ما هي أفضل العادات اليومية التي تجعلك تعيش لفترة أطول؟

ما هي أفضل العادات اليومية التي تجعلك تعيش لفترة أطول؟ يعتقد البعض أنه يمكنهم عيش حياتهم كما يريدون دون أن تتأثر صحتهم بالعادات السيئة التي يمارسونها، لكن الحقيقة الموجعة هو أن كل ما تفعله في حياتك سيعود إليك بشكل أو بآخر سواء سلبي أو إيجابي، لذلك يجب أن تستغل عمرك في المحافظة على العادات الجيدة التي يصعب عليك اكتسابها إذا ما تقدمت في السن، ويكون بالطبع من السهل الالتزام بها إذا اعتدت عليها، وقد تزيد تلك العادات من طول عمرك من خلال دعم صحتك النفسية والجسدية.

ما هي أفضل العادات اليومية التي تجعلك تعيش لفترة أطول؟

يريد الكثير من الأشخاص الحصول على حياة طويلة وصحية، ولكن بدون بذل أي مجهود وهو أمر خاطئ، فالمفتاح الصحيح لعيش حياة طويلة هو اعتماد عادات يومية جيدة تدعمك من كل اتجاه سواء على جانب الصحة النفسية أو الجسدية وغيرها، فمن منا لا يرغب في الحصول على تلك الفوائد الكثيرة التي تشملها العادات اليومية الصحية، لذلك دعنا نستكشف سويًا أهم العادات التي يمكنك الالتزام بها، والتي تحقق لك الرفاهية والسعادة طوال العمر.

النشاط البدني المنتظم

تعتبر ممارسة الرياضة بانتظام من الأشياء المفروغ منها، حيث تأتي كحجر الأساس لعلاقة صحية مع جسدك وحالتك النفسية، فمن خلالها لن تحتفظ بوزن مثالي وتتخلص من الدهون إلى الأبد، لكنها تعمل أيضًا على دعم وظائف القلب والرئة وتحسينها، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة التي غالبًا ما تهدد صحة الإنسان كلما تقدم في العمر.

لا يعني ذلك أن عليك أن تصبح من رجال الرياضة المحترفين، لكن عليك أن تقوم بالأمر بانتظام وبقدر يسير، وهذا من شأنه أن يكون لديك روتينًا ثابتًا يمكنك الاعتماد عليه دون أن يخل ببقية روتينك اليومي.

يمكن للأنشطة البدنية البسيطة المفيدة أن تكون مثل المشي أو ركوب الدراجات أو السباحة أو ممارسة الرياضات الخفيفة في المنزل، وستحصل على فوائدها الكبيرة بالاستمرار على ممارستها.

يساعد النشاط الرياضي الذي تقوم به على تحسين الدورة الدموية وتقوية العضلات والعظام وتحسين قدرة الرئتين على التنفس، كما أنه يلعب دورًا حاسمًا في التحكم في الوزن كما ذكرنا من قبل، وبهذا ستحصل على صحة عامة جيدة بما في ذلك المحافظة على صحتك العقلية من خلال الابتعاد عن خطر الإصابة بالاكتئاب رفع جودة النوم.

عادات الأكل الصحية

يعتمد الجسد على الغذاء وينمو كما تنمو النباتات، لذلك لا تتوقع أن يكون قويًا وصامدًا وأنت لا تقدم له أي نوع من أنواع الدعم، بل وتمده بما هو أسوأ من ذلك من خلال أنواع الطعام غير الصحية، لذلك إذا أردت الحصول على عمر أطول بصحة جيدة يجب أن تهتم بالتغذية السليمة.

ابدأ بتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والأسماك والمكسرات والتي تمنح جسمك الوقود اللازم لتحمل تبعات الحياة اليومية، بالإضافة إلى عملها على رفع كفاءة الجسم وأجهزته.

تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المضافة والأطعمة المصنعة ذات القيمة الغذائية القليلة، والتي تتواجد في كل مكان من حولك وبأسعار بسيطة حتى تجذبك، لكن يجب ان تفكر في صحتك أولًا قبل أن تقبل على تناول تلك الأنواع من الأطعمة.

إذا أردت نظامًا صحيًا محددًا يوفر لك كافة متطلباتك من الغذاء الصحي، يمكنك الاعتماد على سبيل المثال على نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي باعتباره أحد أفضل أنماط الأكل لصحة القلب كما تم تعريفه مؤخرًا، حيث يعتمد على العديد من الأطعمة الصحية مثل الزيتون والخضروات الخضراء والفاكهة والأسماك، وهو ما على حماية القلب بشكل جيد من الأمراض المعرض لها بفضل الدهون الأحادية غير المشبعة في زيت الزيتون وأحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك.

يساعدك الاهتمام بتناول طعامك الصحي أيضًا على تجنب السعرات الحرارية الزائدة التي تتسبب في زيادة غير مرغوب بها بالوزن والحفاظ على وزن مثالي، وهذا يعني تجنبك الكثير من الأمراض التي تتسبب بها السمنة مثل أمراض القلب وبعض أنواع السرطانات.

تجنب الإجهاد والتوتر

أصبح الإصابة بالإجهاد والتوتر من الأشياء التي اعتادها الكثيرين في يومهم الطويل ولكن كثرة التوتر الناتج عن هذا الإجهاد ليس بالأمر الصحي لأنه يؤثر بالسلب على الصحة وكلما ارتفعت مستويات التوتر لدى الفرد أصبح أقرب إلى الإصابة بأمراض القلب، كما تنهار دفاعات الجسم المناعية.

تؤدي مستويات التوتر المرتفعة كذلك إلى الإصابة باضطرابات النوم التي بدورها تزيد من التوتر والقلق، ويظل الفرد في دائرة لا تنتهي من الصراعات النفسية والجسدية.

هناك العديد من التقنيات التي يمكن أن تساعدك على إدارة التوتر بشكل مناسب والتحكم به مثل التأمل أو ممارسة الرياضة أو مجرد ممارسة الهوايات التي تستمتع بها لتشتت ذهنك بعيدًا، لذلك يجب أن تسعى إلى إشراك نفسك في الأنشطة التي تجلب السلام والسعادة إلى حياتك وتبتعد عن الضغوطات، وذلك من خلال ممارسة الحياة بأساليب العيش الإيجابية.

البيئة الصحية

إذا كنت تعيش في بيئة صحية فقد اجتزت منتصف الطريق للعيش بحياة صحية كاملة حيث تلعب البيئة التي تعيش وتعمل فيها دورًا مهمًا في تحديد نوع الصحة التي ستحيا بها، لأن التعرض لتلوث الهواء أو المياه الملوثة أو المواد الكيميائية الخطرة يمكن أن يكون له تأثير سلبي كبير وخطير على صحتك.

 لذلك عليك أن تختار المكان الذي عليك أن تعيش به قبل أن تقرر البقاء من خلال اختبار نظافة المكان وجودة الماء والهواء حتى تحصل على حياة هادئة ومستقرة من الناحية الصحية.

يمكنك أيضًا التفكير في استخدام أجهزة تنقية الهواء أو الماء إذا كنت تعيش في مناطق معرضة لتلوث الهواء أو الماء ولا يمكنك تبديلها، ويجب أن تركز على الأشياء التي تضر بصحتك وأنت لا تشعر ومنها التعرض للتدخين السلبي الذي يجعل البيئة من حولك غير صحية ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب، فضلا عن سرقة سنوات عمرك خاصة إذا كنت أنت الشخص المدخن.

القيلولة

النوم هو المفتاح لتحقيق صحة جيدة وحياة أفضل، وذلك عن طريق السماح للجسد بشحن نفسه من جديد، حيث تؤثر نوعية النوم على جسد الإنسان، إذا كانت نوعية جيدة ستسمح لجسمك بإصلاح الخلايا التالفة وتقوية جهاز المناعة وتقليل مخاطر المشكلات الصحية المختلفة.

لذلك إذا أتيحت لك الفرصة، أحصل على قيلولة قصيرة لمدة 20-30 دقيقة تقريبًا والتي تؤدي إلى شحن المزيد من الطاقة والاستمرار في ممارسة بقية طقوس يومك بطاقة مرتفعة وتزيد من إنتاجيتك في العمل.

يطلق على القيلولة القصيرة اسم قيلولة الطاقة والتي تساعد على مكافحة التعب طوال اليوم ويمكن أن تبدأ قبل الظهر بوقت قصير ولا يمكن الاستفادة منها بعد وقت الظهر لأنها ستؤدي إلى إصابتك بالأرق ليلًا، لكن خلال القيلولة الحقيقية يتمتع عقلك بفرصة إعادة ضبط نفسه والانتعاش من جديد، مما يجعلك تشعر بمزيد من الثقة والنشاط. فهذه طريقة بسيطة للعناية بصحتك العقلية والجسدية.

الإقلاع عن التدخين

يعتبر التدخين من أكثر العادات الضارة التي تؤثر بشكل سلبي كبير على صحة الإنسان، حيث تحتوي السجائر على مواد كيميائية سامة مختلفة يمكن أن تسبب أمراضًا خطيرة مثل السرطان وأمراض الرئة وأمراض القلب.

إن تجنب التدخين أو الإقلاع عنه هو أفضل خطوة يمكنك اتخاذها لتحسين طول عمرك وتقليل خطر الإصابة بالأمراض القاتلة، فخلال رحلتك مع التدخين لن تحصل سوى على الأمراض الخطيرة وإن لم تصب بها بعد فسيعاني جسدك من التعب الدائم وعدم تحمل أبسط الأمراض ومنها الإنفلونزا.

إن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يحقق فوائد كبيرة في فترة قصيرة، ومع مرور الوقت، سوف يستمر خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة في الانخفاض، وستشعر بتحسن كبير في صحتك.

إذا كنت من الأشخاص الذين يدخنون يجتب أن تفكر في طلب الدعم لمساعدتك على الإقلاع عن التدخين، حيث تتوفر العديد من البرامج والخدمات لمساعدتك في التغلب على إدمان النيكوتين وبدء رحلتك نحو حياة خالية من التدخين.

نصائح الطعام لحياة أطول

يشكل الطعام جزء كبير من الحياة الصحية للفرد كما ذكرنا، فما هي أهم الأشياء التي يجب أن تُركز عليها لحياة أطول عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام؟

تجنب اللحوم المصنعة

يجب أن تبتعد كليًا عن اللحوم المصنعة مثل النقانق واللحوم المدخنة وما إلى ذلك، حيث تحتوي تلك الأنواع من اللحوم على العديد من المواد الحافظة والمواد الضارة، كما تتعلق بالكثير من الأمراض الخطيرة حيث أثبتت العديد من الدراسات ربط الاستهلاك المفرط للحوم المصنعة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان القولون والمستقيم ومشاكل صحية أخرى على رأسها السمنة، لذلك إذا لم تستطع الامتناع التام عن هذا النوع من الأطعمة سيكون عليك تجنبها قدر الإمكان، واستبدالها بالبقوليات والأسماء واللحوم الخالية من المواد الحافظة.

تقليل استهلاك مشروبات الصودا المحلاة

يسرف الكثير من الأفراد في استهلاك مشروبات الصودا المحلاة والتي تعد المصدر الأول للسعرات الحرارية العالية المستخدمة في يومنا، والتي تحتوي على الكثير من السكر المضاف مما يؤدي إلى الإصابة بالصودا والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب الخطيرة.

إذا كنت من محبي المشروبات سواء كانت باردة أو ساخنة، سيكون لديك عدد كبير من البدائل التي يمكنك الاعتماد عليها والتخلص من الصودا التي تسبب المشكلات الصحية الكبيرة.

التقليل من تناول الوجبات السريعة

غالبًا ما تحتوي الوجبات السريعة أو الوجبات المصنعة على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكر والملح، وغالبًا أيضًا ما نعتبرها وجبات أساسية في يومنا ويمكن اللجوء إليها كثيرًا، وهو ما يدمر صحتنا وينقص من أعمارنا، وقد تم ربط الاستهلاك المفرط لهذه الأطعمة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

إذا كنت من محبي هذا النوع من الأطعمة حاول الحد من زياراتك لمطاعم الوجبات السريعة وطهي وجبات صحية في المنزل في كثير من الأوقات بدلًا من ذلك.

قلل من تناول الإفطار المصنوع من الحبوب

هل تعيش على تناول حبوب الإفطار سريعة التحضير كوجبة إفطار لا تقم بتلك الخطوة بعد الآن، حيث تحتوي الكثير من أنواع حبوب الإفطار المتوفرة تجاريًا على نسبة عالية من السكر المضاف ونسبة منخفضة من الألياف.

يمكن أن تؤدي وجبات الإفطار التي تحتوي على نسبة عالية من السكر إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، لذلك سيكون عليك اختيار حبوب الإفطار منخفضة السكر وعالية الألياف أو اختر خيارات الإفطار الصحية مثل البيض أو دقيق الشوفان أو الزبادي قليل الدسم.

الابتعاد عن السكر

تعد الحلوى والأطعمة المضاف إليها السكر من المصادر الرئيسية للسكر المضاف في نظامنا الغذائي، ولكن يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط للسكر إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب لذلك يجب ان تجعل السكر آخر اختياراتك إذا أردت الحصول على طعام ذو مذاق سكري من خلال اللجوء إلى المصادر الصحية للسكر مثل تناول الوجبات الصحية التي تحتوي على نسبة من السكر مثل الفاكهة.

إن تحقيق حياة طويلة وصحية يعتمد على تكوين عادات يومية تدعم صحتك الجسدية والعقلية، فيعد النشاط الرياضي المنتظم واتباع نظام غذائي صحي والتحكم في التوتر وتجنب السلوكيات المحفوفة بالمخاطر مثل التدخين من الخطوات الحاسمة التي يمكنك اتخاذها.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاهتمام بتناول طعامك، بما في ذلك تجنب الأطعمة المصنعة والمشروبات المحلاة والوجبات السريعة، يمكن أن يساعدك أيضًا على العيش لفترة أطول وأكثر صحة.

ما هي العادات التي تعتقد أنها يمكن أن تساعدك على العيش حياة طويلة وصحية؟ هناك الكثير من العادات التي ذكرناها والتي تؤدي بك إلى استثمار وقتك وجهدك في المكان الصحيح، لأنها تحافظ على صحتك وتضعك على الطريق الصحيح لعمر أطول، ولكن السر في ذلك هو الالتزام والاستمرار فلا تنسى أن تضعهما نصب عينيك.