بسبب العنف.. نساء أوروبيات اضطررن للتنحي وهجر السياسة

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ ساعة زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
بسبب العنف.. نساء أوروبيات اضطررن للتنحي وهجر السياسة

السويد التي تعتبر دولة متقدمة تدق ناقوس الخطر: فحسب هيئة المساواة في البلاد هناك زيادة كبيرة في نسبة انتشار الكراهية والتهديدات والمضايقات ضد السياسيات. المزيد من النساء السياسيات ينسحبن من الحياة العامة أو يمارسن الرقابة الذاتية لحماية أنفسهن، حسب تقرير صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلا عن الهيئة التي تقول إن هناك "خطرا كبيرا على الديمقراطية" في هذا البلد الاسكندنافي.

في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كانت سلامة النساء السياسيات مرة أخرى محور الاهتمام في السوي. فعلى سبيل المثال، استقالت آنا كارين هات بعد خمسة أشهر فقط من توليها منصب رئيسة حزب الوسط. وأرجعت ذلك إلى الكراهية والتهديدات.

وقبل ثلاث سنوات هزت جريمة قتل سياسية السويد بعد أن قام رجل يبلغ من العمر 33 عاما بطعن منسقة الطب النفسي للبلديات والمناطق السويدية، إنغ ماري فيزلغرين خلال تظاهرة سياسية. وأظهرت التحقيقات أنه كان ينوي أيضا قتل رئيسة حزب الوسط آنذاك، آني لوف. وأدين بتهمة القتل والتحضير لارتكاب عمل إرهابي.

في ألمانيا تصدرت استقالة السياسية المنتمية لحزب الخضر تيسّا غانزيرر ونائبة رئيس البرلمان الألماني السابقة إيفون ماغفاس عناوين الصحف مؤخرا. فقد استقالت كلتاهما من منصبيهما بسبب العداء وحملات التشهير التي تعرضتا لها.

بين حملات التشهير والتهديدات

تشير العديد من الدراسات إلى أن النساء اللواتي يشغلن مناصب رفيعة في دول أوروبية أخرى يتعرضن أيضا لحملات تشهير بشكل خاص. في هولندا على سبيل المثال انسحبت وزيرة المالية السابقة ونائبة رئيس الوزراء سيغريد كاغ من الحياة السياسية في بلدها بعد أن تعرضت هي وعائلتها لتهديدات متكررة بالعنف.

صحيح أن الكراهية تطال أيضا الرجال الذين يشغلون مناصب عامة، لكن شكلها ومداها يبدوان مختلفين. أجرت مؤسسة (HateAid) الاستشارية ومقرها برلين بالتعاون مع جامعة ميونيخ التقنية استطلاعا شمل 1114 شخصا نشطين في مجالات مثل السياسة والعلوم والإعلام. وحسب هذه المؤسسة غير الربحية فإن النتائج ليست تمثيلية لكنها يمكن أن ترسم صورة للوضع.

استهداف النساء في الحياة العامة

وحسب الدراسة، أفاد ما يقرب من ربع النساء بأنهن تلقين تهديدات بالعنف الجنسي مثل الاغتصاب وهو ما يمثل ما يقرب من ثمانية أضعاف نسبة زملائهن الذكور (3 في المائة). بالإضافة إلى ذلك أفادت أكثر من ثلثي النساء المتضررات عن تعرضهن للعنف الجنسي مثل التمييز الجنسي وكراهية النساء.

فيما يلي بعض الأمثلة من الدراسة التي طلبت النساء المشاركات فيها عدم الكشف عن هويتهن لتعطي فكرة عن الموضوع: "أتلقى مكالمات هاتفية ليلا من أرقام مجهولة" (سياسية محلية)، "غالبا ما يستهدف مظهري: وزني وتسريحة شعري" (سياسية على مستوى الولاية)، "تم نشر صور لي من فعاليات مع دعوات لقتلي" (صحفية). وأفادت أخريات عن مطاردين أي أشخاص يطاردونهن ويضايقونهن بشكل متكرر.

وحسب منظمة (HateAid) قلصت نسبة أكبر بكثير من النساء المتضررات (66 في المائة) استخدامهن لوسائل التواصل الاجتماعي بعد تعرضهن للعنف الرقمي. أما بالنسبة للرجال فقد بلغت النسبة 53 في المائة. قاموا بتعديل نبرة صوتهم ومحتواهم وفكروا في تقليل ظهورهم العلني أو حتى أخذ استراحة من عملهم السياسي، حسب التقرير.

على مستوى الاتحاد الأوروبي أيضا تم التوصل إلى استنتاج مماثل. كتب البرلمان الأوروبي في تقرير صدر في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2025 أن النساء في دول الاتحاد الأوروبي لا يزلن ممثلات تمثيلا ناقصا على جميع مستويات صنع القرار السياسي وفي الأحزاب السياسية. أسباب هذه الحالة معقدة، لكن هناك سببا واحدا يبرز بشكل خاص: العنف ضد النساء الناشطات سياسيا يمنع الكثيرات منهن من الدخول في السياسة أصلا.

النساء من أصول مهاجرة متضررات بشكل خاص

كما خصصت المنظمة غير الربحية (EAF Berlin) تحليلا لهذا الموضوع، ولم تقتصر على ألمانيا فحسب، بل شملت أيضا التشيك والمجر وأيرلندا وسلوفاكيا. وقالت سارة روبنسون، الخبيرة البارزة في شؤون الجندر والسياسة في منظمة (EAF Berlin) لـ DW: "تتأثر النساء الأصغر سنا تحت سن 40 عاما والنساء ذوات البشرة الملونة والنساء من أصول مهاجرة بشكل خاص لأنهن غالبا ما يتعرضن ليس فقط للتمييز الجنسي، بل أيضا للتمييز العنصري أو العداء بسبب سنهن وخبرتهن".

ومن وجهة نظرها، فإن إحدى المشكلات هي أن العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد السياسيات لا يُعترف به بشكل مستقل في الأنظمة القانونية التي تم فحصها. ومع ذلك تطالب إحدى توجيهات الاتحاد الأوروبي بـ "التنفيذ المتسق لتدابير الوقاية والحماية للنساء في الحياة العامة مثل السياسيات والصحفيات والمدافعات عن حقوق الإنسان لأنهن معرضات بشكل خاص للخطر" بحلول عام 2027.

يجب حماية العناوين الخاصة بشكل أفضل. كما أن مراكز الاستشارة غير متوفرة في بعض الأماكن، خاصة على المستوى المحلي. لا ينبغي قبول الكراهية والعنف على أنهما "جزء من وظيفة السياسة"، كما تقول روبنسون. "لا ينبغي أن نقبل جميعا أن يكون التعرض للهجوم بسبب العمل من أجل المجتمع أمرا عاديا".

أعده للعربية: م.أ.م

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة