اكتشافات أثرية تكشف تاريخ 50 ألف سنة شمال الرياض

اكتشافات أثرية مهمة تكشف عن تاريخ عريق شمال غرب الرياض

  • تاريخ النشر: منذ 4 أيام زمن القراءة: دقيقتين قراءة
اكتشافات أثرية تكشف تاريخ 50 ألف سنة شمال الرياض

كشفت هيئة التراث السعودية النقاب عن اكتشافات أثرية بالغة الأهمية في بلدة القرينة، الواقعة شمال غرب العاصمة الرياض، حيث تم العثور على منشآت دائرية يُعتقد أنها تعود لحقبات تاريخية موغلة في القدم. 

وتحمل هذه المنشآت تشابهاً واضحاً مع المدافن التي ترجع للألفين الثالث والثاني قبل الميلاد، مما يشير إلى عمق الجذور الحضارية للمنطقة.

تم هذا الاكتشاف الاستثنائي خلال تنفيذ مشروع شامل للمسح والتنقيب الأثري، والذي نفذته الهيئة بالتعاون مع فريق من الخبراء السعوديين المختصين في علم الآثار.

العثور على طريق أثري يربط بين الوادي والهضبة

إلى جانب المنشآت الدائرية، رصد الفريق الاستكشافي طريقاً أثرياً قديماً يمتد عبر تضاريس متنوعة، بداية من الوادي وصولاً إلى قمة الهضبة في موقع القرينة، ليصل في النهاية إلى مدينة الرياض

ويُعد هذا الاكتشاف دليلاً على وجود شبكة طرق متطورة ربطت بين المستوطنات القديمة في المنطقة.

قطع أثرية تحكي تاريخ 50 ألف عام

شملت الاكتشافات مجموعة متنوعة من القطع الأثرية النادرة، بما في ذلك قطع فخارية متعددة الأشكال والاستخدامات، بالإضافة إلى أدوات حجرية متقنة الصنع. 

والأهم من ذلك أن بعض هذه الأدوات الحجرية يرجع تاريخها إلى حوالي 50 ألف سنة مضت، أي إلى فترة العصر الحجري الوسيط، مما يؤكد على قدم الوجود البشري في هذه المنطقة.

يندرج هذا الاكتشاف ضمن إطار مبادرة "اليمامة" الطموحة التي دشنتها هيئة التراث، والتي تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد الأثري لمنطقة الرياض والمناطق المحيطة بها. 

تعتمد هذه المبادرة على تقنيات بحثية متطورة لتنفيذ مسوحات دقيقة وشاملة، بهدف توثيق المواقع الأثرية غير المكتشفة سابقاً.

كما تسعى المبادرة إلى دراسة وتحليل أنماط الاستيطان البشري عبر الحقب التاريخية المختلفة، مما يساهم في الكشف عن الثراء الحضاري والثقافي العميق للمنطقة.

أهداف علمية واقتصادية متعددة الأبعاد

تسعى هيئة التراث من خلال هذه الأعمال إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، تشمل الحفاظ على المواقع التراثية الوطنية وحمايتها من عوامل التعرية والاندثار. 

كما تهدف إلى التعريف بهذا التراث الثقافي الثري والاستفادة منه كمورد ثقافي واقتصادي مهم يساهم في التنمية المستدامة للمملكة.

يهدف المشروع البحثي إلى جمع أكبر كمية ممكنة من البيانات والمعلومات العلمية حول موقع القرينة، وذلك لدعم وتطوير الدراسات الأكاديمية المتخصصة. 

يشمل ذلك رسم صورة واضحة للتسلسل الحضاري والتاريخي للموقع، إلى جانب دراسة الطرز المعمارية المميزة وتقنيات البناء المستخدمة في تلك العصور.

كما يولي المشروع اهتماماً خاصاً بتوثيق جميع المكتشفات الأثرية بطرق علمية دقيقة، مما يضمن الحفاظ على هذه الشواهد التاريخية للأجيال القادمة.

استمرارية في حفظ التراث الوطني

أكدت هيئة التراث أن هذه الأعمال تأتي في إطار استراتيجيتها طويلة المدى للحفاظ على التراث الوطني عبر جميع مناطق المملكة. 

وأشارت إلى أن المملكة العربية السعودية تتميز بتراث ثقافي استثنائي يمثل امتداداً طبيعياً للحضارات المتعاقبة التي ازدهرت على أراضيها عبر العصور التاريخية المختلفة.

هذا التراث المتنوع يعكس الثراء الحقيقي للمملكة في مجال الموارد التراثية والثقافية والتاريخية، مما يؤكد على مكانتها الحضارية المتميزة في المنطقة والعالم.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة