الثورة الصناعية الرابعة

الثورة الصناعية الرابعة وأهم ملامحها

  • تاريخ النشر: الأحد، 05 يوليو 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
الثورة الصناعية الرابعة

الإنسان الآلي والسيارات ذاتية القيادة والهواتف شديدة التطور، هي جزء بسيط من كم هائل من أدوات الثورة الصناعية الرابعة، التي يشهدها العالم في عصرنا الحالي، فما هو مفهوم الثورة الصناعية الرابعة وما هي أبرز ملامحها؟

مفهوم الثورة الصناعية الرابعة

تعرف الثورة الصناعية الرابعة بأنها ذلك الربط بين أدوات التكنولوجيا الحديثة جميعها، بالاستفادة من عناصر كالذكاء الاصطناعي والحاسوب الكمومي والهندسة الوراثية وكذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد.

تعتمد الثورة الصناعية الرابعة على إزالة الحواجز بين العوالم المادية والبيولوجية والرقمية، بدرجة تسمح للشخص العادي بأن يلجأ على سبيل المثال إلى نظام التموضع العالمي GPS لتحديد الطريق الأسرع لمنزل عائلته، وإلى مساعد صوتي مثل سيري الخاص بشركة أبل ليجيب عن أسئلة شديدة التنوع.

تأتي الثورة الصناعية الرابعة بعد ثورات صناعية لا تقل عنها أهمية، الأولى كانت في القرن الـ18 وتحديدا في عام 1784، مع ظهور محرك البخار للمرة الأولى، والثانية في القرن الـ19 عام 1870 حين بدأ استخدام الكهرباء في إنتاج ضخم غير معتاد في ظل نشأة خطوط التجميع، فيما ظهرت الثورة الصناعية الثالثة في القرن الماضي سنة 1969 ممثلة في التقدم الرقمي الجبار، الذي أتاح الفرصة لظهور الحاسوب الشخصي والإنترنت وتقنيات الاتصال بشكل عام.

ملامح الثورة الصناعية الرابعة

منذ سنوات بسيطة، بدأت تتضح ملامح الثورة الصناعية الرابعة، ممثلة في بعض عناصر التكنولوجيا، على رأسها الذكاء الاصطناعي، الذي كشف لاحقا عما يعرف باسم إنترنت الأشياء، وهو جيل الإنترنت الأحدث الذي يربط بين الأجهزة بعضها البعض بصورة شبه تلقائية.

من بين ملامح الثورة الصناعية الرابعة، نجد الروبوتات التفاعلية، وهي التطور الملهم للإنسان الآلي، والتي تشهد التعامل المباشر بين البشر العاديين والإنسان الآلي في أعمال يومية.

كذلك يعتبر كل من الواقع الافتراضي والواقع المعزز من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة الأبرز، التي تهدف إلى الربط بين العالم الواقعي وبين العالم الرقمي، باستخدام علوم الحاسوب.

مميزات الثورة الصناعية الرابعة

تتعدد فعليا المميزات التي ستعود على الشركات والعملاء على حد سواء مع ظهور الثورة الصناعية الرابعة، إذ تقلل تلك الثورة كثيرا من تكاليف الإنتاج، ليؤدي ذلك إلى زيادة حجم الأعمال بشكل غير مسبوق.

كذلك تشهد الثورة الصناعية الرابعة تحسنا ملحوظا في جودة الإنتاج، نظرا للاعتماد على الأدوات التكنولوجية الحديثة في أغلب الأعمال بدلا من الأيدي العاملة، ما يعود بالنفع على المستهلك العادي الذي يصبح في تلك الحالة أكثر رضا عن الخدمات والسلع التي يحصل عليها.

الثورة الصناعية وسوق العمل

على الجانب الآخر، تكشف الثورة الصناعية الرابعة عن بعض الأزمات التي ظهرت على السطح كأعراض جانبية لهذا التطور المثير، إذ بدا من المؤكد أن اللجوء إلى وسائل التكنولوجيا والتقنيات المتطورة التي تشمل الروبوتات وما شابهها، سيأتي على حساب الأيدي العاملة عاجلا أم آجلا.

على الرغم من أن الثورة الصناعية الرابعة قد تساعد في ظهور بعض الوظائف الحديثة، إلا أن وجودها يعني دون شك اختفاء نسبة كبيرة من الوظائف الأخرى إلى الأبد، نظرا لإمكانية تعويض البشر باستخدام الذكاء الاصطناعي.

من هنا ظهر مفهوم المصنع الذكي، الذي لن يشهد فقط قيام الروبوتات بالأعمال التقليدية دون الحاجة إلى العمال، بل كذلك يمكن إدارته بواسطة الذكاء الاصطناعي، من دون أن يضطر إلى انتظار البشر لاتخاذ القرارات.

الثورة الصناعية والتعليم

يرى خبراء الصناعة والاقتصاد أن رؤساء الشركات والمؤسسات العالمية ليسوا فقط المطالبين بالتكيف مع الثورة الصناعية الرابعة، بل كذلك كل مسؤول عن التعليم، سواء كان وزيرا أو مديرا أو معلما.

يفترض بالمسؤولين عن التعليم في كل مكان، أن يعملوا على تقريب المسافات بين طرق التعلم الحالية، وبين آثار الثورة الصناعية الرابعة على سوق العمل فيما بعد، ما يتطلب الاستغناء عن الطرق التقليدية والبحث عن طرق أكثر تكيفا مع الواقع الحالي، تشمل تعديل المناهج وطرق إيصال المعلومة للطالب أيضا.

الثورة الصناعية الرابعة في السعودية

على صعيد الدول العربية، تعد المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي بدأت التكيف مع الثورة الصناعية الرابعة، حيث شهدت المملكة احتضان أحدث المراكز الدولية للثورة الصناعية الرابعة، على خلفية الاتفاقية التي وقعت بين الحكومة وبين المنتدى الاقتصادي العالمي.

يأمل الجميع من خلال المركز الذي تديره مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن يتبنى تطبيق مبادئ الثورة الصناعية الرابعة، ليصبح المركز الحديث للثورة الصناعية الرابعة والذي يعتبر خامس المراكز حول العالم، منارة لإدراك خطط العمل المتطورة مستقبلا.

في الختام، أصبح العالم الآن بعصر الثورة الصناعية الرابعة، التي تتطلب الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يوفر الوقت والمجهود، ويقلل التكاليف على المؤسسات والمستخدمين على حد سواء.

المصادر:

[1]. مقال: ما هي الثورة الصناعية الرابعة. منشور على موقع salesforce

[2]. مقال: تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. منشور على موقع iberdrola

[3]. مقال: الثورة الصناعية الرابعة تقنية وذكاء. منشور على موقع okaz

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة