من هو مخترع البطارية؟

  • تاريخ النشر: الجمعة، 22 سبتمبر 2023
من هو مخترع البطارية؟

العالم الفيزيائي الإيطالي أليساندرو فولتا هو مخترع البطارية الكهربائية، والتي أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا، لدرجة أنه صار من الصعب للغاية تخيل كيف ستكون الحياة من دون هذا الاختراع.

فالإنسان يعتمد حالياً على البطاريات في مجموعة متنوعة من الأجهزة، بدء من الهواتف المحمولة، وصولاً إلى الأجهزة الإلكترونية الأكثر تعقيداً في مختلف مجالات الحياة.

مولد ونشأة أليساندرو فولتا

ولد أليساندرو فولتا في مدينة كومو في لومبارديا الإيطالية في 18 فبراير 1745، ونشأ في عائلة نبيلة، لكنهم كانوا يعيشون في حالة فقر. فوالده، فليبو فولتا، كان شخصاً مبذراً، وقد توفي عندما كان ابنه أليساندرو في السابعة من عمره، تاركاً عائلته غارقة في ديون كبيرة. ونتيجة لذلك، فقد انتقل فولتا للعيش مع عمه، وانضم إلى الخدمة الكنسية.

تلقى فولتو تعليمه في مدرسة اليسوعيين في كومو لمدة 4 سنوات ابتداء من عام 1758، ثم استمر في دراسته في المعهد الإكليريكي حتى سن الثامنة عشر.

وعلى الرغم من تأخره في تعلم اللغة الإيطالية، إلا أن أليساندرو فولتا أتقن اللغات اللاتينية والفرنسية والإنجليزية والألمانية قبل أن يترك المدرسة، وقد ساعدته هذه الموهبة في التعلم كثيراً في مستقبله، حيث سافر بشكل متكرر حول أوروبا، لتبادل أفكاره واكتشافاته مع علماء آخرين.

في عام 1765، بدأ فولتا تنفيذ تجاربه العلمية في مختبر صديقه الثري سيزار غاتوني، الذي استضافه في مختبره لعدة سنوات. وبعد وقت قصير، كتب فولتا أول مقالة علمية له وقدمها إلى الفيزيائي جيوفاني بكاريا، وتناول فيها موضوع توليد الكهرباء الساكنة من خلال احتكاك مواد مختلفة.

أبرز اختراعات أليساندرو فولتا

في العصر الذي نشأ فيه أليساندرو فولتا، كان الاعتقاد السائد هو أن الكهرباء تولد فقط من قبل الطبيعة والكائنات الحية، هو ما جعله يواصل أبحاثه العلمية عن الكهرباء، ويقرأ النتائج التي توصل إليها العلماء من قبله.

في عام 1775، قام فولتا بابتكار جهاز جديد يعتبر مصدراً للكهرباء الساكنة وقادراً على نقلها إلى أجسام أخرى. وفي عام 1776، كان هو أول شخص ينجح في فصل غاز الميثان، واكتشف أنه إذا تم خلط الميثان مع الهواء في أوعية مغلقة، يمكن أن يتسبب في انفجار عند تعرضه لشرارة كهربائية.

وأقترح فولتا استخدام الأدوات التي تم تطويرها لإرسال الشرارة الكهربائية لتفجير غاز الميثان، في نقل هذه الشرارة عبر الأسلاك، من أجل استخدامها في المدن. وفي العام التالي، استفاد فولتا من هذا الاقتراح في ابتكار جهازه الصغير المعروف باليوديومتر، الذي يستخدم لقياس النسبة المئوية للأكسجين، وتحديد ما إذا كان الهواء مناسباً للتنفس أم لا.

وفي عام 1782، قام فولتا بكتابة بحثاً حول المكثفات التي صنعها، وكيف ساعدته في دراسته للظواهر الكهربائية، وقد ساعدته هذه المكثفات أيضاً في اختراع الإلكتروسكوب عالي الحساسية في وقت لاحق، والذي يستخدم للتقاط وقياس الشحنات الكهربائية.

أليساندرو فولتا واختراع البطارية

نجح أليساندرو فولتا في إنشاء أول نموذج لبطارية في التاريخ، والتي تستطيع تخزين الشحنات الكهربائية وتوليدها كتيار كهربائي يمكن استخدامه، حيث قام بذلك من خلال توصيل شريحتين من الزنك والنحاس بواسطة سلك معدني وضعهما في محلول ملحي أو حمض مخفف، وكان جهد النحاس في هذا المحلول أعلى من جهد الزنك، مما ينتج عنه فرق جهد بقيمة فولت واحد.

وفي عام 1800، أعلن فولتا عن ابتكاره الأول في مجال البطاريات الكهربائية، والذي أصبح معروفاً باسم الكومة الفولتية، حيث تتألف هذه البطارية من قطبين، أحدهما مصنوع من الزنك والآخر من النحاس، ويتم فصلهما بواسطة إلكتروليت، والذي يمكن أن يكون حمض الكبريت أو محلول مائي ممزوج بالملح.

وعلى الرغم من أن فولتا هو مخترع البطارية الكهربائية، إلا أن النموذج الذي قام بتصميمه لم يكن قابلاً للاستخدام في الحياة العملية، لذلك فقد عمل العديد من العلماء على تطوير وتحسين البطاريات الكهربائية حتى أصبحت في شكلها الحالي، علماً بأن البطارية المثالية اليوم هي تلك التي تحتوي على سعة كبيرة وحجم صغير في نفس الوقت.

تكريم أليساندرو فولتا

وقد حظي أليساندرو فولتا بتقدير كبير خلال حياته، خاصة من قبل الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، الذي منحه العديد من الأوسمة، ومنحه لقب كونت.

ويستخدم كذلك مصطلح فولت لقياس القوة الكهربائية المحركة أو فرق الجهد الكهربائي، حيث تم اختيار اسم فولت تكريماً لجهود المخترع الإيطالي الشهير أليساندرو فولت.

وليس اسم فولتا فقط هو الذي تم تخليده، بل تم تغيير اسم مدينته الصغيرة كامناجو إلى كامناجو فولتا، وذلك تكريماً له وتقديراً لإسهاماته.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة