ترامب يضغط لتسريع إنتاج لقاح لكورونا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 08 سبتمبر 2020
ترامب يضغط لتسريع إنتاج لقاح لكورونا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية

تُمارس السياسة ضغطًا على العلم لتحقيق مكاسب سياسية في معارك انتخابية، لا يعيها العلم الذي يتعامل بالأرقام والاختبارات والتركيبات الكيمائية لا بلغة السياسة التي ربما تشهد تزييف إرادة أو تشويه سمعة أو ألاعيب.

ترامب يضغط على شركات الأدوية الأمريكية لإنتاح مصل لكورونا

وتعاني شركات الأدوية الأمريكية من ضغوط سياسية تمارس عليها من جانب الحكومة الأمريكية، لتسريع إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المُستجد كوفيد_19 قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في 3 نوفمبر المقبل، ما يعد خطوة ربما ترفع من توقعات فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفترة رئاسية ثانية، في وقت تهاوت شعبيته في مواجهة المرشح الديمقراطي جون بايدن.

وفيما ترتفع سحابات التركيبات الكيمائية في فضاءات العلم، تتكاثر في ميادين السياسة سحابات الخوف حول ضغوط سياسية تُمارس على إدارة الغذاء والدواء للتصديق على لقاح لفيروس كورونا قبل الانتخابات، تمهيدًا لاستخدامه تجاريًا.

ودفعت الولايات المتحدة الأمريكية 10 مليار دولار لتمويل جهود لإنتاج لقاح لمواجهة فيروس كورونا المُستجد كوفيد_19، وهي 6 جهود تخص إدارة الرئيس الحالي، تمهيدًا لطرح لقاحات لفيروس كورونا المُستجد تجاريًا.

شركات الأدوية الأمريكية تنفي علاقتها بانتخابات الرئاسة

وبرأت شركات الأدوية ذمتها من تلك الضغوط، مؤكدة تعهدها في بيان تعتزم إطلاقه قريبًا، حسبما أوضحت تقارير صحفية أمريكية، تُشير خلالها إلى أنها لن تحصل على موافقة الحكومة الأمريكية باستخدام لقاح تجاريًا، إلا بعد انتهاء جميع اختبارات الأمان والفعالية الخاصة باللقاح، ما يعني نفي تلك الشركة أي علاقة لما تجريه من اختبارات لعدة لقاح بموعد انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وتأتي نية الشركات كخطوة بثت الطمأنينة في نفوس الجماهير المتشوقة لأية أخبار عن اللقاح، خاصة وأن الضغوط السياسية ألقت مخاوف في قلوب المرضى من التعامي عن خطورة إنتاج لقاح لا يحظى باختبارات كافية في مقابل تحقيق أرباح انتخابية.

ودعت الشركات الجمهوريين والديمقراطيين إلى أن يبتعدا عن خلط السياسة بالعلم، وأن يضعا كل ألاعيب السياسة جانبًا في مسألة اللقاح. 

شركات أمريكية تُنتج لقاحاً لكورونا

ومن المتوقع بحسب صحف أمريكية أن تٌشارك شركات فايزر وجونسون آند جونسون وموديرنا وسانوفي في التعهد بعدم استخدام أي لقاح بشكل تجاري، قبيل انتهاء الاختبارات.

ويتلخص بيان التعهد، في أن الشركات لن تحصل على ترخيص الاستخدام إلا في حالات الطواريء، أو موافقة حكومية بناء على دلائل طبية تتعلق بالأمان والفعالية لا السياسة.

ماعلاقة منظمة الصحة العالمية والانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

وخرجت مخاوف من تأثر منظمة الصحة العالمية بهذه الضغوطات السياسية، فيُدلل الخبراء على ذلك، بموافقة المنظمة في مارس الماضي على استخدام عقاقير كلوروكين وهيدروكسي كلوروكوين الخاصة بمرض الملاريا في محاولة علاج مرضى فيروس كورونا، بتوجيه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تحدث في عدة مؤتمرات صحفية عن فاعلية تلك الأدوية.

لكن المنظمة بعد أن وقعت في هذا اللغط السياسي، عادت وسحبت موافقتها على تلك الأدوية بعد 3 شهور في يونيو الماضي، بعد ظهور أدلة تؤكد أن أدوية الملاريا قد تؤدي إلى أمراض بالقلب، وترفع من احتمالات الوفاة لبعض مرضى فيروس كورونا المُستجد كوفيد_19.

وفي أغسطس الماضي، اعتذر مفوض إدارة الغذاء والدواء عن تصريحاته بشأن فوائد البلازما في علاج مرضى كورونا، ما عرضه لسيل من الانتقادات العلمية.

فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية

وبحسب التقارير الصحية الصادرة عن الجهات المعنية فهناك 6.3 مليون مُصاب بفيروس كورونا المُستجد كوفيد_19 بالولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث توفيّ 189 ألف شخص من الوباء.