أحداث مرّت بها شركة ميتا/ فيسبوك سابقاً في 2021

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 22 ديسمبر 2021
أحداث مرّت بها شركة ميتا/ فيسبوك سابقاً في 2021

رُبما يُمثل عام 2021 عاماً مختلفاً على شركة فيسبوك سابقاً، ميتا حالياً، يكفي أنه خلال هذا العام قد تغير اسم الشركة ليُصبح اسماً جديداً. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على أبرز الأحداث التي مرّت بها شركة ميتا/ فيسبوك سابقاً في 2021.

  • شهادة موظفة فيسبوك أمام الكونغرس في أكتوبر 2021:

كشفت الموظفة المستقيلة، فرانسيس هوغن، من شركة فيسبوك المالكة لعدد من مواقع التواصل الاجتماعي، بعض المعلومات عن الممارسات غير الأخلاقية للشركة، من بينها استغلال الأطفال من أجل الربح المادي.

خلال شهادتها أمام الكونغرس قالت هوغن أن الشركة أعطت الأولوية بشكل منهجي ومتكرر للأرباح على سلامة مستخدميها، كانت شهادتها مبنية على خبرتها في العمل في قسم النزاهة المدنية بالشركة، بالإضافة إلى آلاف المستندات التي أخذتها معها قبل مغادرتها في مايو الماضي.

أشارت هوغن إلى أن الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ، يُعتبر المنفذ لهذا النظام، فهو الشخص الوحيد الذي يتحكم في أهم القرارات المُتخذة في الشركة.

كانت جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ هي أول ظهور علني لهوغن بعد أن كشفت عن نفسها، في أكتوبر الماضي، كمصدر لآلاف الصفحات من أبحاث الشركة الداخلية التي تم تسريبها إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات وصحيفة وول ستريت جورنال. قدّمت هوغن وصفاً تفصيلياً للطرق التي من خلالها يتم تحفيز موظفي فيسبوك لغض الطرف عن المشاكل التي تسببها خدمات الشركة.

لقد أدى الكشف عن الوثائق بالفعل إلى تكثيف مخاوف الكونغرس بشأن تأثير فيسبوك، لا سيما على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين، وكان يُتوقع أن يكون هذا هو الموضوع المُسيطر على الجلسة، لكن الجلسة وشهادة هوغن تطرقت إلى مخاطر الأمن القومي، وانتشار المعلومات المضللة، والهجوم الدامي على مبنى الكابيتول في 6 يناير.

زعمت هوغن أن الشركة قد ضللت الجمهور بشأن الأبحاث الداخلية التي تُظهر بعض الآثار الضارة لمنتجاتها. أوضحت هوغن هذا من خلال أمثلة محددة من خلال فترة عملها في الشركة. وقالت إنه بسبب نقص الموظفين، أدركت نمطاً لا يهتم ببناء أنظمة صارمة لاكتشاف المحتوى المثير للمشاكل. ورغم أن فيسبوك قد أزال 600 ألف حساب في فترة ثلاثة أشهر لأطفال تقلّ أعمارهم عن 13 عاماً، إلا أن هوغن أعلنت عن أن الشركة لديها طرقاً أكثر تحديداً ودقة لتحديد أعمار الأشخاص

فوفقاً لشهادة هوغن، يمكن لفيسبوك فعل المزيد بشكل كبير لاكتشاف المزيد من هؤلاء الأطفال، ويجب أن تُشارك الشركة الكونغرس في هذه العمليات، لتكون أكثر فاعلية بكثير مما يفعلونه على الأرجح".

قالت هوغن أيضاً إنها قدمت وثائق إلى الكونغرس تُظهر أن زوكربيرغ كان يعلم أن الشركة كان من الممكن أن تتدخل لمنع انتشار خطاب الكراهية والمعلومات المضللة في البلدان المعرضة للخطر، لكنه لم يفعل ذلك، لأنه كان سيؤثر سلباً على "التفاعل الاجتماعي الهادف"، أكدت هوغن أن الشركة اختارت عدم إجراء تغييرات قد تكلف فيسبوك أموالاً.

أثناء حديث هوغن، قام ممثلو فيسبوك بالتغريد وإرسال نقاط  اعتراضهم عبر البريد الإلكتروني لدحض شهادة هوغن، إحدى نقاطهم الرئيسية كانت مُتمثلة في أن هوغن لم تعمل على العديد من القضايا، بما في ذلك المراهقون وسلامة الأطفال، ولكنها تُقدّم مستندات بشأن هذا الأمر الذي لم تعمل به.

بعد أسابيع من الصمت حيال ما كشفت عنه هوغن، رفض مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك شهادتها في رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين، وكتب أنه "ليس صحيحاً" أن الشركة تعطي الأولوية للربح على السلامة.

وكتب في رسالة البريد الإلكتروني التي نشرها أيضاً على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "نحن نهتم بشدة بقضايا مثل السلامة والرفاهية والصحة العقلية، من الصعب رؤية تغطية تشوه عملنا ودوافعنا. على المستوى الأساسي، أعتقد أن معظمنا لا يعرف شيئاً عن الصورة السيئة للشركة التي يتم رسمها".

بالنسبة للمشرعين، من كلا الحزبين فقد أصبحوا متحمسين بشكل متزايد لتمرير مشاريع قوانين من المحتمل أن تؤدي إلى تفكك الأعمال الحالية لفيسبوكلكن هوغن حذرت المشرعين من تفكيك الشركة، بحجة أنها بحاجة إلى كل الربحية التي يمكن أن تحصل عليها من أجل مراقبة نفسها بشكل صحيح، خاصة في مناطق مثل إفريقيا حيث الخدمات المملوكة لشركة فيسبوك هي الطريقة الأساسية للوصول إلى الإنترنت. قائلة: "إذا قمت بتقسيم فيسبوك وإنستغرام عن بعضهما البعض، فمن المحتمل أن تذهب معظم دولارات الإعلانات إلى كيانين بدلاً من كيان واحد، الآن فقط لن يكون هناك أموال لتمويل المراقبة اللازمة لتحسين مشكلات الشركة."

  • شهادة صوفي زانغ حول فيسبوك:

هناك شهادة موظفة أخرى، قد زادت الأمر سوءاً على فيسبوك خلال هذا العام، وهي شهادة موظفة سابقة، تدعى صوفي زانغ، كانت تعمل كعالمة بيانات لدى شركة فيسبوك المالكة لعدد من تطبيقات التواصل الاجتماعي، التي قدّمت وثائق إلى السلطات الأمريكية تؤكد ارتكاب الشركة لبعض التجاوزات والمُخالفات.

أوضحت صوفي أن فيسبوك لم تفعل ما يكفي لمكافحة انتشار المعلومات الخاطئة على شبكتها خارج الولايات المتحدة، مؤكدة أنها مستعدة للإدلاء بشهادتها أمام الكونغرس الأمريكي.

أكدت صوفي أنه أثناء عملها في فيسبوك رصدت محاولات متعددة من قبل الحكومات الأجنبية، لإساءة استخدام المنصة لتضليل مواطنيها، وأشارت إلى أنها قدّمت وثائق بشأن انتهاكات جنائية محتملة إلى وكالة أمريكية لاتخاذ اللازم، وذلك بعد إنهاء خدماتها من الشركة.

  • تعطل فيسبوك في أكتوبر 2021:

خلال شهر أكتوبر الماضي، ضرب عطل مفاجئ المواقع والتطبيقات التابعة لشركة فيسبوك، وقد اتجه الملايين من المستخدمين نحو مواقع وتطبيقات بديلة، كان أبرزها هو تطبيق تيليجرامللمراسلة المجانية. وكانت المنصات التابعة لشركة فيسبوك، ومن ضمنها فيسبوك ماسنجر وإنستغرام وواتسآب، قد تعرضت لعطل مفاجئ، أدى إلى تعطل خدماتها، وفشل ملايين المستخدمين حول العالم من الوصول إليها.

قالت شركة فيسبوك في تغريدة نشرتها عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حينها إنها على علم بأن بعض الأشخاص يواجهون مشكلة في الوصول إلى تطبيقاتها ومنتجاتها، وأكدت على أنها تعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن.

أفادت تقارير صحفية أن أسهم شركة فيسبوك قد شهدت تراجعاً ملحوظاً بعد العطل الذي ضرب منصاتها، حيث بلغت نسبته 5.5%، وهو ما أدى إلى انخفاض قيمة سهم الشركة إلى مستوى 323.56 دولاراً، بخسارة بلغت قيمتها 19.5 دولاراً.

تزامناً مع الأزمة التي واجهتها منصات التواصل الاجتماعي التابعة لفيسبوك، زاد الإقبال على مواقع وتطبيقات أخرى، وهو ما أدى إلى ورود بلاغات عديدة عن وجود مشاكل في الدخول على تطبيقات شهيرة، مثل تيك توك وتيليجرام وتويتر، وكذلك مواقع مثل أمازون وغوغل.

قدّمت شركة فيسبوك اعتذارها إلى مستخدمي خدماتها البالغ عددهم حوالي 3.5 مليار مستخدم، من الدخول إلى خدمات التراسل والتواصل الاجتماعي الخاصة بها. نقلت التقارير تصريحات منسوبة إلى مايك شروبفر، مدير التكنولوجيا لدى شركة فيسبوك، توجه فيها بالاعتذار إلى كل شركة كبيرة وصغيرة، وكذلك إلى كل أسرة وفرد يعتمدون على خدمات فيسبوك.

عن سبب العطل الفني الذي أدى إلى حدوث هذه المشكلة، ذكرت فيسبوك أن تعديلات خاطئة في الإعدادات هي السبب الرئيسي وراء تعطل خدماتها، والتي أدت إلى حرمان 3.5 مليار مستخدم، لمدة وصلت إلى حوالي 6 ساعات، من دخول مواقع وتطبيقات فيسبوك وإنستغرام وواتسآب. فيما نقلت التقارير تصريحات عن عدد من موظفي شركة التكنولوجيا الأمريكية، قولهم إنهم يظنون أن العطل حدث نتيجة خطأ داخلي.

  • تغيير اسم شركة فيسبوك إلى ميتا:

أعلن رئيس شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ الخميس 28 أكتوبر عن تغيير اسم الشركة الأم لشبكة التواصل الاجتماعي ليُصبح اسمها "ميتا". يأتي تغيير اسم شركة فيسبوك في وقت تكافح خلاله الشركة لمواجهة انتقادات من مشرعين وجهات تنظيمية بشأن قوتها السوقية وقراراتها الرقمية والرقابة على الانتهاكات على منصتها. وقد تم الإعلان عن أن تغيير الاسم قد حدث ليعكس بشكل أفضل كل نشاطات الشركة، وأن اسم الشبكات المختلفة التي تضمها الشركة الأم سيبقى هو نفسه.

وفقاً لإعلان زوكربيرغ ستحتفظ شبكة فيسبوك وتطبيق إنستغرام وخدمة واتسآب بأسمائها دون تغيير. يعني اسم "ميتا" الذي تم اختياره باللغة اليونانية القديمة "ما بعد" ليُشير إلى أن "ثمة أشياء إضافية ينبغي بناؤها".

كشف زوكربيرغ خلال مؤتمر للمطورين عن تغيير اسم الشركة قائلاً: " يُشرفني أن أعلن عن أنه بدءاً من اليوم سيكون اسم شركتنا ميتا. رسالتنا تبقى هي نفسها وهي جمع الناس، فيما تطبيقاتنا وعلاماتنا التجارية لن تتغير".