ما هي بيئة العمل وأهم أنواعها؟

  • تاريخ النشر: الخميس، 23 مايو 2024
ما هي بيئة العمل وأهم أنواعها؟

ما هي بيئة العمل الصالحة التي يجب أن تختارها؟ قبل أن تختار وظيفتك يجب أن تتأكد من أن بيئة العمل التي ستنتمي إليها من البيئات الآمنة، وذلك لأن العمل الإيجابي يخرج أفضل ما فيك من مهارات وإمكانيات، وهو عكس ما تقوم به البيئة السامة التي يجب أن تتجنبها، لذلك تعرف على أنواع بيئات العمل المختلفة وكيفية الفوز بأفضلها.

ما هي بيئة العمل وأهم أنواعها؟

ما هي بيئة العمل؟

لا يمكن لأي عمل أن ينجح بدون وجود بيئة عمل ناجحة، لذلك تعتبر من أهم الجوانب التي يشملها العمل فهي التي تحدد مدى التفاعل بين الموظفين ونوع هذا التفاعل سواء إيجابي أو سلبي، بالإضافة إلى مدى إنتاجيتهم والرضا الوظيفي والعديد من العوامل التي لا تظهر إلا بسبب نوع البيئة المحاط بها العاملين في المؤسسة.

تتخطى بيئة العمل المعنى الحرفي للكلمة والذي يعني توفير مكان للعاملين لأداء مهامهم من خلاله، لتصبح الأجواء المحيطة بهذا المكان والروح التي تديره وانعكاسًا كاملًا لثقافة وأداء الإدارة في العمل.

أنواع بيئة العمل

تتعدد أنواع بيئات العمل التي يمكنك العمل بها، والتي تحمل بعضها إيجابيات فيما لا تنم الأخرى سوى عن السلبيات ومن هذه الأمثلة ما يلي:

بيئة العمل التقليدية

تعتمد تلك البيئة على وضع المكاتب للموظفين في تسلسل محدد ومنظم مع التميز بالروتين في الديكور والأشكال، وغالبًا ما تعثر على هذا النوع من البيئات في مكاتب المحاماة والبنوك والمؤسسات التي تعمل بشكل منتظم ورتيب.

غالبًا ما تتسبب في ظهور الروتين والملل وتقليل التعاون والتواصل بين الموظفين وبعضهم البعض، كما تفتقد تلك البيئة إلى المرونة.

بيئة العمل عن بعد

تختلف تلك البيئة عن البيئة التقليدية، فيمكن لمن يعمل عن بعد تنظيم مكانه كما يحب والبعض يفضل تخصيص مكان يعمل به براحة ومرونة.

قد يسمح للآخرين بمشاركته نفس المكان للعمل أو التعاون مع الآخرين في نفس العمل مع وجود روح مرحة في المكان، ولكن في حالة عدم وجود آخرين، وكان العمل وحدك عن بعد سوف تبرز عيوب تلك الطريقة التي أولها الانعزال والشعور بالوحدة وبعض الملل، كما إنها تمحي الخطوط الفاصلة بين الحياة الشخصية والعمل.

بيئة العمل المختلطة

تعتبر تلك البيئة جسرًا واصلًا بين بيئة العمل عن بعد والعمل التقليدي، فبعض الشركات مثل مايكروسوفت على سبيل المثال تمنح موظفيها حرية العمل من المكتب أو من مكان آخر عن بعد وهو ما يتيح الاستمتاع بمزايا الجانبين أكثر من التطرق إلى سلبياتهما وهو ما يزيد من التعاون والتوازن في العمل.

يواجه هذا النوع من بيئات العمل بعض التحديات مثل التوفيق بين أفراد الفريق بسبب اختلاف المواقع الجغرافية لهم في بعض الأحيان أو عدم قدرتهم على التواجد في نفس المكان في الوقت نفسه.

بيئة العمل المرنة

تختلف تلك البيئة عن أي نوع آخر وذلك لتمتعها بالمرونة الكاملة في العمل وهي البيئة المفضلة لدى شركات التكنولوجيا المتقدمة مثل شركة جوجل وغيرها، فهي شاملة للعديد من أنواع بيئات العمل مع توفير الاحتياجات المتطورة للعمل والموظفين، وهو ما يجعلهم يعملون في أجواء مناسبة تلبي كافة احتياجاتهم.

يمكن للموظف اختيار عدد الساعات التي يريد العمل بها مع تنسيق مواعيد العمل مع الآخرين بمرونة، وهو ما يقلل من عدد مرات تغيب الموظفين عن العمل.

بيئة العمل التعاوني

يدور العمل في هذه البيئة حول التعاون بين الفريق والعمل الجماعي مما يمهد الطريق لتبادل المعرفة والخبرة والحصول على المزيد من التعلم، وتميل المؤسسات التي تعتمد على الإبداع في العمل إلى استخدام هذه البيئة.

إذا تم تنفيذ بيئة العمل التعاوني بالشكل الصحيح سوف تحصل على نتاج خلاق لتجمع أفكار الفريق معًا مما يعزز من قدراتهم لتحقيق أهداف العمل وأكثر.

يمنح هذا النهج الجميع تجربة عمل مُرضية ويخرج كل فرد منها وهو مُحمل بالنتائج والتطورات المبهرة.

بيئة العمل التنافسية

 تركز تلك البيئة على الأفراد العاملين بها حيث يتنافس بعضهم مع البعض الآخر للوصول إلى أعلى المراتب أو تسليم المهام في الموعد المحدد، وتعتمد على التنافس هذا لإخراج أفضل ما في الموظفين من قدرات ومهارات.

يمكن أن تعثر على هذا النوع في أقسام المبيعات والمؤسسات التي تقيم الموظفين بناء على الأفضل وتمنحهم المكافآت والحوافز بناء على ذلك.

تعترف تلك البيئة بالإنجازات الفردية ويتم الاحتفاء بها مما يزيد من الرغبة في التنافس.

بيئة العمل الإبداعية

تشجع هنا البيئة على الإبداع وابتكار الأفكار الجديدة والتفكير خارج الصندوق، مما يزيد من جودة العمل، ويظهر ذلك جليًا في شركات التكنولوجيا ولدى مصممين الجرافيك والمصورين وما إلى ذلك.

يحتاج الموظفون في هذه البيئة إلى الدعم والانفتاح، مما يؤدي إلى الموازنة بين نتائج العمل المرغوب بها والإبداع الواقع.

بيئة العمل العقابية

من أكثر البيئات صرامة في التعامل مع الموظفين، ويكون لديهم إفراط في إدارة الجزاءات التي توقع على المخطئ حتى وإن كان الخطأ يمكن التغاضي عنه.

تعتمد تلك البيئة على تحفيز الموظفين من خلال استفزازهم لتجنب العقاب لا عن طريق الدعم، ويمكن أن ينجح هذا الأمر في بعض الأحيان، لكنه بالتأكيد يمثل ضغطًا كبيرًا على الموظفين من الناحية النفسية ولا يقدر بعض السقطات التي من الممكن أن يقع بها الفرد، مما يؤدي في النهاية إلى إعاقة الفرد وتقليل إنتاجيته.

البيئة العملية

تضع الكفاءة مقدمة على كل شيء فهي تهتم بتطبيق الجودة على أعلى مستوى بالعمل والوصول إلى أعلى الكفاءات على مستوى المنتج أو الخدمة أو الموظف العامل، وعلى الجانب الآخر تعتمد على تبسيط الأمور وتقليل الهدر وتعزيز عمل العقل.

تفتقر تلك البيئة إلى الإبداع في العمل بسبب التركيز على النتائج العملية للعمل.

كيف نخلق بيئة عمل إيجابية؟

تعمل بيئة العمل المناسبة على تعزيز الراحة والكفاءة للموظفين مما يزيد من رضاهم الوظيفي ويرفع الإنتاجية دون جهد، وذلك عن طريق التأثير على مواقف الموظفين وسلوكياتهم وأدائهم، فيمكن لبيئة العمل المصممة جيدًا أن تساهم بشكل كبير في نجاح المؤسسات ككل، وإليك طريقة تنفيذ بيئة عمل إيجابية:

تعزيز التواصل المفتوح

يجب أن تشجع الموظفين لديك على التواصل المستمر مع بعضهم البعض ومع بقية الموظفين، مما يؤدي إلى ظهور بيئة آمنة للتعبير عن الأفكار والمخاوف.

يمكن أن تقوم بالتواصل مع العاملين لديك من خلال عدة قنوات أولها الاجتماعات الدورية أو عمل استطلاعات رأي أو ترك صناديق لوضع المقترحات سواء على أرض الواقع أو أون لاين عن طريق بريد إلكتروني للشكاوى.

التقدير والاحترام

عبر عن تقديرك للموظفين بانتظام وبأسلوب محترم سواء كان التعبير معنوي أو على شكل مكافآت توضح مدى تقديرك لهم، كما يجب أن تعامل الجميع بمساواة وعدم المساس بكرامتهم بغض النظر عن منصبهم أو خلفيتهم الاجتماعية.

التشجيع على العمل الجماعي والتعاون بين الموظفين من الخطوات المهم التركيز عليها لأنها تعزز الثقة والاحترام.

توفير فرص التطوير والتعلم

يجب أن يشعر الموظف أنه قادر على تعلم كل ما هو جديد من خلال عمله، لذلك وفر الفرص المتاحة لتنمية المهارات المختلفة لديه واستثمر في التطوير المهني الذي سيفيد العمل على المدى البعيد.

يمكن لموظفين تعليم أنفسهم ذاتيًا إذا وفرت لهم الأجواء المناسبة والأوقات لتطوير مهاراتهم، كما يمكنك منحهم فرصًا لتولي مهام جديدة وتحديات لم يخوضوها من قبل.

الموازنة بين العمل والحياة الاجتماعية

تعتبر بيئة العمل من البيئات الإيجابية إذا تمكن موظفوها من الموازنة بين العمل والحياة الاجتماعية، وذلك عن طريق تشجيعهم على أخذ فترات راحة منتظمة خلال يوم العمل، وتقدير ساعات العمل بما يتناسب مع المهام المطلوبة، بالإضافة إلى تلبية احتياجات الموظفين، مثل إمكانية العمل عن بعد أو جدولة ساعات العمل بشكل مرن، وأخيرًا دفع المال الجيد مقابل العمل.

تهيئة بيئة عمل مريحة

تأكد من أن بيئة العمل آمنة ومريحة ونظيفة، من خلال توفير جميع الأدوات والمعدات اللازمة للقيام بالعمل بأفضل صورة ممكنة، وتوفير سبل الإضاءة التي تساعد على العمل دون انزعاج وما إلى ذلك.

معالجة المشكلات بشكل عاجل

يجب أن تحث الموظفين على التحدث إليك في حال وقوع أي مشكلة لحلها على الفور دون انتظار مرور الوقت وتفاقمها، ثم عالج المشكلات بشكل سريع وعادل ولا تتهرب منها أو تعاملها كأنها لم تكن لأن ذلك يؤثر على تحدث الموظفين إليك المرة القادمة عما يزعجهم.

التقدير

خصص وقتًا للاحتفال بإنجازات الموظفين، سواء كانت إنجازات فردية أو جماعية فهذا يشعرهم بتقدير عملهم وإنجازاتهم التي قاموا بها على مدار الوقت، كما أنه يخلق جوًا من المرح في العمل.

طلب الملاحظات والتقييم

اطلب من الموظفين تقييم بيئة العمل بشكل دوري، وهذا الأمر سيجعلهم يقيمون سير بيئة العمل وهل تتراجع أم تتقدم واستخدم هذه الملاحظات من أجل تطوير البيئة بالكامل لصالح العمل وزيادة الإنتاجية.

يجب أن تُفرق بين المشكلات العامة والفردية لأن بعض الأمور قد تكون معقدة لأفراد وسلسة للآخرين.

ما هي بيئة العمل وأهم أنواعها؟

بيئة العمل السامة

تجنب بعض الأمور التي تحول بيئة العمل لديك إلى بيئة سامة تطرد الموظفين بدلًا من التمسك بهم، حيث من مواصفات البيئة السامة للعمل ما يلي:

التسلط والتحكم

يتحكم المدير بشكل كبير في جميع جوانب العمل، ولا يُعطي الموظفين أي حرية أو استقلالية؟ من هنا تبدأ البيئة السامة في العمل، لذلك لا تسير على هذا النهج خلال التعامل مع موظفيك.

نقص التقدير والتشجيع

في البيئات السامة للعمل لا يقدر المدير جهود الموظفين وإنجازاتهم، ولا يشجعهم على تطوير أنفسهم، بل على العكس من الممكن أن يقلل منهم حتى لا يشعرون بالراحة في العمل، ويظلوا يسعون للحصول على رضاه.

التحيز والتمييز

يعامل المدير الموظفين بشكل غير منصف ومتحيز للبعض ضد البعض الآخر، وهو ما يشعر البعض بالغضب والاستياء والحقد في بعض الأحيان، فإذا كنت تتبع سياسة فرق تسد، يجب أن تفكر أكثر من مرة لأن ذلك يفسد عليك الأمر كله.

التعرض للمضايقات أو التنمر

يتعرض الموظفين للتنمر أو المضايقات من قِبل زملائهم أو رؤسائهم في العمل ولا يستطيعون توفير سبل الأمن والسلامة سواء على المستوى النفسي أو غيره، يعتبر ذلك من العلامات المميزة لبيئة العمل السيئة.

أعباء العمل المفرطة

كثرة المهام والمشاريع المطلوبة من الموظفين تعرضهم إلى ضغوطات كبيرة، مما يشعرهم بالتعب والإرهاق المستمر، وهناك أيضًا منح الموظف وقت أقل من حجم المهمة الموكل بها أو نقص الموارد الداعمة له خلال العمل والتي تجعله يعاني حتى ينجز المهام بالكامل.

عدم وجود فرص للترقية

يشعر الموظف هنا أنه لا يتحرك للأفضل مهما فعل، وتؤثر البيئة الراكدة هنا على أدائه في العمل وإنتاجيته، مما يسرب إليه الملل والجمود وعدم القدرة على الخروج من هذه الحالة.

الشعور بعدم الرضا عن العمل

لا يشعر الموظف بالرضا عن عمله أو مساهماته، مما يؤدي إلى انخفاض الدافع والإنتاجية، لذلك ابتعد عن أي بيئة تظهر هذا الجانب من شخصيتك، وابحث فقط عن تلك التي تخرج أفضل قدراتك وتعززها.

لا يشعر الموظفون بعدم الرضا عن الأعمال التي لا يجيدونها فقط، بل عن تلك التي تكون أقل بكثير من إمكانياتهم لشعورهم أنه من الأفضل أن يرحلوا أو أن هذا المكان ليس مكانهم.

تعرفنا سويًا على ما هي بيئة العمل وكيف يمكنك الفوز ببيئة عمل إيجابية دون التورط في الأمور التي تعرقل مسيرتك المهنية مثل البيئات الراكدة أو غير المحفزة على العمل، وأيضًا كيفية اختيار البيئة الإيجابية التي تتوعد مستقبلك بالعناية والتفوق على مدار الوقت.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة