تعويم العملة.. كل ما تريد معرفته عن التعويم

  • تاريخ النشر: الخميس، 08 فبراير 2024
تعويم العملة.. كل ما تريد معرفته عن التعويم

تعويم العملة هو نظام يُطلق على سعر الصرف الذي يتم تحديده من خلال سوق العملات، دون تدخل مباشر من الحكومة أو المصرف المركزي، ويتم تحرير سعر صرف العملة من سلطة الدولة، ويتغير تبعًا للعرض والطلب على العملات الأجنبية، يُعرف أيضًا بـ “سعر الصرف العائم”، وهو نظام يسمح بتحديد قيمة العملة الوطنية مقابل العملات الأخرى بشكل آلي.

في هذا النظام، يتم تحديد سعر الصرف بناءً على قوى السوق وآلية العرض والطلب، وقد يتغير بناءً على ظروف اقتصادية أو سياسية.

ويُعتبر تعويم العملة وسيلة لحماية الاقتصاد من بعض المشاكل الاقتصادية الكلية، ويمنح الحكومة وقتًا كافيًا لتصحيح الاختلالات الداخلية، ومن نقاط الاهتمام أن الولايات المتحدة الأميركية كانت أول من استخدم نظام التعويم في سبعينيات القرن الماضي.

تعويم العملة يأتي مع فوائد ومخاطر، من الفوائد حماية الاقتصاد وعدم الحاجة لتدخل البنوك المركزية بشكل منتظم، من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي تعويم العملة إلى ارتفاع سعر صرفها مقابل العملات الأخرى، مما يؤثر في حركة الصادرات ويؤدي إلى تحقيق عجز في الميزان التجاري.

نشأة نظام تعويم العملة

في القرن التاسع عشر، كان النظام النقدي الدولي محكومًا بنظام قاعدة الذهب.

بعد الأزمة الاقتصادية عام 1929 والحرب العالمية الثانية، أُلغيَت قاعدة الذهب، وظهر نظام نقدي عالمي.

انهار نظام “بريتون وودز” عام 1971، وبدأ التحول إلى نظام الصرف العائم أو تعويم العملة.

أبرز الأسئلة حول تعويم العملة

ما هو التعويم ؟

تعويم العملة هو نظام يُطلق على تحرير سعر صرف العملة من سلطة الدولة والمصرف المركزي التابع لها. في هذا النظام، يتم تحديد سعر الصرف من خلال سوق العملات، ولا يتدخل الجهاز المصرفي الحكومي بشكل مباشر في تحديد قيمة العملة. يعتمد سعر الصرف على التغير في العرض والطلب على العملات الأجنبية، وبالتالي يتغير تبعًا للظروف الاقتصادية والسياسية.

ما هي أنواع تعويم العملة ؟

التعويم الموجّه: يتحكم فيه الدولة عبر مصرفها المركزي بحسب الحاجة في تحديد سعر الصرف، ولكن يكون التحديد أساسًا بيد قوى السوق وآلية العرض والطلب.

التعويم الخالص: لا تتحكم فيه الدولة أو مصرفها المركزي بأي شكل من الأشكال، ولا تتدخل في تحديد سعر الصرف.

ما هي فوائد وخاطر تعويم العملة ؟

  • فوائد تعويم العملة:

حماية الاقتصاد من بعض مشاكل الاقتصاد الكلي.

عدم ضرورة تدخل البنوك المركزية بصفة منتظمة لضمان تعادل الذهب.

  • مخاطر تعويم العملة:

ارتفاع سعر العملة مقابل العملات الأخرى قد يؤثر سلبًا في حركة الصادرات.

أسعار صرف عالية التقلب.

ما هي أسباب التعويم ؟

مفهوم تعويم العملة:

سعر صرف العملة: هو عدد وحدات العملة المحلية اللازمة لشراء وحدة واحدة من العملة الأجنبية.

تعويم العملة: يتمثل في تحرير سعر صرف العملة، حيث يُحدَّد تلقائيًا حسب آلية العرض والطلب في السوق، دون تدخل من الحكومة أو المصرف المركزي.

أشكال التعويم:

التعويم الخالص أو التعويم الحر: يكون سعر الصرف حرًا تمامًا، ويُحدَّد بناءً على قوى العرض والطلب في السوق. يُطبَّق غالبًا في الدول المتقدمة.

التعويم المُوجَّه أو التعويم المُدار: يترك سعر الصرف لقوى العرض والطلب، ولكن يتم تدخل المصرف المركزي عند الحاجة لتوجيه سعر الصرف في اتجاه محدد.

متى تلجأ الدول إلى تعويم عملتها ؟

عندما تعاني من أوضاع اقتصادية غير مستقرة.

عندما تنشط فيها السوق السوداء وتكثر حيازة العملات الأجنبية.

عند خروج سعر الصرف عن يد البنك المركزي.

عند استمرار العجز في ميزان مدفوعاتها وزيادة الواردات السلعية عن الصادرات

ما هي نتائج تعويم العملة ؟

بعد شهر من تطبيقه، تعرف على أبرز نتائج قرار تعويم الجنيه على اقتصاد مصر:

حصيلة البنوك من طرح شهادات الادخار “بلاتينية”: بلغت 200 مليار جنيه.

تنازلات العملاء - شراء العملة من المواطنين: حصيلة القطاع المصرفي المصري من تنازلات العملاء بلغت 4.5 مليار دولار.

تمويل عمليات الاستيراد: البنوك العاملة في السوق المحلية وفرت 2.8 مليار دولار لتمويل عمليات الاستيراد منذ تعويم الجنيه.

تحويلات المصريين العاملين في الخارج: بعد التلاشي التدريجي للفارق بين سعر الصرف في السوق السوداء والبنوك، بلغت تحويلات المصريين العاملين في الخارج 1.8 مليار دولار.

تعاملات سوق الإنتربنك الدولار: يوميًا، يتم تداول متوسط 100 مليون دولار في سوق الإنتربنك الدولار.

تصنيف الاقتصاد المصري: تم تصنيف الاقتصاد المصري بأنه “مستقر” من قبل مؤسسة “ستاندرد آند بورز” بعد تعويم الجنيه.

تدفقات استثمارية متوقعة: من المتوقع أن تصل تدفقات الاستثمار إلى 10 مليارات دولار خلال 6 أشهر في أذون وسندات الخزانة المصرية.

هذه بعض النتائج التي أثرت على الاقتصاد المصري بعد تطبيق نظام التعويم الكامل للجنيه.

ما هو الهدف من التعويم ؟

تعويم العملة هو قرار يتخذه البنك المركزي للسماح لقيمة العملة بالتحرك بحرية وفقًا للعرض والطلب في السوق.

وعلى سبيل المثال، كان هناك عدة أهداف تسعى مصر لتحقيقها من خلال قرارات تعويم الجنيه المصري:

خفض عجز الموازنة والدين العام: تهدف مصر إلى تقليل العجز في الموازنة والدين العام، حيث سجلت نسبة العجز في الحساب الختامي لموازنة 2015-2016 نحو 12.2%، مقارنة مع 11.5% في السنة المالية السابقة.

ترشيد الإنفاق الحكومي وتنفيذ اشتراطات صندوق النقد الدولي: تحرير سعر الصرف يساعد في تنفيذ إصلاح منظومة الدعم والحصول على دعم صندوق النقد الدولي.

خفض الواردات ووقف الاستيراد العشوائي: تهدف مصر إلى تقليل فاتورة الاستيراد التي تضغط على احتياطي البلاد من النقد الأجنبي.

زيادة الصادرات وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي: تحرير سعر الصرف يساعد في تحقيق هذا الهدف.

تمكين البنك المركزي من توفير الدولار لسد الفجوات الاستيرادية: يساعد تعويم العملة في تمكين البنك المركزي من تلبية احتياجات السلع الأساسية والاستراتيجية.

القضاء على ظاهرة الدولرة والمضاربة على الدولار في السوق السوداء: تحرير سعر الصرف يهدف إلى تقليل الفجوة بين السعر الرسمي وسعر الصرف في السوق السوداء.

استهداف معدلات التضخم: تهدف مصر إلى الحد من التضخم الذي لامس مستويات صعبة خلال الأيام الماضية.

هذه الأهداف سعيت مصر لتحقيقها من خلال تعويم الجنيه المصري لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز الثقة في العملة المحلية.

التعويم في مصر

ما هي الأثار المترتبة علي التعويم في العالم ؟

تعويم العملة هو التخلي عن تحديد سعر صرف عملة معينة والسماح لها بالتغير والتحرك أمام العملات الأجنبية بناءً على آلية العرض والطلب في سوق العملات النقدية. هذا النهج يؤثر على الاقتصادات والشركات حول العالم. دعونا نلقي نظرة على بعض الآثار:

تأثير على الاقتصاد الوطني:

يمكن أن يؤدي تعويم العملة إلى تقلبات في سعر الصرف، مما يؤثر على التجارة الخارجية والاستثمارات.

قد يزيد من تكلفة الديون الخارجية للدولة.

يمكن أن يؤدي إلى تضخم الأسعار إذا لم يتم التحكم فيه بشكل جيد.

تأثير على الشركات العالمية:

تغيرات سعر الصرف تؤثر على تكاليف الإنتاج والتصدير والاستيراد للشركات العالمية.

الشركات التي تعتمد على المواد الخام المستوردة أو تصدير منتجاتها تتأثر بشكل كبير.

تأثير على الأفراد:

يمكن أن يؤدي إلى تقلبات في أسعار السلع والخدمات.

يؤثر على قوة الشراء للأفراد وقدرتهم على السفر والاستثمار.

في مصر، كان هناك تكهنات حول تعويم الجنيه المصري للمرة السابعة، والأسواق تترقب أي تحركات. يجب أن يتم التعويم بحذر وبناءً على تحليل دقيق للوضع الاقتصادي والمخاطر المحتملة.

ماذا يحدث إذا تم التعويم ؟

عندما يتم تعويم العملة في الاقتصاد، يحدث الآتي:

تحديد سعر العملة: يتم تحديد سعر العملة من قبل سوق الفوركس (Forex) بناءً على العرض والطلب بالنسبة للعملات الأخرى.

تغيير سعر الصرف: يؤدي التعويم إلى تغيير سعر الصرف للعملة مقابل العملات الأخرى.

تأثير على التجارة الخارجية: يمكن أن يؤثر تعويم العملة على صادرات وواردات البلاد.

تحويلات المصريين بالخارج: يمكن أن يؤثر تعويم العملة على حجم تحويلات المصريين العاملين بالخارج.

احتياطي النقد الأجنبي: يمكن أن يؤثر تعويم العملة على احتياطي البلاد من النقد الأجنبي.

أمثلة على تعويم العملة:

في مصر، تم تعويم الجنيه المصري مقابل الدولار في عام 2016، وأثر ذلك على العديد من جوانب الاقتصاد.

في المجمل، تعويم العملة يعد أداة اقتصادية تستخدم للتحكم في سعر الصرف وتحقيق التوازن بين العرض والطلب على العملة.

متى يكون التعويم الجديد ؟

كما سبق ذكره، حدث تعويم للجنيه المصري، وحتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من الحكومة المصرية بشأن التعويم المرتقب للجنيه المصري بعد التعويم الأول. ومع ذلك، يترقب الأسواق تحركًا مفاجئًا في إطار تنفيذ مطالب مؤسسات التمويل الدولية، خاصة صندوق النقد الدولي، بشأن ضرورة الإسراع في تحرير سوق الصرف. يظل التعويم إحدى آليات جذب الاستثمارات الأجنبية وطمأنة المؤسسات والمستثمرين. وفي ظل وجود التزامات خارجية مستحقة خلال العام الحالي بنحو 42.3 مليار دولار، يظل التعويم موضوعًا للمتابعة.

متى يمكن أن يتم التعويم ؟

منذ عام 1977، شهد الجنيه المصري عدة تعويمات، وكان آخرها في عام 2022 حين قرر البنك المركزي المصري خفض قيمته مرات عديدة. يبقى القرار بشأن تعويم الجنيه محل تقدير الخبراء والمحللين، ويعتبر آلية لتحقيق التوازن بين العملة المحلية والتحديات الاقتصادية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة