ميساء أوزا أول ضابطة محجبة في سلاح الجو الأمريكي

  • تاريخ النشر: السبت، 07 أغسطس 2021
ميساء أوزا أول ضابطة محجبة في سلاح الجو الأمريكي

ميساء أوزا هي أول ضابطة أمريكية مُحجبة، تعمل بسلاح الجو الأمريكي، عندما بدأت الملازم ميساء أوزا مهمتها الأولى كضابطة في سلاح الجو العام، كانت لحظة تاريخية. ميساء هي خريجة كلية الحقوق، أصبحت أول ضابطة في سلاح الجو مرخص لها بارتداء الحجاب.

قبل تجنيدها، منحتها القوات الجوية مكاناً يسمح لها بارتداء الحجاب أثناء التدريب الأساسي، عندما كانت الملازم أوزا في كلية الحقوق وبدأت في النظر في خياراتها للخدمة العسكرية، كانت هناك عقبة واحدة محتملة، هي: حجابها. بالنسبة لها فإن ارتداء الحجاب أحد المبادئ الأساسية لعقيدتها الإسلامية. وهي تعتقد أن إجبارها على نزع غطاء الرأس أمر مُذل ولا يختلف عن إجبارها على التعري أمام الآخرين.

بعد أن أخبرها مسؤولو القوات الجوية أنها يمكن أن تحتفظ بحجابها، واصلت الملازم أوزا تحقيق حلمها في الخدمة العسكرية، متقدمة إلى السلاح الجوي، وهو سلاح شديد التنافسية والانتقائية. بكل المقاييس، كانت مرشحة ممتازة، ووافق سلاح الجو على طلبها.

المُشكلات التي قابلت أوزا

عندما حان الوقت للالتحاق بالسلاح، أُبلغت الملازم أوزا أنه لا يمكنها تقديم طلب ديني إلا بعد التجنيد رسمياً وتقديم سنوات من الالتزام التعاقدي من حياتها في الخدمة العسكرية. كان عليها أن تخلع حجابها وتبدأ التدريب الأساسي دون غطاء الرأس، ولا يمكنها استئناف ارتداء الحجاب إلا إذا حصلت على إعفاء ديني من القواعد. قد يعني عدم القيام بذلك اتخاذ إجراء تأديبي.

كان هذا يبدو مألوفاً، فقد قدم الجيش الأمريكي نفس الحجة قبل بضع سنوات عندما رفض منح طالب جامعي من السيخ استثناءاً دينياً للتسجيل في مدرسة تدريب ضباط الاحتياط بلحيته وعمامته التي كانت فرضاً دينياً بالنسبة له، حينها تم رفع دعوى قضائية، وقضت محكمة فيدرالية في عام 2015 بأن الجيش لا يمكن أن يبرر قانونياً حرمان الطالب من فرضه الديني.

بناءاً على قرار المحكمة في قضية 2015 ، أرسل اتحاد الحريات المدنية، واتحاد الحريات المدنية في ميشيغان، والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في مقاطعة كولومبيا، خطاباً إلى سلاح الجو نيابة عن الملازم أوزا. حث الخطاب المسؤولين على إعادة النظر في سياستهم.

ومما يُحسب لسلاح الجو أنهم تراجعوا عن قرارهم وسمحوا للملازم أوزا بالانضمام إلى فيلق JAG مع الاحتفاظ بحجابها. كما اتخذوا خطوات نحو الموافقة على سياسة جديدة وتنفيذها، والتي بمجرد الانتهاء منها، ستساعد المجندين المستقبليين الذين يحتاجون إلى إعفاءات دينية على تجنب نفس المعضلة.

نجاح الضابط أوزا في سلاح الجو

اكتسب سلاح الجو ضابطاً ممتازاً، أكملت الملازم أوزا بنجاح تدريبها الأساسي وتدريب الضباط أثناء ارتدائها الحجاب. حتى أنها حصلت على وسام "طيار الأسبوع" من قبل زملائها المتدربين والمدربين الذين وصفوها بأنها "قائدة حقيقية ستساهم بشكل كبير في سلاح الجو وأي شيء تسعى إليه".

انطلقت الملازم أوزة في مسيرة مهنية جديدة ومثيرة، محققة حلمها الطويل في الخدمة ورد الجميل للآخرين. تُظهر إنجازاتها وإسهاماتها أن التنوع الديني في الجيش يجعل بلدنا أقوى.

أوزا ترصد التشابه بين الجيش والحجاب

ترى أوزا أن هناك أوجه تشابه بين الحياة في الجيش وارتداء الحجاب. كلاهما يتطلب حياة هيكلية وانضباط. تقول: "حجابي ذخر للقوات الجوية، وليس عبئاً، فالجانب المميز في شخصيتي هو تفانيّ الذي لا يتزعزع للالتزام بحياة هيكلية بانضباط هائل".

كانت عائلة أوزا مؤثرة في قرارها بممارسة مهنة عسكرية.  والداها من المهاجرين من لبنان قبل ولادتها. تقول: "لقد منحت هذه الدولة، تقصد الولايات المتحدة الأمريكية، والديّ فرصاً وامتيازات لم تكن لتُمنح لهم في أي مكان آخر. كان والداي دائماً ولا يزالان يتمتعان بإعجاب واحترام عميقين لجيشنا".

تُضيف ميساء أوزا إن تمسكها بحجابها خلال عملها بسلاح الجو ساهم في إحداث تغييرات هامة في سياسة الجيش المتعلقة بالتكيف الديني، وأوضحت أوزا في مقاطع فيديو حديثه أنها ترتدي الحجاب بكل فخر، مشيرة إلى أنها لم تر أي مسلمة أخرى ترتدي الحجاب بالزي الرسمي عندما انضمت لأول مرة لسلاح الجو.