ما هو مصطلح لعب دور الضحية في العلاقات؟ وكيف تتخلص من ممارسه

  • تاريخ النشر: الأحد، 12 مايو 2024
ما هو مصطلح لعب دور الضحية في العلاقات؟ وكيف تتخلص من ممارسه

ما هو مصطلح لعب دور الضحية في العلاقات؟ يعتبر هذا المصطلح من المصطلحات القوية التي تؤثر على العلاقات بالسلب، فعلى الرغم من تمتع صاحب هذا الأسلوب بالتصرف بلين ولطف في غالبية الأحوال، إلا أن لديه وجه آخر لا يظهر إلا عندما يكون مسؤولًا عن أخطائه، فيسارع إلى دفعها بعيدًا عنه لتلتصق بالطرف الآخر، كما يستقي التعاطف والحب والاهتمام من علاقاته بهذا الأسلوب الذي غالبًا ما لا يستطيع التخلص منه، لذلك يجب أن يتدخل الطرف الثاني ليوقفه عند حده.

ما هو مصطلح لعب دور الضحية في العلاقات؟ وكيف تتخلص من ممارسه

ما هو مصطلح لعب دور الضحية في العلاقات؟

في عالم العلاقات والتفاعلات الاجتماعية أصبح هناك الكثير من الأفراد يعيشون دور الضحية، وتحول الأمر إلى ظاهرة كبيرة، حيث يتظاهر الفرد بأنه الضحية في مواقف معينة، ويكون هذا غالبًا من أجل كسب التعاطف أو الاهتمام أو المزيد من المزايا التي يحصل عليها الفرد عندما يكون الأضعف وغير المخطئ في نظر الآخرين.

يمكن أن يكون هذا السلوك علامة حمراء تحتاج إلى الاهتمام منك لأن الشخص الذي يلعب دور الضحية غالبًا ما يظلم الطرف الآخر في العلاقة، لذلك يجب أن تتعرف على هذا النمط من العلاقات عن قرب.

ما هو دور الضحية؟

هناك الكثير من الإشارات التي تظهر وتوضح لك أن الشخص الذي أمامك يلعب دور الضحية، ومن هذه الإشارات ما يلي:

"لعب دور الضحية" هو مصطلح يستخدم لوصف السلوك الذي يقدم فيه شخص ما نفسه كضحية في مواقف محددة، سواء كانت صراعات أو نقاشات أو قضايا أخرى، حيث يعتقد هؤلاء الأشخاص أنه من خلال تصوير أنفسهم كضحايا، سيخرجون فائزين في الكثير من المواقف مثل الحصول على التعاطف أو الدعم أو الاهتمام من الآخرين.

وخلال قيامهم بلعب هذا الدور ستلاحظ إلقائهم اللوم على الآخرين أو إخراج أنفسهم كضحية للظروف أو توضيح عدم قدرتهم السيطرة على الأوضاع من حوالهم.

يمكن أن يحدث دور الضحية في سياقات مختلفة، بما في ذلك العلاقات الشخصية، ومكان العمل، والصداقات، وحتى في عالم وسائل التواصل الاجتماعي وذلك لمعرفة من يلعبه دوره الفعال في التلاعب العاطفي بالآخرين، لكن على الجانب الآخر لا يمكن للعلاقات التي بها أحد الأطراف يمارس دوره كضحية أن تستمر في التواصل الصحي.

لماذا ينخرط الناس في لعب دور الضحية؟

هناك أسباب مختلفة قد تجعل الأشخاص ينخرطون في ممارسة دور الضحية وقد تكون تلك الأسباب متعلقة بآثار نفسية يعانون منها منذ الصغر أو بعض الأغراض التي يريدون الوصول إليها دون أن يقدموا أي جهد مبذول من طرفهم، ومن هذه الأسباب الرئيسية ما يلي:

البحث عن التعاطف والاهتمام

يعتبر دور الضحية من أكبر المصادر التي تمنح الفرد التعاطف والاهتمام، ويظن ممارسو هذا الدور الظهور بمظهر الضعفاء، يجذب إليهم تعاطف الآخرين لأنهم يشعرون بالأسف عليهم وضرورة تعويضهم عما حدث في حياتهم من خلال الدعم المستمر لهم.

تجنب المسؤولية

من خلال لعب دور الضحية، يصبح الشخص بلا مسؤولية، فلا يمكن إلقاء اللوم عليه وهو قد ألقاه بالفعل على الآخرين، لذلك لن تجد فرصة في تحميله المسؤولية، وهو ما يحبه هؤلاء الأشخاص ويفضلون التعامل معه.

التلاعب والسيطرة

يمارس البعض دور الضحية من أجل التلاعب بالآخرين والسيطرة عليهم للحصول على مزايا أو الاستفادة من أمر ما لصالحهم.

وقد يحاول شخص ما التأثير على الآخرين أو السيطرة على الموقف من خلال التظاهر بأنه غافل عما يحدث أو أن الأمور خرجت من بين يديه دون قصد.

تجنب العواقب

إذا كنت مخطئًا ومارست دور الضحية فقد تتمكن من الفرار من عاقبة ما فعلته بسهولة أو الحصول على عقوبة مخففة على أقل تقدير، لذلك يلجأ البعض منهم إلى تجنب العواقب فهم لا يريدون الوصول إلى النقطة التي يظهرون خلالها بمظهر المخطئ الذي يجب أن يقوم بما عليه، لكنهم يفضلون سماع كلمات مثل لا عليك يمكنني تقبل الأمر أو أن الأمر لم يكن خطأك فلا تقلق.

قياس قوة العلاقة

قد يستخدم بعض الأفراد لعب دور الضحية لقياس مدى اهتمام شخص ما أو استعداده لمساعدتهم،ويمكن أن يكون بمثابة اختبار لمعرفة إلى أي مدى يمكن للطرف الآخر تحملهم أو مساعدتهم.

قد تبدو تلك النوايا جيدة، لكنها أيضًا طريقة ليست جيدة لتقييم علاقتك العاطفية خاصة وأي علاقة أخرى بشكل عام، لأن أي شخص تكون لديه قدرة محددة للتحمل لا يمكنه تجاوزها مهما ادعى ذلك، لذا على المرء المخطئ أن يعتذر لا أن يستغل وضعه في قلب شريكه ومكانته لديه، لأنه بذلك يسعى إلى نفاد رصيده بأسرع وقت ممكن.

علامات تجعلك تبتعد عن ممارس دور الضحية

يعد التعرف على العلامات الحمراء في سلوك دور الضحية في العلاقة أو الموقف أمرًا بالغ الأهمية، حيث يمكن أن يساعدك ذلك على أن تكون أكثر يقظة ضد السلوك المتلاعب الذي قد يؤذيك،وفيما يلي بعض العلامات الحمراء التي يجب الانتباه إليها عندما يلعب شخص ما دور الضحية:

إلقاء اللوم دائمًا على الآخرين

من أكثر الأشياء الشائعة التي يقوم بها متقمص دور الضحية هي الميل إلى إلقاء اللوم باستمرار على الآخرين أو لوم الظروف على المشكلات التي يواجهها، وذلك لأنه يتردد في تحمل مسؤولية أفعاله ولا يريد أن يكون في موقف المسؤول عما وقع، وهذا الأسلوب هو أول أساليب الشخصيات المتلاعبة أيضًا.

ردود الفعل العاطفية والدرامية المفرطة

يتمتع أصحاب الشخصية التي تحب لعب دور الضحية بالاستمتاع بممارسة العاطفة المفرطة مثل الإتيان بردود أفعال لا تناسب الموقف مثل الغضب الشديد أو البكاء أو الانهيار غالبًا أو الصراخ أو التعبير عن بشكل مفرط أيًا كان الوضع الذي يكونون فيه، وذلك بهدف جذب انتباه الآخرين وتعاطفهم.

إذا أظهرت عدم تقبل لردود الأفعال تلك، تكون قد حانت الفرصة لأصحاب هذا السلوك لاستغلاله ضدك من خلال ادعاء أنك لا تقدر أحاسيسهم، ومن ثم تكون أنت المخطئ في نهاية الأمر.

الاستخدام المتكرر لعبارات محددة

يستخدم الشخص الواقع في دور الضحية عبارات متكررة مثلاً ليس لدي خيار أو لا أستطيع التحكم في هذا الموقف بشكل متكرر، وهذا كي يقنع الآخرين أنه ضحية وليس لديه أي دخل فيما يحدث حوله فالظروف والأشخاص هم من يجبرونه على ذلك.

طلب المساعدة أو التعاطف

يزيد الأشخاص الذين يعانون من هذا النمط من طلب المساعدة أو طلب التعاطف أو الدعم من الآخرين لإحساسهم بالحاجة إلى رؤية الشفقة في عيون الآخرين أو لتحقيق بعض المكاسب الشخصية، لذلك فإنهم لا يخجلون من طلب التعاطف معهم أو الإحساس بهم بل يتحدثون عن الأمر وكأنه واجب، ولا يجب أن تجادلهم في هذا الشأن لأنه حساس بشكل كبير لديهم، لكن يمكنك طلب تدخل المختصين لمحاولة إنقاذ الوضع إذا كنت تريد الاستمرار في هذه العلاقة.

عدم التعاطف

ومن المفارقات أن الشخص الذي يمارس دور الضحية قد يفتقر إلى التعاطف مع مشاعر الآخرين أو وجهات نظرهم، لأنهم يركزون بشكل مفرط على أنفسهم ومصلحتهم الشخصية فينسون ما يمر به الآخرون وما يجب عليهم من مهام تجاه شركائهم.

يتعجب البعض من تمتعهم بقسوة القلب على الرغم من تعاطف الآخرين معهم، لكنهم لا يرون ذلك ولا يشعرون أن ما يمر به غيرهم يستحق التوقف عنده، لأنهم إذا ما شعروا بذلك سيتفهمون لماذا لا يتقبل شركائهم الأذى الصادر منهم، والسبب هو أنهم يمتلكون مشاعر ووجهة نظر تراهم مخطئين كلاعبي دور الضحية ويظلمون الأشخاص الذين يرتبطون بهم.

عدم تحمل المسؤولية

يستطيع الأشخاص الذين يمارسون دور الضحية دائمًا إيجاد سبل مختلفة لتجنب تحمل المسؤولية عن أفعالهم أو قراراتهم، حيث نادرًا ما يعترفون بالأخطاء أو الإخفاقات التي يتعرضون لها ويفضلون إلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف في المشكلات التي يواجهونها وذلك مهما كان الموقف كبيراً أو صغيراً، ففي كل الحالات لن يتلقوا اللوم وحدهم أو يعتذرون ويعترفون بالخطأ الذي حدث.

كيف تتعامل مع لاعب دور الضحية في علاقاتك

لا تظن أن تعاملك مع الأشخاص الذين يمارسون دور الضحية هو أمر يمكنك القيام به بسهولة، لأنه على عكس ذلك ستجد نفسك أمام صراعات لا تنتهي ولن تستطيع أن تعالج الأمر بين ليلة وضحاها، وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لمعالجة هذا الموقف:

ضع حدوداً لا يتخطاها

الخطوة الأولى في تحدي صاحب هذه الشخصية هي وضع حدودك الشخصية، ولك الأمر يكون مفيدًا لك وللطرف الآخر حيث لن تسمح لنفسك بالتورط أكثر من اللازم أو المساعدة بشكل مفرط لمن يلعب دور الضحية.

هذا لا يعني أنه يجب عليك أن تكون قاسيًا، ولكن من الضروري تجنب إساءة استخدام تعاطفك من قبل الآخرين واستغلالهم لك وجعلهم يملون عليك ما يجب أن تفعله حتى وإن كان عكس رغباتك.

حدد إلى أي مدى أنت على استعداد للمساعدة ولا تتجاوز تلك الحدود، وحتى إذا تم الضغط عليك من جانبهم لا تتجاوب معهم وارفض بأدب.

الاتصال المفتوح

حاول التواصل بشكل مفتوح مع الشخص الذي يلعب دور الضحية من خلال الأسئلة التي تطرح عن شعورهم واستمع بعناية لوجهة نظرهم ففي بعض الأحيان، قد يواجه الشخص الذي يلعب دور الضحية صعوبة ما أو حزنًا حقيقيًا يريد أن يعبر عنه بهذه الطريقة أي لا تفترض سوء النية على الدوام، فمن خلال الاستماع يمكنك مساعدتهم على الشعور بأن لديهم من يستندون إليه دون الحاجة إلى لعب دور الضحية، وقم بتقييم الوضع بجدية ودون انحياز.

إظهار التعاطف

حاول إظهار بعض التعاطف مع مشاعرهم، وذلك لأن القيام بعكس ذلك يكون مخيبًا لآمالهم مما يجعلهم يلجأون إلى سلوكيات أسوأ للحصول على ذلك التعاطف.

فمن الضروري محاولة فهم وجهة نظرهم ومشاعرهم، ولا تنسى التطرق بعد ذلك إلى طريقتهم في التعامل مع الأوضاع وكيف يفسدونها بطريقتهم المعتادة في تقييم الأمور.

لا تدعهم يتحكمون بك

من المهم الحفاظ على سيطرتك على قراراتك وأفعالك، لأنهم بارعون في التحكم والتلاعب بالآخرين، لذلك حافظ جيدًا على مستوى تركيزك ولا تدع شخصًا يلعب دور الضحية يريك كيف يحركك كالعرائس المعلقة بالأحبال، ويجبرك على اتخاذ قرارات أنت لا تريدها بالفعل.

خذ بعين الاعتبار المساعدة المتخصصة

إذا كان سلوك لعب دور الضحية يضر بعلاقتك بشكل كبير أو كان له تأثير سلبي على حياتك، ففكر في طلب المساعدة من معالج نفسي، حيث يمكن لهؤلاء المحترفين مساعدتك أنت والشخص الذي يلعب دور الضحية في فهم ومعالجة المشكلات الأساسية التي قد تساهم في مثل هذا السلوك.

ويعتبر لعب دور الضحية هو سلوك تلاعبي حيث يتظاهر شخص ما بأنه ضحية لجذب الانتباه أو التعاطف في العلاقات الشخصية، دون أن يكون قادرًا كليًا على إيقاف ما يفعله، لذلك قد يحتاج إلى مساعدة من الكثير من الأفراد من حوله لتخطي تلك الأزمة.

وقد استعرضنا العديد من السبل التي تمكنك من إيقافه ومساعدته على التوقف عن ممارساته ضدك أو تقليل ردود أفعاله التي قد تؤدي إلى إنهاء العلاقة بينكما.

تعرفنا على ما هو مصطلح لعب دور الضحية في العلاقات؟ وكيفية تجنب البقاء في علاقة تضم طرفاً يعاني من هذا الأسلوب، وما هي العلامات التي تشير إلى أن الشخص الذي ترتبط به سواء في العلاقات العاطفية أو العمل يعاني من هذا النمط.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة