انخفاض أسعار النفط وسط مخاوف فائض الإمدادات وترقب لمحادثات أوكرانيا
التوترات الحالية وتأثير العقوبات الروسية على فائض النفط العالمي المتوقع حتى عام 2026
تراجعت أسعار النفط في تعاملات الثلاثاء، مع تزايد القلق بشأن فائض الإمدادات العالمية، رغم استمرار التوترات المتعلقة بالعقوبات المفروضة على الشحنات الروسية في ظل تعثر محادثات السلام بين موسكو وكييف.
تراجع في خام برنت وغرب تكساس
وسجّل خام برنت انخفاضًا بمقدار 20 سنتًا، أو 0.3%، ليصل إلى 63.17 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 10:22 بتوقيت غرينتش.
كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ16 سنتًا، أو 0.3%، مسجلًا 58.68 دولارًا للبرميل.
وكان الخامان قد حققا مكاسب بلغت 1.3% في جلسة الاثنين مع تصاعد الشكوك حول الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب الروسية الأوكرانية.
توقعات بفائض كبير في سوق النفط خلال 2026
ورغم القلق من استمرار العقوبات على صادرات موسكو، تشير التوقعات إلى أن أسواق النفط تتجه نحو فائض في الإمدادات خلال عام 2026، مع نمو المعروض بوتيرة تتجاوز الزيادة المتوقعة في الطلب.
وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي الأسواق في "فيليب نوفا"، إن "الخطر الأكبر في المدى القريب يتمثل في فائض المعروض، والأسعار الحالية تبدو حساسة للغاية لهذا السيناريو".
وبسبب العقوبات المفروضة على شركتي روسنفت ولوك أويل، إلى جانب القيود الأوروبية على المنتجات المكررة من الخام الروسي، خفّضت عدة مصافٍ هندية، وبينها شركة "ريلاينس" الخاصة، مشترياتها من النفط الروسي.
تحركات روسية لتوسيع صادرات النفط إلى الصين
ومع تقلّص خيارات البيع أمام موسكو، تتحرك روسيا لزيادة صادراتها النفطية إلى الصين. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الثلاثاء، إن بلاده تجري مباحثات مع بكين لزيادة الإمدادات.
وأوضح محلل UBS جيوفاني ستاونوفو أن الأسواق ما زالت تقيّم تأثير العقوبات الغربية الأخيرة على صادرات النفط الروسية، وسط حالة من عدم اليقين حول مدى تأثيرها الفعلي على التدفقات النفطية.
تقارير: فائض قد يصل إلى مليوني برميل يوميًا في 2026
وتوقّع بنك دويتشه، في تقرير صدر الاثنين، أن يشهد عام 2026 فائضًا لا يقل عن مليوني برميل يوميًا، دون وجود مؤشرات واضحة على عودة السوق إلى حالة العجز حتى عام 2027.
وقال المحلل مايكل شو إن "المسار نحو عام 2026 ما يزال يتسم بالاتجاه الهبوطي الواضح".
ورغم أن غياب اختراق في محادثات السلام يمنح الأسعار بعض الدعم، فإن هذا التأثير يتراجع أمام توقعات تباطؤ السوق خلال العام المقبل. ويُتوقع أن يؤدي أي اتفاق بين موسكو وكييف إلى رفع العقوبات عن روسيا، ما قد يفتح الباب أمام تدفقات جديدة من النفط للسوق العالمية.
وتلقى الأسواق دعمًا من توقعات متزايدة بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقرر في 9-10 ديسمبر، بعد إشارات إيجابية من عدة أعضاء في المجلس.
ومن شأن خفض الفائدة تنشيط النمو الاقتصادي وتعزيز الطلب على الطاقة.
وقالت ساشديفا إن "سوق النفط يعيش حالة صراع بين مخاوف فائض المعروض من جهة، وتوقعات الطلب المدعومة بسياسات نقدية أكثر تيسيرًا من جهة أخرى".