السيلينيوم تعرّف على هذا المعدن الهام والأطعمة التي تحتوي عليه

  • تاريخ النشر: الخميس، 20 مايو 2021
السيلينيوم تعرّف على هذا المعدن الهام والأطعمة التي تحتوي عليه

هل سمعت من قبل عن معدن السيلينوم؟ على الرغم من أن هذا المعدن لا يحظى بشهرة كبيرة، إلا أن له العديد من الفوائد الصحية الهامة لجسدك، صحيح أنك لا تحتاج إلا لكميات قليلة من السيلينيوم، لكن هذا المعدن ضروري للحفاظ على صحتك، فهو معدن أساسي، يجب الحصول عليه من خلال نظامك الغذائي. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على السيلينيوم وفوائده الصحية المُتعددة.

ما هو السيلينيوم؟

السيلينيوم هو معدن أساسي مهم للعديد من العمليات الجسدية، بما في ذلك دعم الوظيفة الإدراكية، ونظام المناعة الصحي، والخصوبة لدى كل من الرجال والنساء، يُساهم السيلينيوم في استقلاب هرمون الغدة الدرقية وتخليق الحمض النووي، ويساعد على الحماية من الأكسدة والعدوى.

تتنوع المصادر الغذائية التي يُمكنك أن تحصل منها على السيلينيوم لتشمل المكسرات البرازيلية والمأكولات البحرية واللحوم.غالباً ما تعتمد كمية السيلينيوم في الغذاء على مدى تركيزه في التربة والمياه الذي يتواجد أو ينمو به الطعام.

تُعتبر الأطعمة هي أفضل مصدر للحصول على السيلينيوم، لكن إذا رغبت في الحصول عليه من خلال المُكملات، فيجب مناقشة هذا أولاً مع الطبيب.

الفوائد الصحية للسيلينيوم وفقاً للأبحاث العلمية

هناك العديد من الفوائد الصحية المُثبتة علمياً للسيلينيوم، هذه الفوائد منها:

  • يعمل السيلينيوم كمضاد قوي للأكسدة:

مضادات الأكسدة هي مركبات في الأطعمة تمنع تلف الخلايا الذي تسببه الجذور الحرة، تنتج الجذور الحرة عن بعض عمليات الجسم الطبيعية مثل التمثيل الغذائي الذي يحدث في جسمك يومياً.

زيادة الجذور الحرة يؤدي إلى حدوث الإجهاد التأكسدي الذي يضر بالخلايا السليمة، ويؤدي إلى العديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والزهايمر والسرطان، بالإضافة إلى الشيخوخة المبكرة وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

هنا يأتي الدور الهام لمُضادات الأكسدة والتي منها السيلينيوم، فتؤدي هذه المُركبات إلى تقليل الإجهاد التأكسدي عن طريق الحفاظ على أعداد الجذور الحرة تحت السيطرة، فيتم تحييد الجذور الحرة الزائدة وحماية الخلايا من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي.

  • السيلينيوم قد يقي من أمراض القلب:

النظام الغذائي الغني بالسيلينيوم قد يساعد في الحفاظ على صحة قلبك، فربطت بعض الأبحاث بين انخفاض مستويات السيلينيوم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

وفقاً لتحليل شمل نحو 25 دراسة، ارتبطت زيادة مستويات السيلينيوم في الدم بنسبة 50٪ بانخفاض يُقدّر بنحو 24٪ في خطر الإصابة بأمراض القلب.

كذلك، قد يُقلل السيلينيوم أيضاً من علامات الالتهاب في الجسم، الالتهاب يُعدّ أحد عوامل الخطر الرئيسية لحدوث أمراض القلب. أظهرت مراجعة لنحو 16 دراسة أُجريت على أكثر من 433000 شخص يعانون من أمراض القلب أن تناول مُكملات السيلينيوم يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي في الجسم.

  • السيلينيوم قد يُقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان:

قد يساعد السيلينيوم في تقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، يعود ذلك إلى قدرته على تقليل تلف الحمض النووي والإجهاد التأكسدي، وتعزيز قدرة جهاز المناعة، وتدمير الخلايا السرطانية.

توصلت مراجعة شملت نحو 69 دراسة أُجريت على أكثر من 350.000 شخص أن ارتفاع مستوى السيلينيوم في الدم مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والرئة والقولون والبروستاتا. هذا التأثير كان مرتبطاً فقط بالسيلينيوم الذي يتم الحصول عليه من خلال الأطعمة، وليس المكملات.

من ناحية أخرى تُشير بعض الأبحاث إلى أن مُكمل السيلينيوم قد يُقلل من الآثار الجانبية لدى الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي، فوفقاً لإحدى الدراسات حسنت مكملات السيلينيوم الفموية من نوعية الحياة بشكل عام وقللت من الإسهال الناجم عن الإشعاع لدى النساء المصابات بسرطان عنق الرحم وسرطان الرحم.

  • السيلينيوم قد يساعد على منع التدهور العقلي:

مرض الزهايمر هو أحد حالات التدهور العقلي التي تُشير إلى فقدان الذاكرة وتؤثر سلباً على التفكير والسلوك. يُعتقد أن الإجهاد التأكسدي له دور في ظهور وتطور الأمراض العصبية مثل مرض باركنسون والتصلب المتعدد ومرض الزهايمر، وقد وجدت بعض الدراسات أن مضادات الأكسدة في كل من الأطعمة والمكملات الغذائية قد تُحسّن الذاكرة لدى مرضى الزهايمر.

من ناحية أخرى أظهرت العديد من الدراسات أن مرضى الزهايمر لديهم مستويات منخفضة من السيلينيوم في الدم. توصلت دراسة إلى ارتباط نظام البحر الأبيض المتوسط ​​الغذائي، الغني بالأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السيلينيوم مثل المأكولات البحرية والمكسرات، بانخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

  • السيلينيوم هام لصحة الغدة الدرقية:

السيلينيوم مهم من أجل الحفاظ على صحة الغدة الدرقية، فتحتوي أنسجة الغدة الدرقية على كمية من السيلينيوم أعلى من أي عضو آخر في جسم الإنسان، يساعد هذا المعدن في حماية الغدة الدرقية من الأكسدة ويلعب دوراً أساسياً في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.

الغدة الدرقية لها أهمية بالغة لجسم الإنسان فهي تُنظم عملية التمثيل الغذائي لديك وتتحكم في النمو والتطور، يرتبط نقص السيلينيوم بأمراض الغدة الدرقية مثل التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، وهو نوع من قصور الغدة الدرقية، يهاجم الجهاز المناعي خلال هذا المرض الغدة الدرقية.

  • السيلينيوم يقوي جهاز المناعة:

يحافظ الجهاز المناعي على صحة الجسم وحمايته من التهديدات المحتملة للبكتيريا والفيروسات والطفيليات ومكافحتها.

كما سبق الذكر، يُساعد السيلينيوم من خلال خصائصه المضادة للأكسدة على تقليل الإجهاد التأكسدي في الجسم، مما يُقلل الالتهاب ويُعزز المناعة. أظهرت الدراسات أن نقص السيلينيوم يضر بوظيفة الخلايا المناعية وقد يؤدي إلى استجابة مناعية أبطأ.

  • السيلينيوم قد يساعد في تقليل أعراض الربو:

الربو مرض مُزمن يُصيب الشعب الهوائية التي تحمل الهواء داخل وخارج الرئتين. خلال هذا المرض تلتهب هذه الممرات الهوائية وتبدأ في الضيق، مما يُسبب أعراضاً مثل الصفير وضيق التنفس وضيق الصدر والسعال، يرتبط الربو بزيادة مستويات الإجهاد التأكسدي والالتهابات في الجسم، وهو ما يجعل السيلينيوم بقدراته في مُكافحة الإجهاد التاكسدي والالتهابات قادراً على تقليل الأعراض المرتبطة بالربو.

تُشير الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بالربو لديهم مستويات أقل من السيلينيوم في الدم، كذلك، أظهرت إحدى الدراسات أن مرضى الربو الذين لديهم مستويات أعلى من السيلينيوم في الدم يتمتعون بوظائف رئوية أفضل من أولئك الذين لديهم مستويات أقل.

أفضل الأطعمة التي تحصل منها على السيلينيوم

تحتوي العديد من الأطعمة الصحية على نسبة عالية من السيلينيوم، هنا يجب معرفة، أن كمية السيلينيوم تختلف في الأطعمة النباتية اعتماداً على محتوى السيلينيوم في التربة التي نمت فيها.

وبالتالي، فإن تركيزات السيلينيوم في المحاصيل تعتمد إلى حد كبير على مكان زراعته، مثلاً في إحدى الدراسات اختلف تركيز السيلينيوم في الجوز البرازيلي بشكل كبير حسب المنطقة، فبينما قدمت حبة برازيلية واحدة من منطقة واحدة ما يصل إلى 288٪ من الكمية اليومية الموصى بها من السيلينيوم، قدمت حبة من منطقة أخرى 11٪ فقط.

من الأطعمة التي تحتوي على السيلينيوم:

  • المحار: يُمكنك الحصول على 238٪ من الكمية اليومية الموصى بها من السيلينيوم من خلال ما يُعادل 85 جراماً من المحار.
  • الجوز البرازيلي: يُمكنك الحصول على 174٪ من من الكمية اليومية الموصى بها من السيلينيوم من خلال حبة جوز واحدة.
  • البيض: يُمكنك الحصول على 56٪ من الكمية اليومية الموصى بها من السيلينيوم من خلال 2 بيض كبير ما يُعادل 100 جرام.
  • السردين: يُمكنك الحصول على 46٪ من الكمية اليومية الموصى بها من السيلينيوم من خلال ما يُعادل 48 جرام من السردين.
  • بذور عباد الشمس: يُمكنك الحصول على 27٪ من الكمية اليومية الموصى بها من السيلينيوم من خلال ما يُعادل 28 جراماً من بذور عباد الشمس.
  • صدور الدجاج: يُمكنك الحصول على 12٪ من الكمية اليومية الموصى بها من السيلينيوم من خلال ما يُعادل 84 جرام من صدور الدجاج.

 الكمية اليومية الموصى بها من السيلينيوم

الكمية اليومية الموصى بها من السيلينيوم هي 55 ميكروغرام في اليوم للبالغين. أثناء الحمل، يجب أن تستهلك المرأة 60 ميكروغرام  من السيلينيوم، والمرضعات يجب أن يستهلكن 70 ميكروغرام في اليوم.

يُعدّ نقص السيلينيوم نادراً في مختلف أنحاء العالم، وعادةً ما يحدث فقط في المناطق ذات المحتوى المنخفض للغاية من السيلينيوم في التربة. فمثلاً تحتوي العديد من المناطق في الصين على محتوى منخفض من السيلينيوم في التربة، ولكن تم التغلب على أوجه القصور في السكان الناتجة عن نقص السيلينيوم من خلال برامج التكميل.

مُكملات السيلينيوم متوفرة، لكن من الأفضل دوماً الحصول على أي فيتامين أو معدن من خلال الطعام. فقد لا يوفر عزل عناصر غذائية معينة في شكل مكمل بالضرورة نفس الفوائد الصحية مثل استهلاك المغذيات من طعام كامل. لذلك، يجب أن تأتي الاحتياجات اليومية لأي عنصر غذائي أولاً من الطعام.

مخاطر الإفراط في تناول السيلينيوم

على الرغم من أن السيلينيوم ضروري لتحقيق صحة جيدة، إلا أن الحصول على الكثير منه يمكن أن يكون ضاراً ويُسبب مخاطر صحية، فيمكن أن يكون تناول جرعات عالية من السيلينيوم ساماً ومميتاً.

من النادر حدوث تسمم بالسيلينيوم بسبب الجرعة الزائدة، خاصة من المصادر الغذائية، ولكن قد يكون لجرعة زائدة من المكملات عالية التركيز آثار سلبية. قد تشمل هذه الآثار:

رائحة نفس تُشبه الثوم وطعم معدني في الفم، أظافر هشة، مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغثيان، تشوهات عصبية، التعب والتهيج، الطفح الجلدي، تساقط شعر، في الحالات القصوى يمكن أن يؤدي زيادة السيلينيوم  إلى حدث الفشل الكلوي وفشل القلب والوفاة.

يمكن أن تتفاعل مُكملات السيلينيوم أيضاً مع بعض الأدوية، فيمكن أن يُقلل استخدام بعض الأدوية من مستويات السيلينيوم في الجسم.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة