أحمر الشفاه: اختُرع قبل 5 آلاف عام وشجعه الرجال للسيطرة على السياسة

استخدمته النساء سراً في العصر الفيكتوري، وصُنع مخصوصاً لكليوباترا من الخنافس.. ظل رمزاً للتمرد النسائي، وشجعه الرجال فقط لفرض سيطرتهم على السياسة.. تعرفوا معنا في هذا الموضوع على تاريخ صناعة أحمر الشفاه عبر الزمان.

اختراع أحمر الشفاه منذ 5 آلاف عام

يعود تاريخ اختراع واستخدام أحمر الشفاه إلى بلاد ما بين النهرين، والتي تُعرف بالعراق اليوم، وذلك منذ نحو 5000 عام، حيث كانت النساء تطحن نوعاً من الأحجار الكريمة، وتضعها على شفاهها، وأحياناً حول العين، لغرض التجميل.

القدماء المصريون وأحمر شفاه سام

وأيضاً وُجدت هذه العادة لدى حضارة وادي السند في باكستان اليوم، كما أن المصريين القدماء قد اخترعوا نوعاً من أحمر الشفاه ذي اللون الأحمر المائل للبنفسجي، وقد صنعوه من أعشاب البحر واليود والبرومين، والذي كان نوعاً ساماً من احمر الشفاه، ويؤدي لمضاعفات خطيرة على الجسم.

أحمر شفاه لكليوباترا من الخنافس

في حين ان كليوبترا قد استخدمت أحمر شفاه مصنوعاً من نوع من الخنافس، ليعطي صبغة حمراء داكنة، بإضافة نمل ومادة مستخرجة من صدف إحدى الحيوانات البحرية، وبالطبع اقتصرت هذه الطريقه على الملوك فقط.

الزهراوي وأول أحمر شفاه صلب

وفي حوالي القرن الحادي عشر، قام العالم العربي أبو القاسم الزهراوي باختراع أول أحمر الشفاه صلب.

انتشر في إنجلترا في عصر إليزابيث الأولى

وخلال القرن السادس عشر ميلادي، انتشر استخدام أحمر الشفاه في إنجلترا خلال فترة حكم إليزابيث الأولى، حيث كان أحمر الشفاه يُصنع من شمع النحل وصباغ نباتي أحمر.

أصبح طبيعياً أكثر

وبحلول القرن الثامن عشر، اعتمد تصنيع احمر الشفاه إلى الألوان الطبيعية أكثر في معظم أوروبا، فبدأ إدخال الشمع ونخاع الحيوان إلى لون الشفاه في هذا الوقت.

لا مكياج لنساء الطبقة العليا

وفي العصر الفيكتوري، وقبل بداية القرن العشرين، كان المكياج في أوروبا مرتبطاً بالممثلات والنساء ذوات الأخلاق المشكوك فيها، والبغايا، فكانت نساء الطبقة العليا لا تضعن أي مكياج، وأصبح أحمر الشفاه محظور إلى حد كبير في الأوساط الاجتماعية، لذلك كانت تستخدمه النساء سراً، وفكرن في طرقاً أخرى لإنشاء شفاه فاتنة صحية.

شفاه حمراء بالقرص والعض

فكان ذلك عن طريق القرص أو العض أو الفرك بأشياء مختلفة، وأصبحت مراهم الشفاه المرطبة هى الوسيلة الشائعة لتضميد الشفاه.

أحمر الشفاه رمزاً للتمرد

وفي الواقع، أصبح أحمر الشفاه رمزاً للتمرد النسائي في هذا الوقت، فبدأت النساء في تحرير أنفسهن من أن يقال لهن ما يجب القيام به طوال الوقت، إنهم يناضلون من أجل المساواة في الحقوق والتصويت البرلماني.

طريقة للسيطرة على الحياة الشخصية

فكانت المرأة ترى أن وضع أحمر الشفاه هو عمل تحد، وطريقة للسيطرة على حياتهم وأجسادهم.

الموضة بديل عن السياسة

وبحلول مطلع القرن العشرين، استمر استخدام أحمر الشفاه من قبل الممثلات داخل وخارج المسرح، كما إزدادت شعبية مجلات الموضة، مع تدفق مستمر للإعلانات، ومميزات المظهر الجديد العصري، وكان يسعد الرجال تماماً في تلك الفترة أن النساء يهتمن بالموضة أكثر من السياسة.

مساواة الرجل والمرأة وأحمر شفاه بدون حدود

وفي عام 1914 م، تم إنتاج أول مستحضرات التجميل المستخدمة في السينما، وكانت أخف من مكياج المسرح، وكانت الخطوة الأولى نحو صناعة تجارية حديثة.

وخلال الحرب العالمية الأولى، كانت المرأة أكثر تواجداً في مكان العمل، وتكتسب الثقة والاستقلال، فيمكنهم فعل أي شيء يمكن للرجال القيام به، وكانوا يشترون المزيد من مستحضرات التجميل بدخلهم الجديد.

أول وعاء معدني لأحمر الشفاه

 وفي عام 1915 م، أطلق موريس ليفي أول وعاء معدني لأحمر الشفاه بأسعار معقولة للنساء العاديات.

نكهات جديدة

كما تم اختراع مرهم للشفاه بنكهات مختلفة.

التأثر بالأفلام السينمائية

وخلال الحرب العالمية الثانية، بدأ انتشار استخدام أحمر الشفاه كمادة أساسية للتجميل، تأثراً بالأفلام السينمائية، واستمر هذا الحال بين بنات حواء إلى يومنا هذا.