بعد 40 عامًا.. أول وريث ذكر يبلغ الرشد في العائلة الإمبراطورية اليابانية
الأمير هيساهيتو يواجه تحديات الخلافة وسط جدل حول مستقبل الإمبراطورية اليابانية وحتمية إصلاح قوانين الوراثة.
دخل الأمير الياباني هيساهيتو، حفيد العائلة الإمبراطورية، مرحلة جديدة في حياته بعد احتفال رسمي أقيم في طوكيو بمناسبة بلوغه سن الرشد، ليصبح أول وريث ذكر يصل إلى هذه المرحلة منذ 40 عامًا.
لكن وراء هذه اللحظة التاريخية يلوح قلق عميق من احتمال أن يكون الأمير الشاب آخر أمل في استمرار العرش الياباني.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أزمة الخلافة في العرش الياباني
هيساهيتو، البالغ من العمر 19 عامًا، هو الابن الوحيد لولي العهد الأمير أكيشينو وزوجته الأميرة كيكو، ويأتي في المرتبة الثانية على "عرش الأقحوان".
إلا أن غياب ورثة ذكور بعده يثير جدلًا واسعًا حول مستقبل أقدم ملكية وراثية في العالم، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1500 عام.
ويرى خبراء أن تمسك اليابان بقانون الوراثة الذكوري، المقر منذ القرن التاسع عشر، يضع المؤسسة الإمبراطورية في مأزق حقيقي، خصوصًا مع تقدم الورثة الحاليين في العمر.
@elonmusk Prince Hisahito of Japan held his coming-of-age ceremony. He donned a crown in the traditional manner and reported to the ancestral gods. It was like a scene from a movie. pic.twitter.com/yvcRfpgpqE
— 仏塔(stupa) (@wheyh) September 6, 2025
شخصية الأمير وهواياته
الأمير هيساهيتو يدرس علم الأحياء في جامعة تسوكوبا قرب طوكيو، ويُعرف بشغفه بالحشرات وخاصة اليعاسيب.
وقد شارك في إعداد ورقة بحثية علمية عن التنوع البيئي في حدائق قصره، كما يمارس رياضة كرة الريشة ويظهر بصورة شاب متواضع بعيد عن الأضواء.
شهدت طقوس بلوغ هيساهيتو سن الرشد أجواءً مهيبة، حيث ارتدى زيًا تقليديًا وتسلّم تاجه الرسمي من مبعوث الإمبراطور ناروهيتو، قبل أن يستقل عربة ملكية تقليدية للصلاة في الأضرحة داخل القصر الإمبراطوري.
كما حصل على وسام "الوشاح الأكبر من وسام الأقحوان الأعظم"، أرفع وسام في اليابان، وزار أفراد العائلة الإمبراطورية ليتلقى مباركاتهم.
جدل مستمر حول إصلاح قوانين الوراثة
قضية الخلافة تثير جدلًا واسعًا داخل اليابان، إذ يطالب جزء كبير من الشعب بالسماح للأميرة أيكو، ابنة الإمبراطور ناروهيتو الوحيدة، بخلافة والدها، لكن القانون الحالي يمنع تولي النساء العرش.
وكانت الحكومة قد درست عام 2005 السماح بالوراثة الأنثوية، إلا أن ولادة هيساهيتو أوقفت هذه النقاشات.
ومع تصاعد المخاوف من انقطاع السلالة الذكورية، يضغط خبراء وسياسيون لإعادة النظر في القوانين، معتبرين أن بقاء العرش أصبح قضية وطنية تمس وحدة اليابانيين.
مع بلوغ الأمير هيساهيتو سن الرشد، يُنظر إليه اليوم باعتباره الحامل الوحيد لمستقبل العرش الياباني، في ظل تراجع أعداد الورثة الذكور.
ويرى محللون أن استمرار التمسك بالوراثة الذكورية فقط قد يعرض استمرارية الإمبراطورية للخطر، ويضع الدولة أمام تحديات غير مسبوقة في تاريخها الحديث.