ما هو الميل الحدي للاستهلاك؟ وما هي أهم خصائصه؟

  • تاريخ النشر: الجمعة، 18 مارس 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 03 يناير 2024
ما هو الميل الحدي للاستهلاك؟ وما هي أهم خصائصه؟

هل سمعت من قبل عن عملية حساب الميل الحدي للاستهلاك وتود التعرّف على كيفية القيام بها؟ فتابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على الميل الحدي للاستهلاك.

ما هو الاستهلاك؟

المقصود بالاستهلاك هو إنفاق الفرد لتلبية احتياجاته وإشباع رغباته، لتحقيق هذا الهدف يتم الإنفاق على السلع والخدمات، يُعتبر الاستهلاك أحد عناصر الدخل القومي لأي دولة كما يُعدّ أيضاً أحد أهم مؤشرات الرفاهية في المجتمعات. للاستهلاك دور هام في تنمية الاقتصاد وتطوره إذ أن المشاريع الاستثمارية وفرص العمل مرتبطان بحجم الطلب الكلي على السلع والخدمات.

لا يُشير مصطلح الاستهلاك إلى استهلاك الأفراد الشخصي أو الأسري فقط، لكن يشمل مصطلح الاستهلاك استهلاك الحكومة من نفقات الدفاع ونفقات على البضائع الاستهلاكية كالملابس والمواد الغذائية والوقود والمعادن والقطن بالإضافة إلى المواد الخام كالمواد المستخدمة في البناء.

يرتبط الاستهلاك ارتباطا وثيقاً بالإنتاج حيث أنه لكي يحدث استهلاك، فلا بد من وجود إنتاج إما بالسلع أو الخدمات. هناك عدّة عوامل تؤثر بشكل كبير في الاستهلاك الشخصي وفي لجوء الشخص إلى الادخار ومن ضمن هذه العوامل: مقدار الدخل بعد خصم جميع الضرائب المفروضة عليه، تكلفة الإيداعات المصرفية، مدّل التضخم وارتفاع الأسعار.

أيضاً يُعرف المجتمع الاستهلاكي بأنه المجتمع الذي يقوم بالاستهلاك بدل أن يقوم بعملية الإنتاج وترتبط التنمية الاقتصادية في هذه المجتمعات على المستوى العام للاستهلاك.

ما هي عوامل الاستهلاك؟

هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الاستهلاك، ويمكن تقسيمها بشكل أساسي إلى فئتين رئيسيتين، وهما:

أولًا- العوامل الاقتصادية ومنها:

  • الدخل: كلما زاد دخل الفرد أو الأسرة زاد الاستهلاك.
  • الأسعار: تؤثر أسعار السلع والخدمات على الاستهلاك، فكلما زادت الأسعار قل الاستهلاك.
  • التضخم: يؤثر التضخم على أسعار السلع وبالتالي يقلل نسبة الاستهلاك.
  • التوقعات: تؤثر توقعات المستهلكين حول الدخل والأسعار مستقبلًا على استهلاكهم في الوقت الحالي.

ثانيًا- العوامل الاجتماعية والثقافية:

  • العادات والتقاليد: تؤثر العادات على شكل استهلاك الناس للسع والخدمات.
  • التسويق والإعلانات: تؤثر الإعلانات بشكل كبير على إقبال المستهلكين على الخدمات والسلع المختلفة.
  • نمط الحياة: نمط حياة الإنسان في الأسرة ينعكس على استهلاكه.
  • العوامل النفسية: مثل الدوافع والاحتياجات والرغبات.

هناك أيضًا عوامل أخرى تؤثر على الاستهلاك، ومنها:

  • التغير في التركيبة السكانية.
  • التقدم التكنولوجية، حيث ظهرت سلع وخدمات جديدة.
  • السياسيات الحكومة مثل الضرائب واللوائح على أسعار الخدمات.

تعريف الميل الحدي للاستهلاك

بعد التعرّف على مفهوم الاستهلاك، يُمكننا الآن تعريف مفهوم الميل الحدي للاستهلاك. يُقصد بالميل الحدي للاستهلاك هو النسبة بين الزيادة في الاستهلاك التي يتبعها زيادة بسيطة في الدخل القومي، وبين الزيادة في الدخل. يُمكن تعريفه أيضاً بأنه النسبة بين التغير في الاستهلاك والتغير في الدخل الذي أوجده.

لجعل الميل الحدي للاستهلاك أكثر وضوحاً إليك المثال التالي: افترض أنك استلمت 500 دولار إضافية على أرباحك السنوية المعتادة، إذا قررت إنفاق 400 دولار من هذه الزيادة في الدخل وادخرت ما تبقى وهو 100 دولار، فإن ميلك الحدي للاستهلاك سيكون 0.8، هذه النسبة هي حاصل قسمة المبلغ الذي أنفقته 400 دولار على زيادة دخلك 500 دولار، من ناحية أخرى سيعني هذا أن ميلك الحدي إلى الادخار سيكون 0.2 (100 دولار مقسوما على 500 دولار).

أما إذا قررت أن تدخر مبلغ أرباحك الإضافية كاملة، أي الـ 500 دولار كاملين، فسيكون حينها ميلك الحدي للاستهلاك هو 0، لأنه حاصل قسمة ما أنفقته 0 دولار على دخلك 500 دولار.

الميل الحدي للاستهلاك ليس رقماً ثابتاً، فهو يختلف من فرد لآخر ومن أسرة لأخرى ومن بلد لأخرى، لأنه بالأساس يختلف باختلاف مستوى الدخل، فكلما كان الدخل أعلى، زادت قدرة هذا الدخل على تلبية الاحتياجات والرغبات، وبالتالي فإن أي ربح إضافي سيكون أقل عرضة للذهاب نحو الإنفاق الإضافي.

خصائص الميل الحدي للاستهلاك

قدّم الاقتصادي البريطاني الشهير جون ماينارد كينز مفهوم لجنة السياسة النقدية رسمياً في كتابه "النظرية العامة للتوظيف والفائدة والمال" في عام 1936. جادل كينز بأنه يجب إما إنفاق كل الدخل الإضافي، كما هو الحال مع الاستهلاك، أو الاستثمار، كما هو الحال مع مدخرات.

خلال فترة الكساد في الثلاثينيات من القرن الماضي، أدرك كينز أن التفكير الكلاسيكي حيث سيخلق العرض طلباً خاصاً به لا يعمل دائماً. وأشار إلى أنه في فترة الكساد الكبير كانت المشكلة الرئيسية هي نقص الطلب الكلي. وأشار أيضاً إلى أن الإنفاق الحكومي يمكن أن يضيف إلى إجمالي الطلب وأن هذا التحفيز المالي سيخلق "تأثيراً مضاعفاً" من خلال زيادة الطلب الاستهلاكي.

ووفقا للنظرية التي قدّمها كينز، فإن زيادة الإنتاج تزيد من دخل المستهلكين، وسوف ينفقون أكثر.

أهمية الميل الحدي للاستهلاك

يعتبر الميل الحدي للاستهلاك جزءاً من إجمالي ارتفاع المال الذي ينفقه المستهلك على استهلاك البضائع والخدمات، بدلا من ادخاره. إذا كنا نعرف ما هو الميل الحدي للاستهلاك الخاص بالأشخاص في مجتمع أو بلد ما، فيمكننا حساب مدى الزيادة في الإنتاج التي سوف تؤثر على الإنفاق، وسيولد هذا الإنفاق الإضافي إنتاجاً إضافياً يخلق دورة مستمرة، وكلما ارتفعت لجنة السياسة النقدية، كلما ارتفع المعدل المضاعف، وزادت الزيادة في الاستهلاك من الزيادة في الاستثمار.

ما الفرق بين الميل الحدي للاستهلاك والميل المتوسط للاستهلاك؟

قبل أن نعرف الفرق بينهما يجب أولًا تعريف الميل المتوسط للاستهلاك:

ما معنى الميل المتوسط للاستهلاك؟

يقصد بالميل المتوسط للاستهلاك بالنسبة بين التغير في الاستهلاك والتغير في الدخل، أو بعبارة أخرى مقدار الزيادة في الاستهلاك التي تصاحب زيادة في الدخل بمقدار وحدة واحدة.

ويتم حساب الميل المتوسط للاستهلاك باستخدام الصيغة التالي:

الميل المتوسط للاستهلاك= التغير في الاستهلاك \ التغير في الدخل.

فعلى سبيل المثال إذا كان دخل الفرد 1000 ريال إذا زاد دخله 200 ريال فإن المتوسط للاستهلاك له هو 0.5.

حيث يشير المتوسط للاستهلاك إلى مقدار ما يميل المستهلكون إلى إنفاقه مع كل زيادة في الدخل الشهري لهم.

لذا  الفرق بين الميل الحدي للاستهلاك والميل المتوسط للاستهلاك هو أن الميل الحدي يعني النسبة بين التغير في الاستهلاك والتغير في الدخل بينما الميل المتوسط تعني النسبة بين إجمالي الاستهلاك وإجمالي الدخل.