كيف دربت أنثروبيك ذكائها الاصطناعي باستخدام ملايين الكتب؟

كشفت وثائق قضائية في الولايات المتحدة الأمريكية أن شركة أنثروبيك، المطورة لمساعد الذكاء الاصطناعي المعروف باسم Claude، قد أنفقت مبالغ ضخمة تقدر بملايين الدولارات على شراء كتب ورقية، بغرض تمزيقها ومسحها ضوئياً لاستخدام محتواها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

تقارير: شركة أنثروبيك تمزق ملايين الكتب لتدريب ذكائها الاصطناعي

وبحسب ما ذكرته تقارير تقنية، فإن الشرك قدة اعتمدت استراتيجية مثيرة للجدل تعرف باسم المسح المدمر، والتي تتضمن إزالة أغلفة الكتب وتقطيع صفحاتها لتسهيل رقمنتها، ثم التخلص نهائياً من النسخ الورقية بعد تحويلها إلى ملفات رقمية داخلية.

ففي بداية عام 2024، استعانت الشركة بتوم تيرفي، وهو أحد كبار المسؤولين السابقين في مشروع كتب قوقل، وأسندت إليه مهمة جمع أكبر عدد ممكن من الكتب، فيما تم وصفته الوثائق بأنه سعي لجمع كل كتب العالم.

وتستخدم هذه الطريقة عادة في نطاق محدود داخل مشاريع الأرشفة، إلا أن تطبيقها بشكل موسع من قبل شركة تجارية، قد أثار جدلاً واسعاً حول حقوق النشر والأخلاقيات.

وقالت التقارير إن القاضي ويليام ألسوب قد أصدر حكماً لصالح أنثروبيك، معتبراً أن ما قامت به يندرج تحت الاستخدام العادل، خاصة أن الشركة لم توزع النسخ الرقمية أو تنشرها، بل احتفظت بها للاستخدام الداخلي فقط.

وأضاف أن شراء الكتب من السوق، واستخدامها بموجب حق البيع الأول، يمنح الشركة حق استخدام النسخة المادية بالطريقة التي تراها مناسبة، بما في ذلك تمزيقها وتحويلها إلى بيانات.

لكن في المقابل، كشف القاضي أن الشركة لم تلتزم بهذا النهج القانوني منذ البداية، بل لجأت سابقاً إلى استخدام نسخ مقرصنة من كتب رقمية لتسريع عمليات التدريب، وهو ما أضعف موقفها القانوني في مواجهة دعاوى انتهاك حقوق النشر.

ونوهت التقارير إلى أنه بينما لجأت بعض شركات التكنولوجيا الأخرى، مثل أوبن آيه آي ومايكروسوفت، إلى شراكات مع مكتبات أكاديمية، منها مكتبات جامعة هارفارد، للحصول على محتوى من المجال العام بطريقة لا تتضمن أي ضرر للنسخ الأصلية.

إلا أن نموذج أنثروبيك يشير إلى اتجاه تجاري مختلف، يوازن بين السرعة والكفاءة، وتفادي التفاوض مع الناشرين.