كيف تقود العلامات السعودية موجة نمو الترخيص العالمية؟

منتدى آفاق الترخيص بالرياض 2025 يفتح الأبواب للعلامات السعودية للانتشار العالمية والتوسع الدولي

  • amer@amerbitar.combronzeبواسطة: amer@amerbitar.com تاريخ النشر: منذ 8 ساعات زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
كيف تقود العلامات السعودية موجة نمو الترخيص العالمية؟

تنتقل صناعة ترخيص العلامات التجارية في المملكة العربية السعودية اليوم من مرحلة الفكرة إلى مرحلة التنفيذ الفعلي. فخلال السنوات الأخيرة، خطت المملكة خطواتٍ مدروسة لبناء اقتصاد إبداعي يربط هويتها الثقافية بالأسواق العالمية. ولم يعد السؤال ما إذا كانت العلامات التجارية العالمية قادرة على النجاح في السعودية، بل أصبح: كيف يمكن للعلامات السعودية أن تتوسع و تنجح عالمياً.

هذا السؤال كان محور النقاشات في منتدى آفاق الترخيص – الرياض 2025
(Licensing Horizons Riyadh 2025) الذي أُقيم في الرياض في 28 أكتوبر 2025، في أول نسخةٍ له داخل المملكة. نظّم الحدث كلٌّ من شركة BBM Licensing و شركة BrandTrends بدعمٍ من مؤسسة Licensing International المنظمة العالمية الرائدة في صناعة الترخيص ، وجمع قادة الصناعة من المنطقة والعالم لاستكشاف كيف يمكن لصناعة الترخيص أن تفتح آفاقاً جديدة للاستثمار الداخلي والتوسع الخارجي في آنٍ واحد.

ناقش المتحدثون، عبر جلساتٍ متعددة، الدور المتنامي للترخيص كأداة استراتيجية تمكّن العلامات و الشركات السعودية من تعزيز حضورها العالمي، وتنويع مصادر دخلها، والمساهمة في تصدير الإبداع السعودي إلى الخارج.

السوق السعودية: قاعدة الطموح العالمي

يتطوّر مشهد الترخيص في السعودية بالتوازي مع التحوّل الاقتصادي الشامل الذي تقوده رؤية المملكة 2030، والتي تركز على التنويع الاقتصادي، ودعم الابتكار، وتنمية الصناعات الثقافية والإبداعية.

فبفضل التركيبة السكانية الشابة، والقدرة الشرائية المتزايدة، والاستثمار المكثف في قطاعات الترفيه والسياحة، أصبحت المملكة بيئة مثالية لتطوير العلامات التجارية. وبينما يزداد اهتمام مالكي الملكيات الفكرية العالمية بالسوق السعودي كوجهةٍ رئيسية، فإن البيئة ذاتها تُحفّز أيضاً بروز علاماتٍ سعودية تمتلك المقومات للتوسع خارج حدود المملكة و الإقليم للعالمية.

تشهد قطاعات مثل الأزياء، والمأكولات، والضيافة، والترفيه الرقمي ظهور مفاهيم سعودية تجمع بين الأصالة الثقافية والمعايير العالمية للجودة—وهي المعادلة التي تجعلها مؤهلة تماماً للترخيص الدولي. وأكد المتحدثون في المنتدى أن نضوج الصناعات الإبداعية المحلية لا يعزز فقط التنوع داخل السوق السعودي، بل يؤسس أيضاً لبنية تصديرية قوية للإبداع السعودي إلى العالم.

بناء المسارات العالمية للعلامات السعودية

دخول العلامات السعودية إلى الأسواق الدولية من خلال الترخيص يتطلب تقدماً متوازناً في عدة مجالات رئيسية:

  1. الجاهزية في الملكية الفكرية:
    العديد من العلامات المحلية لا تزال تفتقر إلى تسجيلٍ دولي متكامل لحقوقها. تعزيز حماية العلامات التجارية في الأسواق المستهدفة شرطٌ أساسي لأي شراكةٍ عالمية ناجحة.
  2. التحالفات الاستراتيجية:
    التوسع الخارجي يتطلب شراكاتٍ مع وكلاء ترخيص وموزعين وتجار تجزئة ذوي خبرة، يجمعون بين الكفاءة التشغيلية واحترام هوية العلامة السعودية.
  3. الترجمة الثقافية:
    كما نوقش خلال جلسات المنتدى، فإن التكيّف مع الأسواق المختلفة لا يعني التخلي عن الهوية، بل إعادة صياغتها بطريقة تحافظ على الأصالة وتُخاطب الثقافات المتنوعة بذكاءٍ ووعي.

تلعب مؤسسات مثل BBM Licensing وBrandTrends وLicensing International دوراً محورياً في هذا المسار، من خلال تسهيل التعاون الدولي، وتوفير الرؤى المستندة إلى البيانات، وتدريب الكوادر المحلية على منهجيات الترخيص والتفاوض الاحترافي.

دروس من التجارب العالمية

استعرض المتحدثون في المنتدى تجارب أسواقٍ رائدة مثل اليابان وكوريا الجنوبية، حيث تحوّل الإبداع الوطني إلى صناعاتٍ عالمية من خلال أنظمة ترخيصٍ منظمة وفعّالة.
في تلك الدول، أصبحت المنتجات الثقافية — من الرسوم المتحركة إلى الأزياء — صادراتٍ تجارية بفضل تحويلها إلى منظومات اقتصادية قائمة على الترخيص الممنهج والمعايير المتسقة.

وتمتلك السعودية اليوم المقومات لاتباع نموذجٍ مشابه. فالكثير من العلامات السعودية تحظى بالفعل بشهرةٍ إقليمية، خاصةً في دول مجلس التعاون الخليجي، ومع تعزيز البنية القانونية والإدارية لعمليات الترخيص، يمكن لهذه العلامات الانتقال بثقة من الحضور الإقليمي إلى العالمي.

كما أكد المتحدثون أن النجاح في هذا المسار يعتمد على نقل المعرفة، ليس فقط في الجوانب التقنية للترخيص، بل في تبنّي الفكر الاستراتيجي الذي يرى في الملكية الفكرية أصلاً ثقافياً واقتصادياً في آنٍ واحد.

التعاون كمحرّك للنمو

جسّد منتدى آفاق الترخيص – الرياض 2025 (Licensing Horizons Riyadh 2025) قيمة التعاون بين الشركاء الدوليين والإقليميين. فقد ساهم الرعاة والمشاركون — ومنهم Spacetoon، وINCUBASE Studio، وAnimotion Media Group، وLike Nastya — في إبراز أهمية الشراكات كعاملٍ رئيسي لتبادل الخبرات وتطوير الصناعة.

كما أضفى حضور Licensing International بعداً عالمياً على النقاشات، من خلال نقل أفضل الممارسات الدولية وربط السوق السعودي بإطارٍ مهني متكامل. هذا النوع من التعاون يُحوّل النقاش من الجانب النظري إلى التطبيق العملي، مما يتيح للإبداع المحلي الانخراط بفاعلية ضمن المنظومة العالمية.

نظرة إلى المستقبل

أثبتت نسخة الرياض من المنتدى أن السعودية تدخل مرحلة تأسيسية حاسمة في رحلتها نحو بناء صناعة ترخيصٍ احترافية ومتكاملة. فالسوق السعودي اليوم جاهز للانتقال من كونه وجهةً للعلامات العالمية إلى مصدرٍ للعلامات السعودية القادرة على المنافسة والتصدير.

ولضمان استدامة هذا التقدم، هناك ثلاثة توجهات استراتيجية أساسية:

  • ترسيخ حماية الملكية الفكرية وتسجيلها دولياً.
  • بناء شراكات تجمع بين الأصالة السعودية والخبرة العالمية.
  • الاستثمار في التعليم، والبيانات، والتطوير المهني.

وسيتواصل هذا الحوار في النسخ القادمة من المنتدى — في دبي 2026 والرياض 2026 — لترجمة الأفكار إلى أُطرٍ عملية تمكّن الشركات السعودية من العمل بثقةٍ وكفاءة في الأسواق العالمية.

تمتلك صناعة الترخيص القدرة على أن تكون إحدى أهم أدوات الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية للمملكة. ففعاليات مثل Licensing Horizons Riyadh 2025 تؤدي دوراً محورياً في ربط القادة، وتبادل الرؤى، وصياغة فهمٍ مشترك لمعنى بناء علامات سعودية ذات حضورٍ عالمي.

إن الفصل القادم من مسيرة الاقتصاد الإبداعي السعودي لا يكمن في استقبال الملكيات الفكرية العالمية فحسب، بل في تصدير الملكية الفكرية السعودية إلى العالم — بثقة، وأصالة، ورؤية عالمية.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة
  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    amer@amerbitar.com bronze

    الكاتب amer@amerbitar.com

    عامر بيطاررائد أعمال و خبير عالمي في صناعة تراخيص حقوق الملكية الفكرية و العلامات التجارية ، تعاون مع الكثير من شركات الإعلام و المحتوى الترفيهي و الرياضي المحلية و العالمية. مؤسس و الرئيس  التنفيذي لشركة ماركتكوم Markettcom الرائدة في تطوير و توسيع ربحية العلامات التجاري في منطقة الشرق الأوسط و أفريقيا.بخبرة تزيد عن عشرين عاماً في التطوير الاستراتيجي ، يتمتع عامر بمهارة في تطوير و زيادة أرباح شركات المحتوى الإعلامي المختلفة، يتمحور تركيزه حول الشراكة مع العلامات التجارية العالمية الرائدة لتوسع أعمالها في منطقة الشرق الأوسط كما أنه يساعد شركات المحتوى العربية و العلامات التجارية لتوسيع أعمالها و النمو عالمياً.يحمل عامر درجة البكالوريوس في الاقتصاد و دبلوم دراسات عليا في الأعمال الدولية من جامعة McGill ودرجة في ماجستير الإدارة الأعمال من كندا بالإضافة إلى درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة Bradford في المملكة المتحدة.

    image UGC

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن !

    انضموا إلينا مجاناً!