من خلال فيروس كورونا..ترامب يُحاول العودة إلى المشهد السياسي الأمريكي

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 30 يونيو 2021
من خلال فيروس كورونا..ترامب يُحاول العودة إلى المشهد السياسي الأمريكي

ظهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مبتهجاً في تجمع حاشد لأنصاره في أوهايو مساء السبت، مُتحدثاً عن اعتقاده بأن فيروس كورونا تمت هندسته بشكل علمي في مختبر بمدينة ووهان الصينية.

يأتي هذا بعد تزايد التأييد تجاه الاعتقاد الذي يُقرر أن فيروس كورونا المُستجد، كوفيد- 19، قد نشأ في مختبرات ووهان في الصين، وتسرب منها، هذا الاعتقاد الذي كان يُعدّ في السابق من قبيل نظرية المؤامرة، عاد إلى الصورة الآن، مُكتسباً المزيد من التأييد، على الرغم من أنه لم يتم إثباته بعد.

يهدف ترامب الآن إلى استخدام هذا التحول في تفكير الجهات العلمية لتحفيز مؤيديه، فقال لمؤيديه الذين اجتمعوا في جنوب غربي كليفلاند، مُرتدين قبعات حمراء: "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى... كنت قد قلت إن الفيروس من صنع المختبرات، عندما قلت ذلك، جُنّ جنون الناس، لكنهم الآن فقط يقولون إنه من المرجح أن يكون الفيروس قد خرج من مختبر في ووهان". ليهتف الحشد تأكيداً على موافقتهم له.

هل تسرب كورونا المُستجد من معمل صيني فعلاً؟

الادعاءات الأخيرة، تُخبرنا أن الفيروس المُستجد من الممكن أن يكون قد هرب، في تسرب معمل، من معهد ووهان لعلم الفيروسات.

من وجهة نظر جينوم الفيروس، لا توجد طريقة لاستبعاد مثل هذا الاحتمال، لكن هل هذه الفرضية يمكن أن تُصبح نظرية علمية شرعية، على قدم المساواة أو حتى متفوقة على نظرية الأصل الحيواني التي تقول بأن الاتصال بين الإنسان والحيوان، هو المسؤول عن الأوبئة التي تتراوح من السارس إلى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والإيبولا، وفيروس نقص المناعة البشرية؟

قدّمت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق من شهر مايو الماضي، سبقاً صحفياً عن أن ثلاثة موظفين في معهد ووهان لعلم الفيروسات أصيبوا بكوفيد-19 في أواخر عام 2019 ، خلال موسم البرد والإنفلونزا. وكان هذا كل شيء، فلا يوجد أدلة أخرى على أن الصين قد تسترت عن معلومات تخص الفيروس المُستجد.

تقرير: تسرب كورونا المُستجد من معمل صيني

ذكر تقرير صادر عن مختبر حكومي أمريكي حول أصول فيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، أن الفرضية التي تدّعي أن الفيروس تسرب من مختبر صيني في ووهان هي نظرية "معقولة" وتستحق المزيد من التحقيق .

أُجريت الدراسة السابق ذكرها في مختبر "لورانس ليفرمور الوطني" في كاليفورنيا، استندت إليها وزارة الخارجية عندما أجرت تحقيقاً في أصول الوباء خلال الأشهر الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

استطاعت الدراسة أن تجذب اهتمام الكونغرس خلال الفترة الأخيرة، بعد أن أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن وكالات الاستخبارات الأمريكية بإبلاغه في غضون 90 يوماً عن كيفية ظهور الفيروس.

اعتمد تقييم الدراسة على التحليل الجيني لفيروس "سارس كوف-2" المُتسبب بمرض كوفيد-19، حيث قام العلماء بتحليل التركيب الجيني للفيروسات لمحاولة تحديد كيفية تطورها وانتشارها بين السكان.

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، من خلال وثيقة نُشرت بتاريخ 15 يناير الماضي، عن نتائج تحقيقاتها، التي تم التصديق عليها من قِبل وكالات المخابرات الأمريكية ، تضمنت هذه النتائج سلسلة من الأسباب الظرفية التي تدعم تفشي كوفيد-19 نتيجة لحادث تسرب من معمل.

ترامب يستخدم إعادة تقييم أصل كورونا المُستجد

استفاد ترامب من تقييمه المبكر للفيروس من الناحية السياسية، يوضح ديفيد كوهين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أكرون ذلك خلال تصريحات صحافية قائلاً: "ترامب يريد أن يقول: انظروا، لقد كنت محقاً بشأن تسرب الفيروس من المختبر ولم يستمع الناس إليّ، لكن اتضح أن ما قلته كان صحيحاً".

بالنسبة لمنتقدي ترامب، من الصعب أن تقنعهم هذه الحيلة بأنه مصدر موثوق به، في الوقت الذي أخطأ كثيراً بشأن الفيروس، حيث قدّم الكثير من الادعاءات الخاطئة التي وثقها الصحفيون. فلا يزال ترامب لا يحظى بشعبية كبيرة في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة.

رغم هذا، فهو يستخدم الجدل حول أصل الفيروس ليُظهر لمؤيديه الذين يحبونه ويتبنون أفكاره، أنه انتصر على أولئك الذين هاجموه ذات مرة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة