منظمة الدول المصدرة للبترول (OPEC)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 11 أغسطس 2021
منظمة الدول المصدرة للبترول (OPEC)

بذلت الدول النامية جهوداً كبيرة للحصول على عائدات مهمة من النفط تتناسب مع الكميات الكبيرة التي تتواجد فيها.

وأثمرت هذه الجهود عن تأسيس منظمة دولية خاصة بهم سميت باسم (منظمة الدول المصدّرة للنفط) المعروفة اختصاراً باسم (أوبك).

 

تعريف منظمة أوبك

تعرف منظمة الدول المصدرة للنفط في اللغة الإنجليزية بإسم (Organization of the Petroleum Exporting Countries) واختصارها (OPEC)، منظمة حكومية دولية، تأسست في العاصمة العراقية بغداد في عام 1960.

تضم في عضويتها إثني عشرة دولة، مهمتها الأساسية التفاوض مع الشركات النفطية، هدفها حماية حقوق الدول المصدرة للنفط.

وتعزيز الجهود بين هذه الدول لضمان الحصول على عائد مهم من النفط، لاسيما أن معظم الدول المنضمة للأوبك؛ تشكل تجارة النفط نسبة كبيرة من اقتصادها.

 

العوامل التي مهّدت لتأسيس منظمة أوبك

نشأت منظمة أوبك نتيجة تضافر مجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أبرزها:

  1. زيادة إدراك الدول المنتجة والمصدرة للنفط لأهمية هذه الثروة التي تمتلكها.
  2. ضرورة الاستغلال الأمثل لهذه الثروة الناضبة.
  3. تعاظم أهمية النفط كمصدر من مصادر الطاقة بعد الحرب العالمية الثانية.
  4. ارتفاع الطلب على الطاقة.
  5. مطالبة بعض الدول المصدرة للنفط الشركات النفطية بزيادة حصتها من عوائد النفط والتوتر الذي ساد بين هذه الدول والشركات، خاصة بعد قيام الشركات الكبرى بتخفيض أسعار النفط الأمر الذي تسبب بأضرار وخسائر كبيرة للبلدان المصدرة للنفط.

تأسيس منظمة أوبك.. السيادة الدائمة على الموارد الطبيعية للدول الأعضاء

تأسست منظمة أوبك بمبادرة من وزير ي النفط؛ السعودي عبد الله الطريقي والفنزويلي خوان بابلو بيريز ألفونسو، حيث أقيم مؤتمر في العاصمة العراقية بغداد ضم كل من (إيران، العراق، الكويت، السعودية، فنزويلا).

ذلك بين العاشر والرابع عشر من شهر أيلول/سبتمبر عام 1960، كطريقة لتعويض الانخفاض الكبير في أسعار النفط في تلك الحقبة.

بالتالي الحفاظ على أسعار معقولة للنفط تضمن استفادة الدول المنتجة من هذه الثروة الناضبة (أي القابلة للانتهاء والزوال).

وفي عام 1968 اعتمدت منظمة أوبك ما سمته "بيان الإعلان لسياسة النفط في البلدان الأعضاء"، الذي أكد على حق غير قابل للتصرف لجميع الدول في ممارسة السيادة الدائمة على مواردها الطبيعية لمصلحة تنميتها القومية.

 

الدول الأعضاء في أوبك وشروط الانضمام

تضم الدول الأعضاء اثني عشر دولة، حيث تقسم هذه الدول إلى قسمين، هما:

  • الدول المؤسسة، هي الدول التي أسست منظمة الدول المصدرة للنفط، وهي: (إيران، العراق، الكويت، السعودية، فنزويلا) في عام 1960.
  • الدول المنضمة، هي الدول التي انضمت لمنظمة أوبك بعد تأسيس منظمة أوبك، وهي:
  1. قطر، انضمت في عام 1961.
  2. ليبيا، انضمت في عام 1962.
  3. الإمارات العربية المتحدة، انضمت في عام 1967.
  4. الجزائر، انضمت في عام 1969.
  5. نيجيريا، انضمت في عام 1971.
  6. أنغولا، انضمت في عام 2007.
  • أعضاء انسحبوا وعادوا
  1. الغابون، انضمت في عام 1975، وانسحبت في عام 1994، ثم عادت  في شهر تموز/يوليو من عام 2016.
  2. الإكوادور، انضمت في عام 1972، وانسحبت في عام 1992، ثم عادت للمنظمة في عام 2007.
  3. إندونيسيا، انضمت في عام 1962، وانسحبت في عام 2008، ثم عادت في عام 2016.

شروط الانضمام لمنظمة أوبك

توجد عدة شروط لقبول دولة ما في عضوية المنظمة، وفق ما ذكرت الكاتبة الليبية أمينة مخلفي في كتابها المعنون باسم: (أثر تطور أنظمة استغلال النفط على الصادرات)، وهذه الشروط هي:

  1. أن تحقق هذه الدولة فائضاً كبيراً من النفط مخصص للتصدير، بعد تغطية احتياجاتها المحلية.
  2. أن تتشابه المصالح النفطية لهذه الدولة مع المصالح الاقتصادية للدول الأعضاء في المنظمة.
  3. أن توافق ثلاثة أرباع الدول الأعضاء على قبول الدولة الجديدة في المنظمة، بما فيهم الدول الخمس المؤسسة لهذه المنظمة.

مقر منظمة أوبك

تأسست منظمة أوبك في بغداد في الرابع عشر من شهر أيلول/سبتمبر عام 1960، وكان مقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية، وفي الأول من شهر أيلول/سبتمبر عام 1965 انتقل مقر المنظمة إلى العاصمة النمساوية فيينا.

 

أهداف منظمة أوبك

تسعى منظمة أوبك لتحقيق الأهداف التالية:

  • تنسيق وتوحيد وتطوير السياسات النفطية للدول الأعضاء، وتحديد أفضل السبل لحماية مصالحهم منفردين أو مجتمعين.
  • المشاركة الفعالة في وضع السياسة التسعيرية، التي تتضمن تحقيق استقرار الأسعار في الأسواق العالمية، وتجنب التقلبات الضارة بإيرادات النفط.
  • تحقيق عائد عادل في استثمارات العاملين في الصناعة النفطية.
  • المشاركة الفعالة في وضع السياسات الإنتاجية على نحو تتميز به بالانتظام والاقتصاد والكفاءة التي تتضمن مصالح الدول المنتجة والمستهلكة.

الصعوبات التي اعترضت عمل منظمة أوبك

كانت أهم الدوافع التي شجعت على إنشاء منظمة أوبك رغبة الدول المنتجة والمصدرة في إحداث تغيير عادل في القوى الاحتكارية لإنتاج النفط، والتي عملت على تجاهل مصالحها.

من خلال إيجاد جهاز يقوم بالتفاوض بالنيابة عنها مع شركات النفط الكبرى، إلا أن قدرة الدول أعضاء في منظمة أوبك على المساومة بالصورة التي تكفل نجاح هذه المفاوضات؛ واجهت  مشاكل عدة، أبرزها:

  • تحكم الشركات النفطية رأسياً وأفقياً بالصناعة النفطية.
  • تزايد دخول منتجين جدد إلى صناعة النفط، وتنافس الشركات الجديدة المستقلة مع الشركات العالمية.
  • تزايد عدد مشتري النفط في العالم خاصة في شرق آسيا.
  • ارتباط الدول المنتجة مع الشركات العالمية لاستخراج النفط بعقود طويلة الأجل.
  • انخفاض مستوى الخبرات الفنية والإدارية اللازمة لإنتاج النفط، وغياب الشركات الوطنية في الدول المنتجة.

لكن هذه العوائق لم تمنع منظمة أوبك من تحقيق أهدافها السابقة الذكر، ووضع أهداف جديدة.

أهداف جديدة لمنظمة أوبك تضمن استمرارية المنظمة

مع تطور موقعها في تحريك الاقتصاد العالمي عملت المنظمة على تثبيت دورها وتحديد بعض الأهداف اللازمة لاستمراريتها، وفق ما ذكرت الكاتبة الليبية أمينة مخلفي في كتابها سابق الذكر:

(أثر تطور أنظمة استغلال النفط على الصادرات)، وهي:

  • المشاركة في عقود الامتياز القائمة وتحسين شروطها.
  • استغلال الدول المنتجة لمصالحها النفطية كلما أمكن ذلك.
  • إسقاط نفقات التسويق ورفع معدل الضريبة على الدخل، وإيجاد الطريق للتعويض عن الآثار السلبية التي يتعرض لها الدخل الحقيقي للبرميل، نتيجة التطورات النقدية العالمية تجاه معدلات التضخم.
  • المحافظة على الثروة النفطية بواسطة تقنية الإنتاج.
  • التعاون مع باقي دول العالم بغرض إرساء نظام اقتصادي عالمي جديد يؤسس على مبادئ أكثر عدلاً، مما يحقق الرفاهية لكل شعوب العالم.
 

الهيكل التنظيمي لمنظمة أوبك

لمنظمة أوبك هيكل تنظيمي، تقسم من خلاله العمل بين ثلاث مؤسسات، هي:

  • المؤتمر الوزاري، يعد السلطة العليا في المنظمة، يعمل وفق مبادئ وأسس الإجماع، وهو مسؤول عن وضع وصياغة السياسة العامة للمنظمة، ويجتمع المجلس الوزاري مرتين في العام من أجل التنسيق وتوحيد السياسات النفطية، أما لجنة المراقبة التي أنشأت عام 1993 فمهمتها مراقبة الحصص الإنتاجية وصادرات الدول الأعضاء.
  • مجلس المحافظين، يتكون من ممثل عن كل بلد عضو بموافقة المؤتمر، وتستمر هذه العضوية لمدة سنتين، ويشرف المجلس على توجيه الإدارة وتنفيذ مقررات المؤتمر ورفع التوصيات له، واتخاذ القرارات.
  • الأمانة العامة، أنشئت عام 1961، وهي الجهاز التنفيذي للمنظمة، مسؤولة عن تنفيذ جميع القرارات الصادرة عن  المنظمة وتعمل وفق تعليمات مجلس المحافظين، تتكون الأمانة العامة من:
  1. الأمين العام، الرئيس التنفيذي للمنظمة، يعينه المؤتمر لمدة ثلاث سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة لنفس الفترة، بناءً على ترشيح من البلدان الأعضاء.
  2. مكتب شعبة البحوث، مسؤولة عن برنامج مستمر للبحث، مصممة لتلبية متطلبات المنظمة والدول الأعضاء فيها، مع التركيز بصفة خاصة على الطاقة والمسائل ذات الصلة. ويتألف مكتب شعبة البحوث من ثلاثة أقسام، هي: خدمات البيانات، دراسات الطاقة والبترول.
  3.  مكتب الشؤون القانونية، يقدم المشورة القانونية للأمين العام، كما يشرف على الشؤون القانونية والتعاقدية، كذبك تقييم القضايا القانونية التي تهم المنظمة.
  4. شعبة خدمات الدعم، مسؤولة عن توفير البنية التحتية والخدمات المطلوبة إلى الأمانة العامة بأسرها في دعم برامجها،للقيام بهذه المسؤولية على نحو فعال، وشعبة خدمات الدعم تعمل من خلال ثلاثة أقسام، هي: الإدارة وخدمات تكنولوجيا المعلومات والمالية والموارد البشرية،العلاقات العامة، الإعلام.

أمناء المنظمة منذ تأسيسها حتى الآن

توالى على منصب الأمين العام العديد من الشخصيات، هي:

  • الإيراني فؤاد روحاني، استلم من الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير عام 1961 حتى الثلاثين من شهر نيسان/أبريل عام 1964.
  • العراقي عبد الرحمن البزاز، من الأول من شهر أيار/مايو عام 1964 حتى الثلاثين من شهر نيسان/أبريل عام 1965.
  • الكويتي أشرف لطفي، من الأول من شهر أيار/مايو عام 1965 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1966.
  • السعودي محمد صالح جوخدار، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1967 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1967.
  • الفنزويلي فرانسيسكو بارا، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1968 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1968.
  • الإندونيسي سانجر إلريش، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1969 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1969.
  • الليبي عمر البدري، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1970 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1970.
  • الإماراتي نديم الباجه جي، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1971 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1972.
  • الجزائري عبد الرحمن خيني، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1973 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1974.
  • النيجيري فيدي، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1975 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1976.
  • القطري علي محمد الجيدة، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1977 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1978.
  • الإكوادوري رينيه أورتيز، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1979 حتى الحادي والثلاثين من شهر حزيران/يونيو عام 1981.
  • الغابوني مارك ساتورنين نان نغيما، من الأول من شهر تموز/يوليو عام 1981 حتى الثلاثين من شهر حزيران/يونيو عام 1983.
  • الإماراتي مانع سعيد العتيبة، من التاسع عشر من تموز/يوليو عام 1983 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1983.
  • الليبي كمال حسن ماغور، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1984 حتى الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1984.
  • الإندونيسي سوبروتو، من الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1984 حتى التاسع من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1985.
  • الفنزويلي أرتورو هيرنانديز غريزانتي، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1986 حتى الثلاثين من شهر حزيران/يونيو عام 1986.
  • النيجيري الحاج لقمان، من الأول من شهر تموز عام 1986 حتى الثلاثين من شهر حزيران/يونيو عام 1988.
  • الإندونيسي سوبروتو، من الأول من شهر تموز عام 1988 حتى الثلاثين من شهر حزيران/يونيو عام 1994.
  • الليبي عبد الله سالم البدري، الأول من شهر تموز عام 1994 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1994.
  • النيجيري الحاج لقمان، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1995 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2000.
  • الفنزويلي أراكي علي رودريغيز، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 2001 حتى الثلاثين من شهر حزيران/يونيو عام 2002.
  • الفنزويلي الفارو سيلفا كالديرون، من الأول من شهر تموز/يوليو عام 2002 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2003.
  • الإندونيسي بورنومو يوسجيانتورو، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 2004 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2004.
  • الكويتي أحمد فهد الأحمد الصباح، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 2005 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2005.
  • النيجيري إدموند داوكورو ماديبيبي، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 2006 حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2006.
  • الليبي عبد الله سالم البدري، من الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 2007 حتى الحادي والثلاثين من شهر تموز/يوليو عام 2016.
  • النيجيري محمد باركيندو، من الأول من شهر آب/أغسطس عام 2016 حتى الآن.
 

النفط في سبعينات القرن الماضي وإنشاء صندوق الأوبك للتنمية الدولية

ارتفعت أسعار النفط في السبعينات نتيجة الحظر النفطي العربي في عام 1973، واندلاع الثورة الإيرانية في عام 1979.

فقامت منظمة أوبك بتوسيع ولايتها مع عقد القمة الأولى لرؤساء الدول والحكومات في العاصمة الجزائرية - الجزائر في عام 1975، التي تناولت محنة الدول الفقيرة، والدعوة لعهد جديد من التعاون في العلاقات الدولية.

لتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار العالميين، فأنشأت منظمة أوبك صندوق الأوبك للتنمية الدولية في عام 1976.

النفط في ثمانينات القرن الماضي

انخفضت أسعار النفط حتى عام 1986 بسبب وفرة النفط، كما تراجعت حصة أوبك في سوق النفط بشكل كبير وانخفض إجمالي الإيرادات إلى أقل من الثلث من القمم السابقة.

الأمر الذي تسبب بضائقة اقتصادية شديدة للعديد من البلدان الأعضاء، لكن الأسعار عادت للارتفاع من جديد، بالتالي ارتفعت حصة أوبك من الإنتاج العالمي.

نتيجة اعتماد المنظمة سقف إنتاجها للمرة الأولى، كذلك قامت بتقسيم حصص الإنتاج بين الدول الأعضاء، كما أحرزت تقدماً كبيراً في الحوار بين أوبك والدول المنتجة للنفط خارج المنظمة.

الأمر الذي أدى إلى  استقرار السوق بأسعار معقولة.

النفط في عقد التسعينات

ارتفعت أسعار النفط مع مطلع التسعينات نتيجة الغزو العراقي للكويت، وانهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، وتعزز الحوار بين منظمة أوبك والدول المنتجة للنفط من خارجها.

النفط في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين (2000- 2010)

استقرت أسعار النفط مع بداية هذا العقد حتى عام 2004 ثم ارتفعت الأسعار إلى مستويات قياسية في عام 2008.

ثم انهارت الأسعار بعد ذلك نتيجة الأزمة المالية العالمية، ولمواجهة ذلك أسست منظمة أوبك من خلال قمتيها الأولى المنعقدة في العاصمة الفنزويلية كاركاس في عام 2000.

والثانية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض في عام 2007 أسواقاً مستقرة للطاقة والتنمية المستدامة والبيئة.

النفط منذ عام 2010 حتى الآن

بقيت أسعار النفط مستقرة بين عام 2010 ومنتصف عام 2014، نتيجة زيادة المعروض من النفط وتزايد الطلب على النفط من الدول الآسيوية، وعززت أوبك تعاونها مع الدول المنتجة للنفط غير العضو في المنظمة.

دول منتجة للنفط غير عضو في أوبك

هناك العديد من الدول المنتجة للنفط لم تنضم لمنظمة الأوبك، من أبرز هذه الدول: روسيا، كندا، السودان، المكسيك، بريطانيا، النرويج، الولايات المتحدة الأمريكية، سلطنة عمان.

 

دور منظمة أوبك في حرب تشرين التحريرية

تجسد الدور السياسي لمنظمة أوبك وللنفط كأداة ضغط في السياسة الدولية في حرب أكتوبر في السادس من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1973.

وذلك عندما قررت الدول العربية فرض حظر على تصدير النفط للدول المؤيدة لكيان الاحتلال "إسرائيل"، حيث شمل الحظر الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا.

كما قامت بتقليص إنتاجها تعبيراً عن مساندتها لمصر وسوريا في حربهما ضد "إسرائيل"،  مما أدى إلى تضاعف ثمن النفط ثلاث مرات في أسابيع ليزيد ثمن البرميل من 4 دولارات إلى 12 دولاراً.

لكن كان ما هو أهم من زيادة السعر بما في ذلك اكتشاف قوة سيطرة الأوبك على أسواق النفط في العالم، ومن ثَم، زاد دخول أعضاء الأوبك.

مما أدى إلى تحولها إلى أسواق كبرى لتصريف السلع الاستثمارية والاستهلاكية والخدمية، وجعلها مركزاً دولياً لتصدير رأس المال، ومالكاً لاحتياطيات ضخمة من العملات الذهبية.

أوبك تقرر رفع أسعار النفط على إثر حرب أكتوبر

وفي ذات اليوم الذي بدأت فيه حرب تشرين التحريرية (حرب أكتوبر) أعلنت أوبك قرارها التاريخي برفع أسعار النفط المعلنة دون التشاور مع الشركات.

وفي ذات اليوم اجتمع وزراء النفط العرب في الكويت وقرروا الموافقة على برنامج تخفيض تصاعدي للإنتاج، على ألا تقل نسبة التخفيض عن 50% من إجمالي إنتاج شهر أيلول/سبتمبر عام 1973.

وأن تتكرر كل شهر حتى تتمكن الأمم المتحدة من تطبيق القرار 242 الذي يدعو لانسحاب "إسرائيل" من الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967.

قامت الولايات المتحدة الأمريكية كرد على قرار أوبك بتنويع مصادر النفط، حيث سعت للاستيراد من مناطق أخرى (أفريقيا، البحر الشمالي) غير الخليج العربي.

دور منظمة أوبك في العلاقات الدولية

لعبت منظمة أوبك دوراً كبيراً في العلاقات الدولية من خلال القرارات التي اتخذتها على مدى تاريخها الذي يمتد لأكثر من ستة وخمسين عاماً، من خلال تحديد كميات الإنتاج للدول الأعضاء فإن انخفضت أسعار النفط.

تقوم المنظمة بتخفيض الإنتاج لدفع الأسعار للارتفاع، وإن كانت الأسعار مرتفعة تقوم المنظمة بزيادة الإنتاج لخفض أسعار النفط في السوق العالمية، من أبرز قرارات المنظمة:

  • قررت منظمة أوبك ونتيجة انخفاض أسعار النفط في أواخر عام 2000 خفض الإنتاج بغية رفع الأسعار، وهو ما تحقق حيث ارتفع سعر برميل النفط من 35 دولاراً إلى 50 دولاراً.
  • قررت دول منظمة أوبك ونتيجة ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف عام 2014 عدم دعم الأسعار وإبقاء الإنتاج على حاله، مما أدى إلى انخفاض أسعار النفط.
  • قررت منظمة أوبك ونتيجة انخفاض أسعار النفط في الثامن والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر عام 2016 الحد من إنتاج النفط، كما قررت المنظمة خفض إنتاج النفط مرة جديدة في اجتماعها في العاصمة النمساوية فيينا في الثلاثين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2016.

في الختام.. تعد منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من أهم المنظمات التي نشأت في القرن العشرين، والأولى من نوعها التي اهتمت بالبلدان النامية، وازدهر نشاط هذه المنظمة مع أزمة النفط في السبعينيات.

حيث لعبت دوراً كبيراً في الحد من ارتفاع أسعار النفط عالمياً، من خلال السعي لزيادة الإنتاج الإجمالي لدولها، الأمر الذي جعل الكثير من الدول تعتقد أن هذه المنظمة هي متحكمة بسوق النفط عالمياً.

بالتالي ماتزال المنظمة تتمتع بدور كبير وتحسب لها الدول المتقدمة كل حساب، حيث تنال اجتماعاتها تغطية إعلامية كبيرة، كما أن نتائج قراراتها حول زيادة أو تخفيض النفط تؤثر مباشرة في سعر النفط في السوق العالمي.