منظمة التحالف البوليفاري (ALBA)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 05 ديسمبر 2021
منظمة التحالف البوليفاري (ALBA)

ساهمت منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية المعروفة باسم (الألبا) في تحسين التعاون بين الدول الأعضاء، وابتكار طرق جديدة لتبادل السلع والخدمات والعمال بين الدول الأعضاء الأمر الذي ساهم في تحسين الوضع الاقتصادي في هذه الدول. فكيف منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية؟ من هم دولها الأعضاء؟ ما هي أبرز إنجازاتها؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.

تأسيس منظمة الألبا والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها

تعرف منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية باللغة الإنجليزية باسم (the Bolivarian Alliance for the Peoples of Our America) واختصارها (الألبا) (ALBA)، هي منظمة حكومية دولية تقوم على فكرة الاندماج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لبلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

أما كلمة "البوليفارية" المتضمنة في عنوان المنظمة فهي تشير إلى أيديولوجية زعيم استقلال أمريكا الجنوبية في القرن التاسع عشر سيمون بوليفار، أقيمت هذه المنظمة بمبادرة من الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز؛ بهدف توحيد صفوف دول أمريكا اللاتينية في منظمة واحدة.

أهداف منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية

الهدف الرئيسي من تشكيل منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية التخفيف من حدة الفقر وتعزيز الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي من خلال اتفاقيات التجارة التي تلبي احتياجات كل بلد، وليس من خلال الليبرالية الجديدة والاقتصاد الحر الخاضع لقوانين السوق في العرض والطلب.

تأسيس منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية بمبادرة من فنزويلا

اقترح الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية كبديل عن منطقة التجارة الحرة للأمريكتين (فيتا) التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت ترفضها معظم بلدان أمريكا اللاتينية، حيث شهدت عدة احتجاجات شعبية رفضاً للاتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ أنها تجسد هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على دول أمريكا اللاتينية باعتبارها الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية.

ولادة منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية بدولتين هما فنزويلا وكوبا

كانت أول دولة استجابت لمبادرة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز كوبا، حيث وقعت الدولتان (فنزويلا ممثلةً برئيسها هوغو تشافيز، كوبا ممثلةً برئيسها فيدل كاسترو)؛ اتفاقية تأسيس منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية في الرابع عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2004، بهدف تبادل الموارد الطبية والتعليمية والبترولية بين الدولتين على حد سواء.

ونتيجة لهذه الاتفاقية بدأت فنزويلا بتقديم حوالي ستة وتسعين ألف برميل من النفط يومياً من شركة النفط الوطنية الفنزويلية إلى كوبا وبأسعار مناسبة جداً، في مقابل ذلك، أرسلت كوبا عشرين ألف موظف إضافةً إلى آلاف المعلمين والأطباء إلى أفقر ولايات فنزويلا، وبفضل هذه الاتفاقية بات من الممكن للفنزويليين السفر إلى كوبا لتلقي الرعاية الطبية المتخصصة مجاناً.

العضوية في منظمة الآلبا (التحالف البوليفاري)

لم تبقَ منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية مقتصرة على دولتين عضوين فترة طويلة، حيث انضمت بوليفيا برئاسة إيفو موراليس في عام 2006، ثم انضمت نيكاراغوا برئاسة دانييل أورتيغا في عام 2007، فالهندوراس برئاسة مانويل زيلايافي عام 2008، لكنه انسحب في عام 2009 بعد انقلاب.

كما انضمت الإكوادور بقيادة رافائيل كوريا في عام 2009، وانضمت دول الكاريبي أنتيغوا وبربودا، دومينيكا، سانت فنسنت وجزر غرينادين وسانت لوسيا أيضاً، كما دعيت فيتنام للانضمام لمنظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية بصفة مراقب، وفي مؤتمر القمة الحادي عشر من ألبا في شهر شباط/ فبراير عام 2012، طلبت كل من سورينام وسانت لوسيا وهايتي القبول في عضوية المنظمة.

عضوية منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية

تضم منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية؛ مجموعة من الدول تقسم إلى قسمين:

  • الدول المؤسسة، هي الدول التي أسست منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية، وهما فنزويلا وكوبا، في تاريخ الرابع عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2004.
  • الدول المنضمة، هي الدول التي انضمت لعضوية منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية بعد تأسيسها، وهي:
  1. بوليفيا، انضمت لمنظمة الألبا في التاسع والعشرين من شهر نيسان/ أبريل عام 2006.
  2. نيكاراغوا، انضمت لمنظمة الألبا في الثالث والعشرين من شهر شباط/ فبراير عام 2007.
  3. دومينيكا، انضمت لمنظمة الألبا في العشرين من شهر كانون الثاني/ يناير عام 2008.
  4. أنتيغوا وبربودا، الإكوادور، انضمت لمنظمة الألبا في الرابع والعشرين من شهر حزيران/ يونيو عام 2009.
  5. سانت لوسيا، انضمت لمنظمة الألبا في العشرين من شهر تموز/ يوليو عام 2013.
  6. غرينادا، سانت كريستوفر ونيفيس، سانت فنسنت وجزر غرينادين، انضمت هذه الدول لمنظمة الألبا في الرابع عشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2014.
  • الدول المراقبة، هي الدول المرشحة للانضمام لمنظمة الألبا، وهما: سورينام، هايتي.

مبادرات منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية

قامت منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية بالعديد من المبادرات الهادفة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، ومن هذه المبادرات:

  • اتفاقية النفط الكاريبي (بتروكاريبي) (PetroCaribe)، أنشئت اتفاقية بترو كاريبي في عام 2005، وبناءً على الاتفاقات السابقة بين مؤسسي ألبا (كوبا وفنزويلا)؛ بهدف بيع النفط بموجب الاتفاق المالي الميسر إلى أربع عشرة دولة عضو في منطقة البحر الكاريبي، وتنص هذه المبادرة على تأمين تدفق المشتقات النفطية إلى دول الكاريبي.
  • تكتل وسائل الإعلام (تيليسور) (TELESUR)، أنشئت في عام 2005، والتيليسور هي عبارة عن تكتل وسائل الإعلام التي تقدم الأخبار والمعلومات عما يجري في دول منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية والعالم بشكل مباشر في جميع دول منظمة الألبا، ويستند هذا التكتل على قناة تلفزيونية على الانترنت، وهي جهد تعاوني بين حكومات كل من (فنزويلا، الأرجنتين، الأوروغواي، كوبا، بوليفيا، الاكوادور، نيكاراغوا).
  • تحالف الطاقة (بيتروسور) (PETROSUR)، هو تحالف الطاقة بين حكومات كل من فنزويلا، الأرجنتين، البرازيل، والهدف من هذه المبادرة هو توفير التمويل اللازم لبرامج الرعاية الاجتماعية في هذه الدول من خلال تأميم شركات النفط العاملة في دول منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية، كما أن تحالف البيتروسور هو مثال آخر على كيفية استخدام دول منظمة الألبا عائدات النفط لتقديم المساعدات لأفقر سكان هذه الدول.
  • اتحاد دول أمريكا الجنوبية (Union of South American Nations) المعروف باسم (UNASUR)، تأسس في عام 2008، وهو الاتحاد الحكومي الدولي المكلف بدمج المجتمعات في أمريكا الجنوبية، وهذه المبادرة يمكن أن تكون بداية للزراعة المستدامة في منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية، وللمجتمعات التي تعيش في هذه الدول، لا سيما بوليفيا وبيرو التي تمتلك ثروة زراعية والمناخ الملائم لبحوث الزراعة المستدامة.

دور منظمة التحالف البوليفاري في تقليل نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية

ساعدت منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية في تخفيف قبضة الولايات المتحدة الأمريكية على الجنوب وتعزيز السيادة الوطنية من خلال وسائل مختلفة:

  • قدمت منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية الدعم للشعوب والحكومات التي طالبت بإزالة القواعد العسكرية الأمريكية ومنع الولايات المتحدة الأمريكية من القيام بدور الشرطي على أراضي الدول الأعضاء في الألبا، فعلى سبيل المثال: سحبت القوات الأمريكية قواتها من قاعدة مانتا العسكرية في الأكوادور، كم تم طرد الموظفين من الولايات المتحدة المكلفين بتنفيذ خطة مكافحة المخدرات في بوليفيا.
  • دعمت منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية التوسع في التجارة بين أعضائها، والذي يسمح من زيادة الاكتفاء الذاتي ويقلل من الاعتماد طويل الأمد لهذه البلدان على سوق الولايات المتحدة الأمريكية.

إنشاء بنك ألبا وعملة إقليمية جديدة (سوكري) بهدف توفير بديل عن العملة الأمريكية الدولار، وافق قادة منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية في قمة بوليفيا المنعقدة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2009 على إنشاء عملة إقليمية مشتركة، (سوكري) كنظام نقدي مستقل عن الدولار الأمريكي وسيادي دخل حيز التنفيذ في عام 2010.

كما بات بإمكان الدول الأعضاء الاستدانة من بنك ألبا عوضاً عن اللجوء للمؤسسات المالية الدولية التقليدية (البنك الدولي)، التي يعتبرها كثيرون تحت السيطرة الفعلية للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

عشرة إنجازات لمنظمة الألبا في غضون عشر سنوات

بحلول الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس الألبا، وذلك في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2014، حققت المنظمة الألبا الإنجازات التالية:

  1. تخريج عشرات الآلاف من الأطباء، تمكنت منظمة الألبا من تخريج واحد وعشرين ألف وخمسة وسبعين طبيباً، بينهم ألف وخمسمئة وتسعين أخصائياً في الطب، ذلك من خلال فروع الطب في المدرسة الأمريكية اللاتينية المتواجدة في كوبا وفنزويلا.
  2. إعادة البصر مجاناً لأكثر من ثلاثة ملايين شخص، ذلك بإجراء عمليات جراحية مجانية لأكثر من ثلاثة ملايين شخص حيث استعادوا بصرهم من دون أي تكاليف مادية، حيث كانت العمليات الجراحية كلها مجانية.
  3. تأمين التعليم لحوالي أربعة ملايين طالب، من خلال اعتماد برنامج فنزويلا للتدريس تحت عنوان: "نعم أستطيع"، حيث ساهمت هذه الطريقة في جعل ثلاثة ملايين وثمانمئة وخمسة عشر ألفاً واثنين وتسعين شخصاً يتعلمون القراءة والكتابة، وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة قد أعلنت في وقت سابق دول الألبا (أنتيغوا وبربودا، بوليفيا، كوبا، نيكاراغوا، فنزويلا) بأنها "الأراضي-الحرة من الأميّة".
  4. تقديم مساعدات لهايتي بعد الزلزال الذي ضربها في عام 2010، حيث بلغت قيمة مساعدات منظمة الألبا مليارين ومئتين وأربعين مليون دولار أمريكي، كما قامت المنظمة بإقامة خمسة مخيمات للرعاية الشاملة؛ ضمت ثلاثة آلاف وأربعمئة وخمس وخمسين عائلة، كما قدمت خمسة وخمسين ألف وتسعمئة وتسع وثلاثين استشارة طبية، إضافةً إلى تأمين خمسة آلاف وتسعمئة وأربعة لقاح.
  5. تقديم مساعدات إلى غزة بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع في عام 2009، حيث بلغت قيمة المساعدات المقدمة من دول منظمة الألبا إلى غزة مئة طن من الإمدادات بعد الحرب الإسرائيلية عليها ، وأرسلت فنزويلا ستة وخمسين طناً من المساعدات الإنسانية، في حين ساهمت الأكوادور بتقديم ثمانية وأربعين طناً من المساعدات، إضافةً إلى كوبا التي أرسلت ستة أطنان من المساعدات لغزة بعد الهجوم الاسرائيلي، وشملت هذه المساعدات (الخيام، المواد الغذائية غير القابلة للتلف، المياه، الملابس، المستلزمات الطبية).
  6. إقامة مسابقات رياضية، ففي عام 2005 قامت منظمة الألبا بتنظيم ألعاب رياضية بهدف تعزيز النشاط البدني والتضامن بين الشعوب، حيث تنافس في هذه الألعاب عشرة آلاف وخمسمئة وخمسة وثلاثون لاعباً.
  7. إعلان الأمم المتحدة أربعة بلدان من دول الألبا كدول خالية من الجوع، حيث أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة المعروفة باسم (الفاو) دول (غرينادين، سانت فنسنت، فنزويلا، كوبا) خالية من الجوع، كما أعلنت منظمة الفاو أن بوليفيا والإكوادور حققتا تقدماً كبيراً في هذا المجال.
  8. إقامة عملة بديلة لكسر الاعتماد على عملة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قامت المنظمة بخمسة آلاف وستمئة وسبع وخمسين صفقة بقيمة مليارين ونصف المليار دولار باستخدام العملة البديلة ألا وهي سوكري (SUCRE)، وقد استخدمت المنظمة عملتها البديلة عن الدولار الأمريكي في المبادلات التجارية، وفي النصف الأول من عام 2014، كانت ست وسبعون بالمئة من مؤسسات القطاع الخاص في دول المنظمة تستخدم العملة الجديدة، كما أن 24% من مؤسسات القطاع العام تستخدم هذه العملة في مبادلاتها التجارية.
  9. إقامة تجارة تقوم على التضامن بدلاً من السوق، ووفقاً لوثيقة تأسيس منظمة الألبا فإن: "المبدأ الأساسي الذي ينبغي أن يوجه الألبا هو أوسع تضامن ممكن بين شعوب أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي... بعيداً عن القومية الأنانية، أو السياسات الوطنية المقيدة لهدف تحسين الوضع الداخلي في أمريكا اللاتينية"، حيث يتم التبادل التجاري بين الأعضاء بأسعار تفضيلية، أقل من سعر السلعة في السوق العالمية، ويمكن أن يتم السداد عن طريق البضائع، كذلك من خلال دفعات على مدى فترة من الزمن في فائدة أقل مما كان السوق.
  10. نمو منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية، حيث نمت هذه المنظمة بشكلٍ كبير، فبعد أن كانت مكونة من دولتين هما كوبا وفنزويلا، نمت لتشمل كل من (أنتيغوا وبربودا، بوليفيا، دومينيكا، الاكوادور، نيكاراغوا، سانت لوسيا، سانت فنسنت، جزر غرينادين)، ومن المتوقع أن تنضم كل من سورينام وهايتي إلى عضوية المنظمة.

المعارضة لمنظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية

يمكن تقسيم معارضة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية إلى قسمين:

1- المعارضة الداخلية

تواجه منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية معارضة من قوى الأحزاب الليبرالية والمحافظة التي تضم في معظمها الطبقات المتوسطة والعليا؛ حيث يشعر هؤلاء بالاستياء من إعادة توزيع السلطة والثروة بينهم وبين الفقراء، لكن هذه الأحزاب لم تنجح في كل من (بوليفيا، الاكوادور، فنزويلا) في الفوز بالانتخابات بأغلبية غير مسبوقة.

على العكس اعتمدت هذه المجموعات المعارضة على كل من (الإكراه الاقتصادي، العنف خارج البرلمان، العودة إلى الانقلابات العسكرية) لوقف تقدم ألبا، حيث نجحت هذه الوسائل في انسحاب هندوراس من التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية في أعقاب انقلاب ضد الرئيس زيلايا رئيساً الهندوراس في عام 2009.

2- المعارضة الخارجية

عارضت الولايات المتحدة الأمريكية منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية عند إنشائها، ووصفتها بأنها "محور التخريب" الذي "يجب مواجهته قبل أن تتمكن من تقويض الديمقراطية"، ومع ذلك لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية التحكم بدول أمريكا اللاتينية التي تسميها حديقتها الخلفية كما فعلت خلال القرن العشرين.

لكنها سعت جاهدة لاستمالة الحكومات المحلية في أمريكا اللاتينية المعارضة لمنظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية، واللجوء إلى الاتفاقيات التجارية الثنائية وتوسيع الوجود العسكري، حيث لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية موجودة (كما في كولومبيا تحت ذريعة مكافحة المخدرات)، كذلك تقوم بتمويل جماعات المعارضة المحلية، لكنها فشلت في التأثير على منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية حتى الآن.

في الختام.. شكلت منظمة التحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية المعروفة باسم الألبا وسيلة للتخلص من هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على دول أمريكا اللاتينية، كما أنها ساهمت في تحسين الوضع الاقتصادي للدول الأعضاء في المنظمة من خلال مبدأ التبادل في السلع والبضائع والكفاءات؛ الأمر الذي رفع من مستوى هذه الدول فأصبح في هذه المنظمة دولاً خالية من الجوع، بالتالي أصبحت هذه المنظمة نموذجية إلى حد ما من خلال النتائج التي حققتها في ظرف ثلاثة عشر عاماً فقط.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة