مايكروسوفت تستحوذ على Activision Blizzard في أكبر صفقة في قطاع الألعاب

أعلنت شركة مايكروسوفت عن استحواذها على شركة تطوير الألعاب الأمريكية الشهيرة Activision Blizzard، في صفقة قياسية اعتبرها الخبراء بأنها الأكبر على الإطلاق في قطاع الألعاب الإلكترونية.

مايكروسوفت تستحوذ على شركة Activision Blizzard لألعاب الفيديو في صفقة قياسية

وبحسب ما ذكرته تقارير اقتصادية، فإن صفقة استحواذ مايكروسوفت على أكتيفيجن بليزارد تكلفت حوالي 68.7 مليار دولار أمريكي، حيث تعتبر هذه هي آخر عمليات الاستحواذ التي تقوم بها الشركة الأمريكية في قطاع الألعاب، كما أنها تعد الأكبر على الإطلاق في تاريخ عمليات الاستحواذ التي قامت بها مايكروسوفت في تاريخها.

كما لفتت إلى أن هذه الصفقة الجديدة تجاوزت في قيمتها صفقة استحواذ شركة تايك تو على شركة زينغا، والتي تم الإعلان عنها في الأسبوع الماضي، حيث تمت مقابل 12.7 مليار دولار، وكانت هي وقتها هي أكبر عملية استحواذ في قطاع ألعاب الفيديو.

وتعد شركة أكتيفيجن بليزارد واحدة من أكبر الشركات العاملة في قطاع ألعاب الفيديو، حيث أنها تمتلك استديوهات تطوير ألعاب في العديد من الدول حول العالم، والتي يعمل بها أكثر من 10 آلاف موظف.

وتملك الشركة العديد من ألعاب الفيديو الناجحة التي قام خبراءها بتطويرها، مثل: Call of Duty، World of Warcraft، Candy Crush، Overwatch، Diablo، وغيرها من الألعاب ذائعة الصيت.

وأشارت التقارير إلى أن سعر سهم شركة أكتيفيجن بليزارد قد سجل ارتفاعاً كبيراً بعد هذا الإعلان، وتجاوز 35% من قيمته، ليبلغ سعر السهم الواحد حوالي 88.45 دولاراً أمريكياً.

وأوضحت أن مايكروسوفت ستقوم بدفع قيمة الصفقة بالكامل نقداً، وبواقع 95 دولاراً أمريكيا لكل سهم، نظرا لأنها شركة عامة مطروحة في بورصة ناسداك.

وبعد إتمام هذه الصفقة القياسية، فإن شركة مايكروسوفت، التي تبيع أجهزة إكس بوكس، وتملك عدداً من استوديوهات تصميم الألعاب، ستصبح هي ثالث أكبر جهة في قطاع الألعاب الإلكترونية من حيث حجم المبيعات، بعد كلا من شركة ننسنت الصينية، وشركة سوني اليابانية المصنعة لأجهزة بلاي ستيشن.

وصرح ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، قال فيها إن ألعاب الفيديو تعتبر هي الفئة الأكثر ديناميكية والأكثر إثارة للحماسة في مجال الترفيه على مختلف المنصات، متوقعاً أن يكون لها دور مهم في تطور منصات الميتافيرس.

ونوهت شركة مايكروسوفت في بيان رسمي صادر عنها، أنها تتوقع أن يساهم استحواذها على شركة أكتيفيجن بليزارد في تسريع نموها في مجال ألعاب الفيديو، على الأجهزة الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، وكذلك على وحدات التحكم بالألعاب وعلى المستوى السحابي، بالإضافة إلى توفر الأسس للميتافيرس.

وقال الخبراء إن هذه الصفقة الضخمة ستساعد شركة مايكروسوفت في تعزيز مكانتها في قطاع الألعاب الإلكترونية، كمنافس قوي لشركة سوني، مشيرين إلى أنه بموجب هذه الصفقة، ستتمكن الشركة الأمريكية من توفير المزيد من ألعاب الفيديو لمستخدميها، من خلال خدمة Game Pass السحابية الخاصة بها، لا سيما وأن العديد من ألعاب أكتيفيجن بليزارد الشهيرة ستصبح مملوكة لها.

وإلى جانب هذا، فإن هذه الصفقة من شأنها المساهم في تقديم شركة مايكروسوفت للمزيد من ألعاب الفيديو على الهواتف والأجهزة الذكية، وجعلها تنافس بقوة في هذا القطاع الذي ينمو بشكل هائل في السنوات الأخيرة، إضافة إلى قيامها بتقديم خدمات الألعاب السحابية وأجهزة إكس بوكس، والألعاب الإلكترونية عبر أجهزة الكمبيوتر عبر نظام ويندوز.

ولفتت التقارير إلى أن من المتوقع أن تتم صفقة استحواذ مايكروسوفت على أكتيفيجن بليزارد في فترة لا تتجاوز يونيو 2023، وذلك بسبب الحاجة لإتمام المعاملات القانونية والتجارية الخاصة بها، مشيرة إلى أن بوبي كوتيك، المدير التنفيذي لشركة Activision Blizzard، سيبقى في منصبه حتى الاستحواذ، وبعد إتمام الصفقة.

وجاء الإعلان عن استحواذ مايكروسوفت على أكتيفيجن بليزارد، في وقت تواجه فيه الأخيرة أوضاعاً صعبة، حيث تعرضت الشركة الأمريكية لاحتجاجات عديدة من موظفيها، مع قيام بعضهم بتقديم استقالاتهم، إلى جانب أن إحدى الهيئات التابعة لسلطات ولاية كاليفورنيا الأمريكية، قامت برفع دعوى أمام القضاء بحق الشركة، تضمنت اتهامات بالتحرش والتسبب بالانتحار، إضافة إلى سلسلة طويلة من القضايا الأخلاقية.

وقد قام نحو 20% من موظفي شركة أكتيفيجن بليزارد، البالغ عددهم الإجمالي حوالي 9500 موظف، بالتوقيع على عريضة، يطالبون بها الرئيس التنفيذي للشركة، بوبي كوتيك، بتقديم استقالته.