الصداع العصبي.. التشخيص والأعراض والعلاج

  • تاريخ النشر: الخميس، 20 أغسطس 2015
د. إحسان الشنطي

تم التعرف على الصداع العصبي (النابع من أعصاب الرقبة) Cervicogenic Headache في عام 1821. وهو مرض معيق للمريض. ومن أهم أعراضه بصداع متكرر متوسط إلى شديد الحدة، يبدأ من مؤخرة الرأس وقد ينتشر الألم أحيانا إلى الوجه والرقبة. يعاني الكثير من مرضاه لسنوات. وذلك بسبب الاعتماد على المسكنات، وعدم مقدرة الكثير من الأطباء على تشخيص المرض لعدم معرفتهم به، وذهاب المريض للكثير من الأطباء من مختلف التخصصات، بحيث يخضع للكثير من الفحوصات والعلاجات الغير ضرورية منها تخطيط الدماغ، تخطيط الأذن، خلع الأضراس، الأدوية المسكنة والأدوية المضادة للتشنجات، مما يؤدي إلى شعور المريض والطبيب بالإحباط. 

 لقد أصبح من الواضح ان هذه الأعصاب عادة ما تبرز من العضلة الشوكية النصفية على جانبي مؤخرة الرأس وتمتد حتى تصل العيون. الصداع العصبي عادة ما ينتج عن التعرض لصدمة، أو تعرض الرقبة لحادث، وجود عيب خلقي في فقرات الرقبة، أو تآكل والتهاب مفاصل الرقبة. 

أعراض هذا الصداع هي عبارة عن ألم شديد يشبه أحيانا طعنات لاسعة، مصدرها العصب النابع من مؤخرة الرأس وينتشر هذا الألم فوق فروة الرأس الخلفية وأحيانا عند الصدغ والوجه يصاحب الألم شعور بعدم الراحة والغثيان. عادة يقل الإحساس بالألم لفترة وجيزة لكن مع استمرار الضغط على العصب تعود أعراض الصداع. ووفق الجمعية الدولية للصداع فالأعراض العامة هي الألم على شكل طعنات في منطقة توزيع أعصاب مؤخرة الرأس، وتكون منطقة العصب مؤلمة حين ملامستها. ويجمع الأطباء بأن هذه الأعراض تختفي عند علاجها بحقن منطقة العصب مصدر الألم. الأعراض الأخرى المحتملة هي الغثيان، الطنين، الدوخة، وجع الرقبة والتأثير على البصر. وبذلك بعض هذه الأعراض تتشابه مع أعراض الشقيقة والصداع العنقودي. 

لقد استعملت علاجات كثيرة للصداع العصبي. لكن أدوية مثل مضادات الإلتهاب والاسيتامينوفين تعطي راحة لفترة وجيزة أما الأدوية المسكنة ليس لها أي مفعول يذكر. ولضعف الرقبة دور في إعاقة الشفاء لذا يجب تقوية عضلات الرقبة عن طريق العلاج الطبيعي والتأهيل. الحقن بالمخدر الموضعي عند الأعصاب المسببة قد يكون العلاج الدائم للألم الناتج من هذا الصداع. وتكون الحقنة الأولى تشخيصية ليتأكد الطبيب من العصب المسبب للألم وعادة ما يشعر المريض بتحسن مفاجئ وسريع بعدها. ويتبعها علاج عن طريق ابر متخصصة تقوم بتدفئة العصب بموجات فوق صوتية مما يجعلها غير قادرة على نقل الشعور بألم الرأس. 

الميزة الأساسية لهذا الصداع هو تجاوبه السريع مع حقن الأعصاب وعلاج العصب الأساسي أو الصغير. إذا لم يكون العلاج الأول فعال بما فيه الكفاية بسبب تفاقم الحالة فيمكن ان يعاد الحقن بعد ثلاثة أسابيع في مكان مجاور للمنطقة الأولى للتغلب على الاختلاف الخلقي لفقرات الرقبة الذي قد يكون عند المريض. وقد يعزي الصداع العصبي لأسباب مثل التشوه الخلقي، قصور في العمود الفقري، تأكل المفاصل، النقرس، اعتلال الاعصاب، التهاب العضل، وعلى الطبيب استبعاد وجود أمراض أخرى قبل البدء بالعلاج. 

في الختام ومن واقع خبرتي الشخصية أجد ان العلاج الناجع لهذه الحالة يبدأ بالتشخيص الصحيح متبوعا بالحقن التشخيصي للأعصاب الملتهبة للتأكد من التشخيص يليه تدفئة العصب بموجات فوق الصوتية (Radiofrequency Thermocoagulation). حينذاك يخضع المريض للعلاج الطبيعي بما فيه العلاج المائي (Aquatherapy) لتقوية عضلات الرقبة مع المحافظة على ذلك. 

الأغذية المسكنة للصداع
تعرف على أسباب الإصابة بالصداع والأغذية المعالجة له
كل ما تريد أن تعرفه عن الصداع النصفي "الشقيقة"
كيف تتجنب الصداع أثناء الصيام؟ وما هي أسبابه؟