صندوق النقد يخفض توقعات النمو العالمي في 2025 بعد رسوم ترامب

في تقرير جديد أصدره، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي للعام 2025، في وقت تشهد فيه واشنطن موجة من المفاوضات التجارية مع عشرات الدول.

تباطؤ اقتصادي عالمي في الأفق

أعلن صندوق النقد الدولي عن تراجع متوقع في معدل النمو الاقتصادي العالمي إلى 2.8% في عام 2025، مقارنة بنسبة 3.3% في عام 2024، وهو أدنى معدل منذ جائحة كوفيد-19. 

وأرجع الصندوق هذا التراجع إلى الإجراءات الجمركية المشددة التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي طالت معظم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

تزامن هذا الإعلان مع توافد مئات المسؤولين الماليين والتجاريين إلى العاصمة الأميركية لحضور اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين. 

وتشارك 34 دولة في محادثات مكثفة مع فريق ترامب التجاري، في محاولة لإبرام اتفاقات تخفف من حدة الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة.

المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أكدت أن المفاوضات تسير بوتيرة سريعة، مشيرة إلى أن 18 دولة قدمت مقترحاتها بالفعل، وسط تفاؤل ترامب بإمكانية التوصل لاتفاق مع الصين قد يؤدي إلى "خفض كبير" في الرسوم.

ضغوط متزايدة على الاقتصاد الأميركي

رغم استهداف الرسوم لدول أخرى، إلا أن الاقتصاد الأميركي نفسه لن يكون بمنأى عن التأثر. 

إذ توقع صندوق النقد تراجع نمو الناتج المحلي الأميركي إلى 1.8% في 2025، بانخفاض نقطة مئوية كاملة عن عام 2024، مشيرًا إلى زيادة ملحوظة في التضخم نتيجة ارتفاع تكاليف الواردات.

تعد الصين من أكبر المتضررين، حيث تراجعت توقعات نموها الاقتصادي إلى 4.0% في عامي 2024 و2025. 

وتفرض الولايات المتحدة رسومًا تصل إلى 145% على الواردات الصينية، فيما ردت بكين بفرض رسوم نسبتها 125% على المنتجات الأميركية، ما أدى إلى شبه قطيعة تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وفي لقاء مغلق مع مستثمرين ببنك "جي بي مورغان"، أشار وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إلى احتمال حدوث تهدئة في النزاع مع الصين، رغم أن المفاوضات لم تبدأ فعليًا بعد. 

ترامب من جانبه صرّح بإمكانية خفض الرسوم على السلع الصينية، لكنه حذر في الوقت ذاته من فرض اتفاق "بطريقته" في حال فشل المفاوضات.

بينما تتباطأ المفاوضات مع الصين، تسعى الإدارة الأميركية إلى تقدم مع دول مثل اليابان والهند.

وقد أحرزت محادثات مع الهند تقدمًا بشأن إطار عام للتفاوض، بينما تتحرك الولايات المتحدة واليابان نحو اتفاق مؤقت لا يشمل القضايا الأكثر تعقيدًا.

شركات أميركية تتكبد الخسائر

تأثرت الشركات الأميركية الكبرى بالرسوم الجديدة، إذ أعلنت شركة "كمبرلي-كلارك" أن التكلفة المتوقعة للرسوم ستبلغ 300 مليون دولار هذا العام.

كما دعا الرئيس التنفيذي لشركة "جي إي أيروسبيس" الإدارة الأميركية إلى إعادة العمل بنظام الإعفاءات الجمركية الذي كان معمولًا به منذ عام 1979.

ورغم التقلبات، ساعدت نتائج الأرباح الجيدة لبعض الشركات في تعزيز الثقة في الأسواق، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 2.5%. وحققت أسهم شركات مثل أمازون، إنفيديا، وآبل مكاسب ملحوظة عقب تصريحات ترامب المتفائلة.