الليلة: اقتران القمر مع النجم قلب العقرب

ذكرت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء الوطن العربي تشهد مساء اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 حدثاً فلكياً يمكن مشاهدته بسهولة بالعين المجردة، حيث يقترب القمر الأحدب المتزايد من النجم الأحمر العملاق قلب العقرب، أحد ألمع نجوم السماء، بفاصل ظاهري يقارب 0.7 درجة فقط.

وقالت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، إن القمر سيكون في طور الأحدب المتزايد، أي بعد عدة أيام من مرحلة التربيع الأول، وقبل اكتماله بدراً في 10 يوليو.

وأشارت إلى أن القمر سيكون وجهه مضاء بنسبة تقارب 90%، ما يمنحه إضاءة قوية تظهر تفاصيل سطحه بوضوح، لافتة إلى أن هذه الإضاءة أيضاً قد تحد قليلاً من وضوح النجوم الخافتة بفعل الوهج القمري.

وبينت فلكية بجدة أن قلب العقرب يعد ألمع نجوم كوكبة العقرب، مشيرة إلى أنه نجم عملاق أحمر من الفئة الطيفية M1.5، يبعد عنا حوالي 550 سنة ضوئية، ويتميز بقطر ضخم يزيد عن قطر الشمس بنحو 700 مرة.

وأكملت أن قلب العقرب يعتبر من النجوم المتقدمة في العمر، والمرشحة للانفجار كمستعر أعظم خلال ملايين السنين القادمة، مشيرة إلى أنه إذا حدث ذلك، فسيكون من ألمع الأحداث الفلكية المرئية من الأرض، وربما يرى حتى في وضح النهار، دون أن يشكل خطراً على الأرض بسبب بعده الكبير.

وتابعت الجمعية أن الراصدين سيرون القمر مضيئاً في جهة الجنوب، وبجانبه نجم أحمر لامع هو قلب العقرب، منوهة إلى أن هذا المشهد الجميل يمكن متابعته بسهولة بالعين المجردة، أو من خلال المنظار أو تلسكوب صغير، حيث يظهر تباين اللون بين بياض القمر واحمرار قلب العقرب بوضوح.

وأردفت إنه بالنسبة لهواة التصوير الفلكي، فينصح باستخدام كاميرا رقمية وعدسة طويلة (200 مم أو أكثر)، لالتقاط القمر والنجم في إطار واحد، لافتة إلى أنه يفضل كذلك تقليل مدة التعريض الضوئي لتجنب وهج القمر، أو استخدام تقنية الدمج الرقمي بين تعريضين مختلفين، أحدهما للقمر والآخر للنجم.

وأفادت فلكية جدة بأنه من الناحية العلمية، فإن هذا الاقتران بين القمر وقلب العقرب هو ظاهري فقط، نتيجة الاصطفاف البصري من منظور الأرض.

وأوضحت أن القمر يبعد عنا حوالي 384 ألف كيلومتر فقط، في حين أن قلب العقرب يبعد مئات السنين الضوئية، مردفة إن مثل هذه الاقترانات تعد فرصة ممتازة لتتبع حركة القمر، كما أنها تستخدم للتدريب على مهارات الرصد والتصوير الفلكي.

وأضافت الجمعية أن هذا الحدث يأتي ضمن سلسلة اقترانات القمر بالنجوم اللامعة، والتي تحدث مع مروره الشهري عبر دائرة البروج، حيث يصطف بصرياً مع عدد من النجوم الساطعة.

واختتمت منشورها بنصيحتها أن يتم الرصد من مكان مظلم بعيد عن التلوث الضوئي، مضيفة أنه يمكن متابعة المشهد بالعين المجردة منذ بداية الليل وحتى ما بعد منتصفه.