دراسة: فيروس شائع يتسبب بمرض التصلب المتعدد

أكدت بعض الأدلة الحديثة على أن أحد أكثر الفيروسات شيوعاً في العالم قد يصل ببعض الأشخاص إلى الإصابة بمرض التصلب المتعدد، وهو مرض يحدث عندما تهاجم خلايا جهاز المناعة عن طريق الخطأ الغلاف الحامي للألياف العصبية، ما يقضي عليها في النهاية، فيُسبب مرض التصلب المتعدد مشاكل في الاتصال بين الدماغ وبقية الجسم. في النهاية، يمكن أن يسبب المرض تلفاً أو تدهوراً دائمين للأعصاب.

فيروس "إبشتاين بار" ودوره في الإصابة بالتصلب المتعدد

كثيراً ما تم تداول اسم فيروس "إبشتاين بار" وربطه بالإصابة بمرض التصلب المتعدد. وهذا الرابط من الصعب إثباته، لأن كل الناس تقريباً يصابون بهذا الفيروس، عادة عندما يكونون أطفالاً أو مراهقين، لكن قلة صغيرة منهم تطور مرض التصلب المتعدد.

أنهى باحثون في هارفارد هذه  الشكوك، ومن خلال واحدة من كبريات الدراسات حتى الآن والتي تدعم نظرية تسبب فيروس "إبشتاين بار" بمرض التصلب المتعدد. خلال الدراسة، تتبع الباحثون عينات دم مخزنة من أكثر من 10 ملايين شخص في الجيش الأمريكي، ووجدوا أن خطر الإصابة بالتصلب المتعدد زاد 32 مرة بعد الإصابة بالفيروس.

عادةً ما يجري الجيش فحوص دم لأفراده. ودرس الباحثون عينات مخزنة بين عامي 1993 و2013، متتبعين الأجسام المضادة التي تشير لعدوى فيروسية. ولم يظهر 5.3% من المجندين فقط أي علامة على الإصابة بـ"إبشتاين بار" عندما انضموا للجيش.

قارن الباحثون 801 حالة إصابة بالتصلب المتعدد شُخصت في النهاية خلال 20 عاماً مع 1566 مجنداً لم يصابوا أبداً بالمرض. وتبيّن أن مريضاً واحداً فقط من مرضى التصلب المتعدد لم يكن لديه أي دليل على الإصابة بفيروس "إبشتاين بار" قبل تشخيصه بالمرض.

من ناحية أخرى، لم يجد الباحثون أي أدلة على أن أي عدوى فيروسية أخرى لعبت دوراً في الإصابة  بالمرض. وقد أكد الباحثون أن عدوى إبشتاين بار هي سبب لا نتيجة للتصلب المتعدد.

ما هو فيروس إبشتاين بار؟

فيروس إبشتاين بار، والمعروف أيضاً بفيروس الهربس البشري، هو أحد أكثر الفيروسات البشرية شيوعاً، وهو ينتشر بشكل شائع من خلال سوائل الجسم وخاصة اللعاب. يُصيب فيروس إبشتاين بار معظم الناس في مرحلة ما من حياتهم ويمكن أن يسبب العديد من الأمراض.

بعد الإصابة بفيروس إبشتاين بار تستغرق الأعراض من 4 إلى 6 أسابيع للظهور وتشمل: الحمى، الإعياء والإرهاق، قلة الشهية، طفح جلدي، التهاب الحلق، تورم الغدد في الرقبة، ضعف العضلات والتهابها، تضخم الطحال، انتفاخ الكبد.

يتحسن الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض في غضون أسبوعين إلى 4 أسابيع، على الرغم من شعور البعض بالتعب لعدة أسابيع أو حتى شهور.

ينتقل فيروس إبشتاين بار عن طريق سوائل الجسم وتحديداً اللعاب، حيث يمكن انتقال الفيروس من خلال تقبيل الشخص المصاب، كما تزيد مشاركة الأشياء التي يمكن أن تنقل اللعاب مثل الأكواب، والملاعق، وفرشاة الأسنان، والأواني من فرصة انتقال العدوى. كما يوجد فيروس إبشتاين بار أيضاً في الدم والسائل المنوي، لذلك يمكن الحصول عليه من خلال الجماع، ونقل الدم أو زرع الأعضاء.