الأمين العام للأمم المتحدة يُحذر: الإنسانية قريبة من الإبادة النووية

  • تاريخ النشر: الخميس، 30 سبتمبر 2021
الأمين العام للأمم المتحدة يُحذر: الإنسانية قريبة من الإبادة النووية

في تحذير من حرب باردة جديدة محتملة، ناشد رئيس الأمم المتحدة الصين والولايات المتحدة لإصلاح علاقتهما التي وصفها بأنها "مختلة تماماً" قبل أن تمتد المشاكل بين الدولتين الكبيرتين وذات النفوذ إلى أبعد من ذلك إلى بقية الدول.

خلال تصريحات صحفية قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن القوتين الاقتصاديتين الرئيسيتين في العالم يجب أن تتعاونا بشأن المناخ وأن تتفاوضا بقوة أكبر بشأن التجارة والتكنولوجيا حتى في ظل الانقسامات السياسية المستمرة حول حقوق الإنسان والاقتصاد والأمن عبر الإنترنت والسيادة في بحر الصين الجنوبي.

مُضيفاً: "نحن بحاجة إلى إعادة تأسيس علاقة وظيفية بين القوتين"، داعياً إلى أن ذلك "ضروري لمعالجة مشاكل التطعيم، ومشاكل تغير المناخ والعديد من التحديات العالمية الأخرى التي لا يمكن حلها بدون علاقات بناءة داخل المجتمع الدولي، وخاصة بين القوى العظمى".

قبل عامين، حذر غوتيريش زعماء العالم من خطر انقسام العالم إلى قسمين، مع قيام الولايات المتحدة والصين بإنشاء قواعد داخلية، وعملات، وقواعد تجارية، ومالية منافسة بخلاف استراتيجياتهم الجيوسياسية والعسكرية الصفرية.

وكرر هذا التحذير حالياً، مضيفاً أن الاستراتيجيتين الجيوسياسية والعسكرية المتنافستين ستشكلان "مخاطر" وتقسم العالم. وبالتالي، يجب إصلاح العلاقة المتدهورة وسريعاً.

أكد غوتيريس: "نحتاج إلى تجنب حرب باردة بأي ثمن، لأنها رُبما ستكون أكثر خطورة وأكثر صعوبة في إدارتها من الحرب السابقة".

حرب نووية قد تكون قريبة

بدأت ما يسمى بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وحلفائه في الكتلة الشرقية والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين فور انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتهت بتفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991. لقد كان صداماً بين دولتين مسلحتين نووياً.

قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الحرب الباردة الجديدة قد تكون أكثر خطورة لأن الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. خلقا قواعد وحدود واضحة للكراهية، وكان كلا الجانبين مدركين لخطر التدمير النووي. وقال إن ذلك أنتج قنوات ومنتديات خلفية لضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة.

يُضيف غوتيريس: "أما اليوم، فقد أصبح كل شيء أكثر مرونة، وحتى الإجراءات التي كانت موجودة في الماضي لإدارة الأزمة لم تعد موجودة".

أكد غوتيريش إن التصدي لخطر الأسلحة النووية كان محورياً في عمل الأمم المتحدة منذ إنشائها؛ وقد سعى قرار الجمعية العامة الأول في عام 1946 إلى "إزالة الأسلحة النووية وجميع الأسلحة الرئيسية الأخرى القابلة للتكيف مع الدمار الشامل من التسلح الوطني".

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه على الرغم من أن العدد الإجمالي للأسلحة النووية في تناقص منذ عقود، إلا أن هناك حوالي 14000 سلاح مكدسة في جميع أنحاء العالم، والتي تواجه أعلى مستوى من المخاطر النووية منذ ما يقرب من أربعة عقود: "تعمل الدول على تحسين ترساناتها نوعياً، ونرى علامات مقلقة لسباق تسلح جديد ". وتابع الأمين العام للأمم المتحدة أن الإنسانية لا تزال قريبة بشكل غير مقبول من الإبادة النووية.

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، جميع الدول التي تمتلك التكنولوجيا النووية إلى التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، التي تم تبنيها في عام 1996، ووقعتها 185 دولة.

ومع ذلك، لكي تدخل معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية حيز التنفيذ، يجب أن يتم التوقيع والتصديق عليها من قبل 44 دولة تمتلك التكنولوجيا النووية، ثمانية منها لم تصدق بعد على المعاهدة: الصين، مصر، الهند، إيران، إسرائيل، جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. وباكستان والولايات المتحدة. قال غوتيريس: "لقد بقينا في هذه الحالة من النسيان لفترة طويلة جداً".

رد البيت الأبيض على تعليقات غوتيريس

صدّ البيت الأبيض بلطف انتقادات غوتيريس، فقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، لم يُصرح له بالتعليق علناً، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مستشاريه سعوا إلى إقامة حواجز حماية في المحادثات مع بكين لأنهم يعلمون أن هناك تداعيات عالمية على العلاقة بين الولايات المتحدة والصين.

وأضاف المسؤول أن بايدن ملتزم بالحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة على أعلى المستويات لضمان عدم خروج العلاقة عن السيطرة والتأثير سلباً على المجتمع الدولي الأوسع.

بينما كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب متمسكاً بسياسة "أمريكا أولاً"، أكد الرئيس جو بايدن، الذي ظهر لأول مرة كرئيس تنفيذي في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة التزام الولايات المتحدة بالمؤسسات متعددة الأطراف.

قال غوتيريش إن هناك اختلافاً تاماً في العلاقة بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة في عهد بايدن. كما أعرب جوتيريش عن أسفه لفشل الدول في العمل معاً للتصدي للاحتباس الحراري وضمان تلقيح الناس في كل دولة.