التحكم في المشاعر.. هذه النصائح تُمكنك من السيطرة على مشاعرك

يمكن أن يكون للمشاعر تأثير كبير على حياتنا. تؤثر حالتنا العاطفية على كلماتنا وتصرفاتنا، بالإضافة إلى نوعية الحياة التي نعيشها. على سبيل المثال، يميل الأشخاص السعداء الذين يشعرون بمشاعر إيجابية إلى أن يكونوا بصحة بدنية أفضل من أولئك الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق.

أهمية التحكم في المشاعر

تلعب المشاعر دورًا أساسيًا في ردود أفعالك، باعتبارها استجابتك المحسوسة لموقف معين، عندما تكون منسجمًا ومتوافقًا مع مشاعرك، فإنك تستطيع تحقيق العديد من الفوائد والنتائج الهامة، مثل: القدرة على صناعة القرارات بفاعلية، نجاح العلاقات، القدرة على العناية بالنفس.

من ناحية أخرى، يمكن للمشاعر أيضًا  أن تؤثر سلبًا على صحتك العاطفية وعلاقاتك الشخصية عندما تبدأ مشاعرك في الخروج عن سيطرتك. يرى الخبراء أن أي عاطفة، حتى الابتهاج أو الفرح أو غيرها من المشاعر التي تراها إيجابية عادةً، يمكن أن تشتد إلى درجة يصعب معها التحكم فيها.

تُشير مهارات إدارة المشاعر إلى القدرة على السيطرة على مشاعرك. لتنمية مهارات إدارة المشاعر، لا يكفي الانفتاح على أفكار ومشاعر الفرد. يجب أن تتمتع بسلطة كاملة في تغيير أفكارك ومشاعرك التي تتولد عندما تتأثر بأفعال شخص أو حدث ما. هذا مهم لأن التغيير في أفكارك هو ما يساعد في تغيير مشاعرك، ويمنع نوبات رد الفعل العصبية والحادة.

السؤال الحقيقي هو: كيف تتفاعل مع المواقف العصيبة المختلفة التي قد تمر بها في حياتك؟ هل يمكن لردود الفعل مثل الصراخ أو الاختباء في زاوية أو تشتيت الانتباه عن طريق ممارسة الألعاب، أن تُقدّم حلًا للأزمة؟ الجواب: بالطبع، لا! في العمل، تميل مثل هذه السلوكيات إلى تقويض سمعتك المهنية بالإضافة إلى تقليل كفاءة العمل والإنتاجية. ومن ثم، فإن إدارة المشاعر هي مهارة مهمة لتحقيق النجاح في مهنتك. تساعدك السيطرة على مشاعرك على إدارة ردود أفعالك، من خلال التقليل من أهمية أحد المشاعر، الذي قد لا يكون مناسبًا، والإفراط في التأكيد على شعور آخر قد تشعر أن المهمة لا يمكن إنجازها بدونه.

نصائح تُمكنك من التحكم في مشاعرك

هناك بعض النصائح التي يُمكنك الاستعانة بها للتحكم في مشاعرك، منها:

• تعرّف على تأثير مشاعرك: من الطبيعي تمامًا تجربة بعض الإرهاق العاطفي في بعض الأحيان، إذًا، كيف تعرف أن هناك مشكلة؟ قد تؤدي المشاعر التي تخرج عن السيطرة بانتظام إلى: العلاقات المضطربة أو الصراع في الصداقات، صعوبة التواصل مع الآخرين، مشكلات دائمة في العمل أو المدرسة، نوبات جسدية أو عاطفية. حاول تقييم كيفية تأثير مشاعرك الخارجة عن السيطرة على حياتك اليومية. سيسهل هذا تحديد مجالات المشاكل والعمل على حلّها.
• أعرف أن الهدف هو تنظيم مشاعرك وليس قمعها:عندما تقوم بقمع مشاعرك، فإنك تمنع نفسك من اختبار المشاعر والتعبير عنها. يمكن أن تقوم بقمع مشاعرك هذا بوعي أو بدون وعي. لكن الثابت هنا هو أنه سواء أكان قمعك لمشاعرك بوعي أو بدون، فإنه يسهم في ظهور أعراض الصحة العقلية والجسدية، بما في ذلك: القلق، الكآبة، مشاكل النوم، توتر العضلات وآلامها، صعوبة في إدارة التوتر. يتضمن التعبير العاطفي الصحي إيجاد بعض التوازن بين المشاعر الغامرة وعدم وجود مشاعر على الإطلاق.
• تحديد ما تشعر به: يمكن أن يساعدك قضاء بعض الوقت في التحقق مع نفسك بشأن حالتك المزاجية في البدء في استعادة السيطرة. يساعدك قبول المشاعر فور ظهورها على الشعور براحة أكبر معها. تسمح لك زيادة راحتك حول المشاعر الشديدة بالشعور بها تمامًا دون الرد بطرق شديدة وغير مفيدة.
• مارس الرعاية الذاتية: يمكن أن تتأثر الوظائف الأساسية بسبب قلة النوم وزيادة التوتر والشعور بالوحدة. للحصول على علاقة صحية مع عواطفك، فإن المفتاح هو الحفاظ على صحتك بشكل عام والذي يبدأ بالرعاية الذاتية. لقد ثبت مثلًا أن قلة النوم يمكن أن تضعف التنظيم الذاتي، مما يعني أنه قد يكون لديك سيطرة أقل على ردود أفعالك تجاه مشاعرك، وهذا هو السبب في أنك تكون سريعًا وعصبيًا عندما تكون متعبًا. في بعض الأحيان، يمكن لمشاعرك السلبية أن تمنعك من النوم، مما يخلق حلقة مفرغة تزيد من تعزيز المشكلة. حاول خلق روتينًا هادئًا تتبعه في المساء ليساعدك على النوم، وإذا فشلت تمامًا يُمكنك الاستعانة بمتخصص.
• حافظ على علاقات صحية: يمكننا أيضًا استخدام العلاقات الصحية لتنظيم المشاعر من خلال وجود صديق موثوق به أو أحد أفراد أسرتك الذي تثق به، هذا هو السبب في أنك عادة ما تشعر بتحسن بعد التنفيس مع صديق. يمكن أن يساعد التواصل الاجتماعي على تهدئة عقلك ويمكن أن يساعد أيضًا في تنظيم استجابتك الجسدية للمشاعر.