الغذاء والسرطان.. كيف تؤثر خياراتنا اليومية على خطر الإصابة؟

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: منذ 13 ساعة
الغذاء والسرطان.. كيف تؤثر خياراتنا اليومية على خطر الإصابة؟

تشير أبحاث حديثة إلى أن ما نأكله ونشربه قد يكون له تأثير أكبر مما كنا نظن على خطر الإصابة بالسرطان، خاصةً في الجهاز الهضمي. وبينما حذرت دراسات سابقة من تناول اللحوم الحمراء والمعالجة، تدفع نتائج جديدة نحو فهم أعمق للعلاقة بين التغذية والسرطان، مبينة أن بعض الأطعمة قد تساهم في الوقاية منه.

تغير المناخ قد يرفع خطر إصابة النساء بالسرطان في العالم العربي

الكالسيوم والحليب: درع ضد سرطان القولون

في يناير 2025، نشرت مجلة Nature Communications دراسة واسعة النطاق قادها باحثون من جامعة أوكسفورد، حلّلت بيانات أكثر من 542 ألف مشاركة في دراسة "مليون امرأة". وجدت النتائج أن تناول كميات كافية من الحليب ومنتجات الألبان الغنية بالكالسيوم ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولونبنسبة 17%.

وأشار الباحثون إلى أن المغذيات المصاحبة مثل الريبوفلافين والمغنيسيوموالفسفور والبوتاسيوم قد تلعب دورًا داعمًا. وأوضح البروفيسور توم ساندرز، خبير التغذية في كلية كينغز بلندن، أن الكالسيوم قد يقي من السرطان من خلال الارتباط بالأحماض الصفراوية الحرة في الأمعاء، ما يحد من تأثيرها الضار على الغشاء المخاطي للأمعاء.

الألياف والبكتيريا: تحالف داخلي ضد السرطان

أما الألياف، فقد أكدت دراسة أخرى نُشرت في Nature Metabolism، أن للأطعمة الغنية بها مثل الخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات دورًا هامًا في الوقاية من سرطان القولون. توصل الباحثون إلى أن الألياف تتحلل في الأمعاء بواسطة البكتيريا، فتُنتج أحماض دهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) مثل البوتيرات والبروبيونات، التي بدورها تؤثر على التعبير الجيني في الخلايا.

وبحسب الباحثين، تعمل هذه الأحماض على إيقاف إنزيمات "هيستون ديستيلاز"، مما يؤدي إلى تغييرات في تنظيم الحمض النووي تُبطئ نمو الخلايا السرطانية أو تقتلها. وأوضحت الدكتورة شَبنَم أونلويشلَر، خبيرة الوراثة في "معهد لندن للتجديد"، أن هذا التغيير في التعبير الجيني قد يكون أحد المفاتيح للوقاية من السرطان.

دراسة ألمانية: سرطان الثدي عند الرجال أقل شيوعاً لكنه أكثر فتكاً

القهوة: أكثر من مجرد مشروب صباحي

وفي اكتشاف مفاجئ، وجدت دراسة نشرت في ديسمبر 2024 في مجلة Cancer أن شرب أكثر من أربعة أكواب من القهوةيوميًا قد يُقلل من خطر الإصابة بسرطانات الرأس والرقبة، بما فيها سرطانات الفم والبلعوم.

حللت الدراسة بيانات من 14 دراسة فردية من اتحاد وبائيات سرطان الرأس والرقبة الدولي (INHANCE). وأشارت إلى أن التأثير الوقائي كان أكثر وضوحًا بين من شربوا أكثر من أربعة أكواب من القهوة يوميًا، مقارنة بمن شربوا كميات أقل.

لكن الأطباء حذروا من الإفراط في تناول الكافيين، إذ قد لا يحتمله الجميع. الدكتور كنوار كيلي، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، علّق على النتائج قائلاً: "يبدو أن الكمية المفيدة من القهوة تفوق ما يشربه أغلب الناس عادة، وقد تكون غير مناسبة للبعض بسبب تأثير الكافيين".

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة