التنمر أنواعه وأسبابه وطرق الحماية منه

كيفية حماية الطفل من التنمر

  • تاريخ النشر: الأحد، 12 يوليو 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
التنمر

ربما يعد التنمر هو شكل الإساءة الأشهر الآن في أغلب المجتمعات، نظرا لأنه يحدث لخلل في شخصية المتنمر، ليتسبب في ضرر نفسي وربما جسدي لضحية التنمر، فما هي الأسباب والأنواع المختلفة للتنمر؟ وكيف يمكن حماية الضحية وعلاج الجاني منه؟

مفهوم التنمر

يعرف التنمر بأنه الإيذاء الذي يقوم به طرف بحق طرف آخر غالبا ما يكون أضعف منه على المستوى الجسدي أو الفكري، وسواء أحد الطرفين شخص واحد أو مجموعة.

تنتشر ظاهرة التنمر في أماكن مختلفة وبين أعمار عدة من البشر، إلا أن المدرسة تعتبر إحدى أشهر الأماكن التي يتعرض خلالها الأطفال الأصغر سنا أو حجما للتنمر من قبل الطلاب الأكبر عمرا، كما تشير الإحصاءات التي تؤكد أن 30% على الأقل من طلاب المدراس يتعرضوا للتنمر بصفة شبه مستمرة.

أسباب التنمر

تتعدد الأسباب التي تؤدي بشخص مهما كان عمره، إلى ممارسة سلوك التنمر المكروه ضد آخر، حيث يرى خبراء علم النفس أن تنمر الأطفال غالبا ما ينتج عن رغبة المتنمر في الاحساس بسيطرته، ولو على حساب طفل آخر.

أحيانا ما ينتج التنمر عن اضطراب في الشخصية وعدوانية زائدة، وربما يكشف في أحيان أخرى عن المعاناة من مرض نفسي مثل الاكتئاب.

على الرغم من أن العلم لم يربط بين التنمر وحده وبين الانتحار، فإن ذلك الإيذاء الجسدي أو النفسي قد يحفز الرغبة في التخلص من الحياة لدى ضحاياه إن إقترن بأزمات أخرى لديهم، ما يكشف عن خطورة التنمر وخاصة بين الأطفال الصغار الأقل تحملا للصدمات النفسية.

أنواع التنمر

ربما يعرف أغلبنا بأمر التنمر اللفظي الذي يعد أحد أشهر أشكال التنمر بين الأطفال والمراهقين، إلا أن هناك أكثر من نوع واحد للتنمر وفقا للباحثين.

  • التنمر الجسدي هو أول أنواع التنمر، والذي ينتشر بين الأطفال الصغار في العادة، ليشمل الاعتداء بالدفع أو بالضرب أو بأي من أشكال فرض واستخدام القوة.
  • التنمر اللفظي هو ذلك الاسلوب الذي يستخدم خلاله المنتمر بعض الألفاظ المزعجة تجاه الضحية، ليشمل ذلك الأسامي الساخرة أو المهينة، وربما مجرد تقليد حركة أو طريقة مشي ضحيته.
  • هناك أيضا التنمر في العلاقات، والذي يعني قيام مجموعة من الأفراد باستبعاد طرف من بينهم بغرض إزعاجه، ما يصبح أكثر قسوة عبر ترديد الإشاعات المسيئة عنه، ليعرف باسم التنمر الاجتماعي في تلك الحالة.
  • ربما يعد التنمر الإلكتروني هو أحد أنواع التنمر الأحدث، نظرا لأنه يرتبط بالتطور التكنولوجي الذي ساهم في كثرة مواقع التواصل الاجتماعي، بما تشهد للأسف من تنمر في الرسائل أو في التعليقات، أو عبر تصوير الضحية في وضع غير محبب ونشر الأمر عبر صفحات الإنترنت.
  • نوع آخر من أنواع التنمر المسيئة هو التنمر العرقي، وهو ذلك الإيذاء الذي يقع على شخص لاختلافه على صعيد اللون أو الدين أو حتى الأصل، علما بأنه يوجد من بين أشكال التنمر ما يعرف باسم تنمر الضحية، والذي يشير لقيام الشخص ضحية الإيذاء، بالتنمر على آخرين أضعف منه.

علامات تعرض الطفل للتنمر

المعاناة من التنمر في سن صغير غالبا ما تؤدي إلى إصابة الضحية بمشكلات نفسية تستمر لفترات طويلة، لتكشف للأبوين عن تعرض الطفل لهذا النوع من الأذى.

  • يؤدي التنمر إلى معاناة الضحية من الاحساس بالوحدة، وربما يصل الأمر إلى الإصابة بمرض مثل الاكتئاب، ومن ثم فقدان الشغف والحماس تجاه القيام بأمور وأنشطة الحياة المختلفة.
  • يتأثر ضحية التنمر نفسيا بدرجة تربك من نظام النوم وتناول الطعام لديه، إذ تعد ملاحظة الأبوين لتغيرات حادة فيما يخص كميات الطعام التي يتناولها الطفل أو في مواعيد وساعات النوم من علامات التعرض للتنمر، تماما مثلما تعني ملاحظة تجنب الطفل لحضور المناسبات الاجتماعية أو معاناته في كثير من الأوقات من صداع الرأس أو من الكوابيس المزعجة ليلا، احتمالية التعرض الدائم للتنمر.
  • من الوارد جدا أن يؤدي التعرض للتنمر إلى تراجع مستوى الطفل أكاديميا، حيث يلاحظ الأبوين في تلك الحالة إنخفاض درجاته، كما يمكن للأمر أن يؤثر حتى على الالتزام في حضور الصفوف الدراسية رغبة في تجنب التعرض للتنمر من قبل بعض الأطفال الآخرين.
  • بعيدا عن العلامات النفسية التي تظهر على الطفل ضحية التنمر، فإن ملاحظة وجود بعض الكدمات أو الإصابات الخفيفة أو حتى تبين وجود ثقب ما في ملابسه دون أسباب مقنعة. قد تكشف عن معاناته من التنمر الجسدي.

علامات تكشف الطفل المتنمر

على الجانب الآخر، يمكن للأبوين اكتشاف طفلهم المتنمر من أجل منع وقوع الأذى على الأطفال الآخرين عبر بعض العلامات.

  • قيام الطفل بافتعال الأزمات وربما تحطيم الأشياء في المنزل أو خارجه، تعتبر من أبرز العلامات التي تكشف عن كونه طفل متنمر.
  • ملاحظة قيام الطفل أيضا بتوجيه الإهانات للأطفال الآخرين، سواء من الأسرة أو الأصدقاء، تعد مؤشرا على تنمر هذا الطفل بصورة مزعجة تجاه الأصدقاء في مدرسته.
  • على الأغلب يعد وقوع الطفل أو المراهق في براثن الإدمان، من العلامات التي تؤكد أنه يعاني من خلل نفسي ما يدفعه إلى التنمر إضافة إلى أفعال سلوكية خاطئة أخرى.

حماية الطفل من التنمر

معاناة الطفل من التنمر ليست نهاية المطاف، بل يمكن دعم الطفل بأكثر من طريقة لإنهاء المشكلة بصورة صحية.

  • في البداية ينصح عند ملاحظة أي من العلامات النفسية أو الجسدية التي تثبت تعرض الطفل للتنمر، بأخذ الأمر بجدية تامة عبر تشجيعه على البوح بما يحدث معه في المدرسة أو النادي أو أي من أماكن التجمع مع الأطفال الآخرين.
  • يجب أن يراعي الأبوين الهدوء التام أثناء التحدث مع الطفل في تلك الحالة، مع التأكيد على أنه ليس السبب في وقوعه في تلك النوعية من أنواع الإيذاء، في ظل توفير الدعم اللازم له.
  • ينصح بتعليم الطفل كيفية الدفاع عن نفسه ضد التنمر بطريقة لا تعرضه للأذى، كأن يجلس أغلب الوقت مع أصدقائه أو تحت أنظار المعلمين، مع التنبيه على المسؤولين دون شك في المدرسة بضرورة مراقبة الوضع لضمان حماية الطفل من المزيد من المشكلات.
  • يشير خبراء علم النفس إلى أنه من الممكن أن يساعد الأبوين الطفل على حماية نفسه من التنمر بطريقة غير مباشرة، عبر إشراكه في النشاطات التي تزيد من ثقته في نفسه، حيث يعرف أن التنمر غالبا ما يصيب الأطفال غير الاجتماعيين أو المنعزلين، فيما تؤدي ممارسة الطفل للرياضة أو لأي من الفنون، إلى دعمه على المستوى النفسي بالدرجة المطلوبة.

علاج الطفل المتنمر

على الجانب الآخر، تتطلب ملاحظة الأب أو الأم قيام الطفل بالتنمر تجاه الأطفال الآخرين، القيام بعدد من الخطوات الضرورية ليس فقط من أجل حماية ضحاياه، بل كذلك لحماية الطفل نفسه من خلل نفسي يعاني منه.

  • ينصح في البداية بالاستماع بجدية إلى الأسباب التي تدفع الطفل لإيذاء الآخرين، إذ ربما تكشف الأسباب عن سر الأزمة من اللحظة الأولى، مع الوضع في الاعتبار بأن تحدث الأبوين مع الطفل المتنمر عن تأثير هذا السلوك على الآخرين، وإبداء التعاطف معهم قد يؤدي إلى علاج أزمة التنمر لديه أيضا
  • بعد ذلك يتطلب الأمر قضاء المزيد من الوقت مع الطفل، لتبين سلوكه من قرب، ولمعرفة ربما أسباب أخرى خفية تؤدي إلى سلوكه العنيف وغير المبرر.
  • التواصل مع المعلمين والمسؤولين في مدرسته من الأمور الضرورية دون شك، من أجل ملاحظة سلوك الطفل وللسيطرة على أفعاله الخارجة عن المألوف.

في الختام، تعتبر ظاهرة التنمر من ظواهر العصر المزعجة، التي قد يؤدي تجاهلها إلى تفاقم آثارها السلبية على المجتمع، فيما يعني علاجها الوقاية مما لا يحمد عقباه.

المصادر:

[1]. مقال: حقائق عن التنمر. منشور على موقع medicinenet

[2]. مقال: تأثير التنمر. منشور على موقع stopbullying

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة