جابرييل جارثيا ماركيز.. تعرف على حياة أشهر كاتب روائي في العالم أجمع

قصة حياة صاحب مائة عام من العزلة

  • تاريخ النشر: الجمعة، 14 أغسطس 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

بعد أن أتم جابرييل جارثيا ماركيز كتابة مخطوط روايته "مائة عام من العزلة" ذهب بصحبة زوجته مرسيدس إلى البريد لإرسالها إلى دار النشر. وكان يعاني وقتها من ضيق الحال حتى أنهما لم يملكا ما يكفي لدفع تكلفة البريد. وهو ماجعله يقطع المخطوط إلى نصفين فيرسل نصفه، ثم يعود إلى البيت ليرهن بعض الأدوات المنزلية ويرسل بقية المخطوط. هذا المخطوط الذي أرسل مقطعا إلى نصفين تحول فيما بعد لواحدة من أهم الروايات في أمريكا اللاتينية والعالم أجمع.

مولد الحكاء العظيم:

ولد غابرييل غارسيا ماركيز Gabrial Garcia Marque أو (غابيتو) في السادس من مارس/ آذار 1927 في مدينة أراكاتكا (Aracataca) في كولومبيا, والده غابرييل ايخيليو، و والدته لويسا سانتياجا ماركيز إجواران. في صغره قام جداه برعايته. فكانت جدته تحكي له القصص الخيالية التي أسهمت في بناء مخيلته وفتح العديد من العوالم أمامه. 

المعاناة والفقر:

لفترة طويلة ظل ماركيز يعاني من الفقر، فطوال فترة شبابه عانى من الفقر، واضطر للنوم على الأرصفة. وبعد أن ترك جامعته وانتقل للعيش في كارثاخينا وجد عملاً في صحيفة اليونيفرسال (El Universal) لقاء أجر زهيد لدرجة أنه لم يتمكن من دفع أجرة غرفة، بل كان ينام في الأزقة أو في غرف الطلاب، كما أنه كثيراً ما كان ينام على ورق طباعة الجرائد في مقر الصحيفة.

بعد ذلك قرر أن ينتقل ماركيز إلى ميناء بارانكيا وهناك تعرف على أعضاء جماعة بارانكيا الأدبية والذين شجعوه على كتابة روايته الأولى تحت عنوان البيت، ظل خلال هذه الفترة يعاني من الفقر، لكنه استمر في كتابة عموده الصحفي الزرافة في صحيفة إل هيرالدو (El Heraldo)، كما عمل في مجلة كورونيكا التابعة للصحيفة نفسها.

في هذه الفترة رفضت دار النشر الأرجنتينية لوسادا رواية ماركيز عاصفة الأوراق وجاء في خطاب رئيس هيئة التحرير" لدى الكاتب موهبة شعرية لكن ليس له مستقبل في الرواية"، "وعليه أن يجد مهنة ثانية".  توقف ماركيز عن الكتابة في ال هيرالدو بعد رفض الرواية، ثم بدأ يعمل كبائع كتب جوال يبيع الموسوعات والكتب في الشوارع، وأخيراً عاد إلى بوغاتا ليعمل مراسلاً صحفياً. وسافر إلى أوروبا عام 1955 ضمن عمله كصحفي لكن الصحيفة التي يعمل بها أغلقت، وأرسلت له ثمن تذكرة العودة. قرر غابو ألا يعود، وبقى في أوروبا، ينفق من ثمن التذكرة بالإضافة للعمل كمغني في ملهى ليلي.

وقد ساعده عمله الصحفي بشكل كبير في تطوير موهبته، وأسلوبه والطريقة التي يتأمل بها العالم. وظهر تأثير الصحافة بوضوح في الكثير من أعماله.

ظل يتنقل بين البلاد حتى عاد إلى كولومبيا في عام 1958 وتزوج من حبيبته مرسيدس التي أحبها قبل 16 عاما وأنجبا ابنيهما رودريغو وجونزالو. كانت مرسيدس من أصول مصرية، فقد كان جدها كولومبي الجنسية، ووالده لبناني ووالدته مصرية،تقول : «جدي كان مصريا خالصا وكان يحملني على كتفيه لألعب، وكذلك في حضنه. وكان يغني لي بالعربي، ودائما يرتدي القطنيات البيضاء، وكان يملك ساعة من ذهب ويضع قبعة قش على رأسه، وتوفي عندما كان عندي 7 سنوات تقريبا، وهذا كل ما أذكره عنه» وفق تعبيرها. 

وقد استمر زواج مرسيدس وجابرييل حتى نهاية حياته ﻷكثر من 70 عاما.

مائة عام من العزلة.. وداعا للفقر:

أخيراً وفي عام 1967 نُشرت روايته مئة عام من العزلة، والتي لاقت نجاحاً باهراً. فخلال الأسبوع الأول بيعت ثمانية آلاف نسخة من الرواية، وترجمت لأكثر من 30 لغة ليتربع ماركيز على عرش كتاب الواقعية السحرية في العالم. وقد بيع منها أكثر من ثلاثين مليون نسخة.

ومن أشهر مؤلفاته: الحب في زمن الكوليرا، قصة موت معلن، ليس للكولونيل من يكاتبه.

وقد حصل جابرييل جارثيا ماركيز على جائزة نوبل في عام 1982. 

في نهاية التسعينات أصيب ماركيز بالسرطان، كما أعلن بعد عدة سنوات عن إصابته بالألزهايمر. حتى توفي في عام 2014.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة