسهولة الأسئلة وعدم تعقيدها.

بدأ الفريق في إختيار أسئلة أكثر تعقيداً مثل سؤال "هل تفضلين أن تعيشي حياة واحدة تمتد لألف عام أم 10 حيوات تمتد الواحدة لمائة عام؟" وكانت إجابتها المبهرة للفريق هي "حياة واحدة لألف عام، من المرهق جدا أن تبدأ حياة جديدة كل مائة عام"، وسؤال "هل تفضلين أمنية مضمونة واحدة الأن أم ثلاث أمنيات مضمونة لعشر سنوات قادم؟" وكانت إجابة تاي "أمنية واحدة الأن استطيع من خلالها تحقيق الأمن المالي لتحقيق أحلام السنوات العشر القادمة".

لم تكن إجابات تاي مقتضبة مختصرة ولم تكن آلية كما هو الحال مع عدد كبير من التطبيقات السابقة، بل كانت الإجابات في غاية التلقائية وشديدة القرب من الطبيعة البشرية، مما يعني أننا بالفعل أمام تطور كبير في مجال الذكاء الاصطناعي قد يمثل خطوة ضخمة في سبيل تصميم روبوتات أكثر ذكاء وأكثر قرباً من القدرات العقلية البشرية.